Thursday 10th June,200411578العددالخميس 22 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

قرنق : لن نكون جزءاً من النزاع في دارفور قرنق : لن نكون جزءاً من النزاع في دارفور
رياح السلام تهب على جنوب السودان وآلة الحرب تدور في الغرب

* ياي السودانية - القاهرة - نيويورك - الوكالات:
تنطلق زغاريد الفرح في أنحاء من السودان تعرف السلام لأول مرة منذ عشرين عاماً، غير أن أنحاء أخرى من هذا البلد الذي يتوسط القارة الإفريقية ما زالت تذرف الدموع حتى الآن، وبالذات في إقليم دار فور بغرب البلاد، حيث تواجه الحكومة تمردا مسلحا، بينما تعهد زعيم متمردي الجنوب أن حركته لن تكون جزءاً من الحرب في دار فور. وهذا هو واقع الحال في السودان، فقد تم نحر ثلاثة ثيران في بلدة ياي في جنوب السودان يوم الثلاثاء عندما حمل جون قرنق زعيم فصيل المتمردين الرئيسي أنباء قرب نهاية 21 عاماً من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد.
وابتسم قرنق ولوَّح للآلاف من الناس الذي أطلقوا الزغاريد والهتافات ترحيباً بوصوله، ودخل موكبه المكون من أربعة من سيارات الدفع الرباعي بلدة ياي عبر طرق تتناثر في جوانبها بقايا المعدات الحربية والأسلحة والذخيرة التي علاها الصدأ، وذبحت الثيران الثلاثة في ثلاث نقاط رمزية، حيث خسر متمردون مواقع إستراتيجية وتكبدوا خسائر فادحة.
وقال قرنق للجماهير المحتشدة والذين تسلق بعضهم الأشجار لرؤيته بشكل أفضل (السلام لا يتعلق بالأوراق التي وقَّعناها في نيروبي، بل انه يتعلق بما تعتقد الأرامل والأيتام انه يجلبه لهم.. أنا احمل أنباء بأننا على أبواب السلام).
ووقَّعت الحكومة السودانية وحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمردة عدداً من الاتفاقات المبدئية في العاصمة الكينية نيروبي في وقت سابق من الشهر الجاري كمقدمة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل في الجنوب من المتوقع أن يكون جاهزاً في أغسطس - آب القادم.
وفي ياي دشن قرنق ورشة عمل حول سبل الإدارة في مركز نسائي، وقال قرنق (إذا كانت المرأة الآن تسير خمسة أميال لإحضار الماء وإذا استطعنا أن نختصر هذه المسافة إلى صفر فإننا نكون قد حررناها. وأضاف قرنق أن عملية السلام لن تؤدي إلى ظهور قيادة من الصفوة ليست على اتصال بالجماهير، وقال قرنق إن (الحركة الشعبية لتحرير السودان لن تكون جزءاً من الحرب في دارفور، لقد أبلغنا الحكومة أنه لا يمكن حسم الحرب عسكرياً وأننا على استعداد لفعل ما في وسعنا لتقديم يد العون... دارفور مهمة لنا ليس بسبب أموال المساعدات أو المانحين، بل لأننا لا نريد أن يموت أناس في بلادنا.
وفي إقليم دار فور اتهمت جماعة متمردة القوات الحكومية يوم الأربعاء بخرق اتفاق هش لوقف إطلاق النار خلال اليومين الماضيين. وقال أبو بكر حامد نور المنسق العام لحركة العدل والمساواة (جيم) انه نشبت معارك بين الجانبين يومي الاثنين والثلاثاء قصفت خلالها طائرات حكومية من طراز انتونوف منطقة كرو التي تبعد 30 كيلومتراً شمالي الجنينة في ولاية غرب دارفور.
وحركة العدل والمساواة إحدى جماعتين متمردتين رئيسيتين في غرب دارفور، والجماعة الأخرى هي حركة تحرير السودان. وهناك هدنة هشة سارية بين حركتي التمرد وبين القوات الحكومية في دارفور، وكانت الحركتان وقعتا في الثامن من أبريل - نيسان الماضي على اتفاق هدنة مع الحكومة السودانية للسماح بتوصيل المساعدات العاجلة إلى أكثر من مليون شخص تضرروا من الصراع. ومنذ توقيع الهدنة تبادل الجانبان الاتهامات بخرقها، ويدور القتال في دارفور منذ فبراير - شباط عام 2003، إلى ذلك قال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن القتال في إقليم دارفور بغرب السودان يهدد عملية السلام الوليدة في الجنوب، حيث دارت أطول حرب أهلية في أفريقيا، غير أن عنان الذي يعد الأساس لبعثة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام للإشراف على تنفيذ اتفاق السلام بين الخرطوم ومتمردي الجنوب نبَّه في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي إلى أن إنهاء الأزمة في دارفور (سيكون ضرورياً) لنجاح الأمم المتحدة في أداء دورها في المستقبل في هذا البلد الواسع الغني بالنفط.
وحث عنان الأطراف في دارفور على سرعة التوصل إلى اتفاق منفصل، منبهاً إلى (أن إجراء عملية للتحقق والمراقبة أساسها التراضي في جزء من البلاد في الوقت الذي يدور فيه صراع في جزء آخر سيتبين أنه يتعذر قبوله سياسياً خارج السودان وعالمياً).
وتشارك الولايات المتحدة عنان الرؤية بأن الصراعين في السودان مرتبطان.
وقال آدم ايريلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن يوم الاثنين انه بينما يعارض بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي ذكر دارفور في قرار معلق للمجلس بشأن الوضع في السودان (فإننا ندفع بشدة بأن عدم ذكر دارفور سيكون منافياً للضمير).
وحث عنان مجلس الأمن الدولي أن يرسل على وجه السرعة فريقاً استطلاعياً إلى السودان لتقييم احتياجات حفظ السلام قائلاً إنها ستظهر التزام المجتمع الدولي بالمساعدة.
وقال عنان إن الصراع في الجنوب أودى بحياة أكثر من مليوني شخص وشرد أكثر من أربعة ملايين شخص داخل السودان ودفع 600 ألف شخص إلى الفرار عبر الحدود إلى الدول المجاورة.
وحذَّر عنان من التحديات الكبيرة التي تواجه عملية التخطيط والتنفيذ لمهمة للأمم المتحدة في السودان والتي تفرضها مساحة السودان العملاقة التي تقارن بمساحة أوروبا الغربية كلها وتعقيد اتفاق السلام بالجنوب ومؤسسات الاتصالات والنقل التي أتلفتها الحرب في البلاد.
وقال عنان إنه دون التزام مثابر من حكومات العالم (فإن هناك احتمالاً حقيقياً أن يهوي جنوب السودان مرة أخرى في غمار الصراع والفوضى).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved