Thursday 10th June,200411578العددالخميس 22 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدود الوطن"

حدود الوطن حدود الوطن
نجران التاريخ والآثار
الحصينية مورد المياه الذي يعاني العطش
حصينية الأمس محطة للقوافل نشأت على بئر ماء

  *حلقات أعدها - صالح آل ذيبة - حسن آل شرية:
تتواصل رحلتنا وجولتنا بمنطقة نجران ومحافظاتها لتستقر بنا الخطى هذه المرة بمركز الحصينية أحد المراكز الاستراتيجية الذي تم اختياره ضمن القرى القابلة للنمو والتطور، وهو تابع لمحافظة حبونا إحدى محافظات منطقة نجران.
حيث بدأنا رحلتنا إليه منذ ساعات الصباح الأولى لنتمكن من بلوغه في الوقت المناسب.. حيث يقع على الطريق التي تربط منطقة نجران بمنطقة الرياض العاصمة وعلى بقعة واسعة شملتها النهضة التنموية بالعديد من المشاريع وافتتاح بعض الفروع للإدارات الحكومية المهمة التي سنتطرق اليها لاحقا في سياق حديثنا عنها في هذا التحقيق الصحفي وإلى ما تقدمه تلك الفروع لأهالي مركز الحصينية والدور الريادي الذي تضطلع به.. حيث قمنا عند دخولنا الحصينية وكعادتنا.. بأخذ جولة سريعة نهدف من خلالها الى رسم صورة مبدئية لها ليسهل علينا بعد ذلك معرفة ما نريده من الجهة المسؤولة فيها.. توجهنا بعدها إلى مركز الإمارة لنلتقي بالأستاذ حسن بن سالم الصيعري رئيس المركز الذي رحب بنا وب(الجزيرة) مقدرا لها هذه الجهود الكبيرة التي تبين بوضوح تام تاريخ هذه الأرض الطيبة المباركة وترسم في مخيلتنا جميعا صورة جلية للإنجازات العظيمة المنفذة التي تنعم بها كافة مناطقنا ومحافظاتنا العزيزة على قلوبنا.
قمنا بعد ذلك بطرح بعض النقاط الرئيسية التي أجابنا عنها الصيعري بكل رحابة صدر وذلك من حيث الموقع الجغرافي وأسباب التسمية وجميع الإنجازات والمشاريع التي شهدتها الحصينية في السنوات الأخيرة.. وكذلك الاحتياجات التي مازلت تفتقر إليها.. فإلى خلاصة الحديث.
الموقع الجغرافي والتسمية
تقع الحصينية بالشمال الشرقي لمنطقة نجران على الطريق المؤدي إلى منطقة الرياض بمسافة عن المنطقة تقدر بـ(50) كيلو مترا، يتفرع منها طريق المحافظات الأخرى التابعة لنجران وهو يتجه غربا ليمر بحبونا وثار وبدر الجنوب ويدمه.. ويعتبر هذا المركز هو بوابة دخول نجران من جهة الشمال الشرقي لذلك فهو موقع استراتيجي مهم جدا.. يحدها من الشرق مركز
أبو شديد التابع لمحافظة خباش ويحده من الجنوب المشعلية التابعة لمنطقة نجران.. ومن الغرب يحدها الضيقة التابعة لمحافظة حبونا أما من الشمال فيحدها مركز حمى التابع لمحافظة ثار.
التسمية
أما عن سبب إطلاق هذا الاسم عليها.. فقد قال الصيعري إن مسمى الحصينية قديم جدا.. والمقولات الكثيرة والمتشابهة في أغلبها حول هذا الاسم تدل على أن سبب تسميتها قد اكتسبته من بئر الحصينية القديمة التي تعد من الآبار القديمة بمنطقة نجران مثل بئر الخضراء والوجيه وسلوه وحمى ويدمة وهذه البئر تقع بالقرب من مركز الإمارة من الجهة الجنوبية الغربية.. وقد كانت فيما مضى مصدر المياه الوحيد لقاطنيها القدامى وللقوافل أثناء رحلاتهم بين اليمن ونجد وغيرها من البلدان الأخرى.. من هذا المنطلق ندرك أن الحصينية كانت ذات أهمية كبيرة قديما وما زالت كذلك بوقتنا الحاضر.. ولعل أكثر ما تردد على مسامعنا من سكانها وكبار السن منهم عن ذلك الارتباط الوثيق بين هذه البئر والمسمى الحالي لدليل واضح على سبب هذه التسمية.
