* واشنطن - القدس المحتلة - العواصم - الوكالات:
بدت في الأفق أزمة إسرائيلية أمريكية اذ أعربت إسرائيل عن خيبة أملها من امتناع الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الذي أدان اعتداءاتها في غزة ورفح، غير ان واشنطن واصلت بعد صدور القرار انتقادها للفظائع الإسرائيلية مشيرة إلى أن هذه الممارسات تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أمس الخميس ان إسرائيل تشعر (بخيبة أمل) من عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على قرار في مجلس الأمن الدولي يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان (الأمريكيين يجب ان يتفهموا أكثر من غيرهم المشاكل التي نواجهها).
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد بـ14 صوتاً ليل الأربعاء الخميس قرارا يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح. وامتنعت الولايات المتحدة، التي تعرقل عادة تبني قرارات تنتقد إسرائيل، عن التصويت على النص الذي اعتمد ليل الأربعاء الخميس.
وقد دانت الولايات المتحدة بشدة العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة ووجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي سعت من قبل إلى مراعاته في مواجهة الانتقادات الدولية.
وأدلى البيت الأبيض ووزير الخارجية كولن باول بتصريحات تعكس ضغوطاً فعلية لوقف العمليات التي رأى الأمريكيون انها (تزيد من خطورة الوضع) وتعرض آفاق السلام للخطر.
وأكدت الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تعارض هدم منازل (فلسطينيين أبرياء) من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقالت الرئاسة الامريكية في بيان نشر الأربعاء (نعتقد ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها لكننا لا نعتقد ان عملياتها التي شنتها في غزة في الأيام الأخيرة تخدم هدف السلام والأمن).
من جهته، صرح باول ان (عمليات القوات الإسرائيلية في غزة في الأيام الأخيرة تطرح مشكلة وزادت من خطورة الوضع).
وأضاف ان (ذلك يجعل مهمتنا في السير قدما والعودة إلى عملية السلام أكثر صعوبة)، مؤكداً ضرورة ان تدرس (العمليات في ضوء النتائج التي يمكن ان تؤدي إليها).
ودعت واشنطن الجانبين إلى (ضبط النفس إلى أقصى حد ممكن)، لكن هذه الدعوة موجهة على ما يبدو إلى الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين.
من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الامريكية آدم ايريلي ان واشنطن تعارض هدم منازل (فلسطينيين أبرياء).
ومع انه سلم ضمنا بان منازل الفلسطينيين المتورطين في عمليات ضد إسرائيل يمكن ان تواجه بإجراءات انتقامية شرط ألا يؤدي ذلك إلى تدهور الوضع، أكد ايريلي (نعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس لكن ندعوها إلى تجنب العمليات الاستفزازية التي تفاقم الوضع على الصعيد الأمني).
ونفى ايريلي في الوقت نفسه وجود خلافات داخل الإدارة الامريكية في هذا المجال بعد ان عبر باول الأحد عن معارضته لهدم بيوت الفلسطينيين بينما أكد البيت الأبيض انه (يتفهم) الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى هذه الممارسات.
هذا وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية ان قرار مجلس الأمن الدولي بادانة إسرائيل هو (رسالة من دول العالم وإدانة عالمية) لإسرائيل.
وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان هذا القرار (يعني إدانة واضحة لإسرائيل ورسالة من دول العالم وإدانة عالمية نتيجة للاجماع الدولي وامتناع الولايات المتحدة ولأول مرة عن استخدام الفيتو، وهو إدانة واضحة لإسرائيل لوقف أعمالها ومجازرها).
وأضاف (نحن نتطلع إلى موقف حازم وفاعل من مجلس الأمن الدولي باتجاه إسرائيل لوقف عدوانها وضرورة العمل لإرسال قوات دولية ومراقبين لحماية الشعب الفلسطيني).
وقد زعم مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة دان غيلرمان ان القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي الأربعاء لا يطلب وقف عمليات هدم منازل الفلسطينيين في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
|