الهجر والقرى
يتبع لها العديد من الهجر والقرى المختلفة في تضاريسها وطبيعتها.. فأقرب تلك الهجر هي الحدباء التي تعد ثاني تجمع سكاني وعمراني فيها وهي ممتدة على أرض مستوية على بعد (5) كيلو مترات شرقا يصلها بالحصينية طريق اسفلتية.. يأتي بعدها سايلة غزال وهي كذلك ذات تجمع سكاني وفيها جانب من العمران والمباني السكنية وهي مرتبطة بالحصينية بطريق إسفلتية على مسافة (10) كيلو مترات غربا وتتبع لها كذلك بعض القرى الصغيرة وبعض المواقع الأخرى التي ترتبط في أغلبها بطرق معبدة وهي يعارة التي تبعد عنها 15 كيلومترا شمالا ونعمان التي تبعد عنها 20 كيلومترا جنوب غرب وقراء التي تبعد عنها 25 كيلومترا جنوب غرب وسمر التي تبعد عنها 8 كيلومترات والعميرية التي تبعد مسافة 10 كيلومترات غرب وهجرة ابن وحشة وهي تجمع بين الهجر والقرى الجبلية والرملية على حد سواء كما أن هناك بعض المواقع مثل السوادة والمشرق والخشرة ومليحة ونيروف ولغر واليقين وفيها أيضا موقع لعد (مكان جبلي تتجمع فيه المياه) كان قديما موردا للبادية والرعاة وهو يقع في الشمال الغربي من الحصينية ويدعى (واله) - خزيم - بلقاء.
سكان الحصينية
سكان الحصينية قرابة الـ(10) آلاف نسمة كما ذكر الصيعري.. يشتغل معظمهم في قطاع الدولة والبقية يشتغلون في مجال الزراعة والتجارة وتربية المواشي.. كما تطرق في حديثه إلى أن أغلب سكان الحصينية قديما كانوا من البادية الرحل الذين يتبعون أماكن الرعي وتجمع المياه والأمطار برفقة قطعانهم المكونة من الإبل والأغنام التي تعتبر مصادر الرزق الوحيدة لهم.. باستثناء بعض التبادل التجاري البسيط للسلع مع سكان منطقة نجران الحضر الذين كانوا يشتغلون بالزراعة والصناعة.. أما اليوم فلله الحمد فقد أصبحت الحياة والمعيشة أكثر يسرا وسهولة في ظل حكومتنا الرشيدة حفظها الله التي كفلت لكل مواطن في كل شبر من هذه الأرض المباركة حياة كريمة له ولأجياله.
مراحل التطور
يقول الصيعري: إنه وبتوجيه ومتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران - حفظه الله - شهد مركز الحصينية كباقي مراكز منطقة نجران تطورا ملحوظا في عدة مجالات حيث تم تشييد العديد من المشاريع التنموية المهمة التي تهدف إلى خدمة المواطن في هذه البقعة من بلادنا الغالية مثل افتتاح المبرة الخيرية والمركز الصحي والهلال الأحمر ومكتب للبريد وافتتاح بعض المدارس الخاصة بالبنين والبنات كذلك البدء في تنفيذ مشروع الصناعية الحديثة الذي سيخدم مستقبلا المنطقة وجميع المحافظات والمراكز التابعة لها وهي تقع على مسافة (5) كيلومترات غربا كذلك ربط الحصينية بالهجر والقرى التابعة لها بطرق البعض منها مسفلت والبعض الآخر معبد.. كذلك تم اعتماد مخطط سكني جنوب مركز الحصينية تم توزيع جميع قطعة على المواطنين بالحصينية حسب أحقيتهم.. والقادم من المشاريع أكثر في سبيل تحقيق ما يطمح إليه المواطنون هنا وذلك في ظل الاهتمام الذي توليه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لجميع مناطق ومحافظات ومراكز المملكة كاملة وفي ظل الجهود الجبارة التي يبذلها سمو أمير منطقة نجران المحبوب للنهوض بهذا المركز وجميع المراكز التابعة للمنطقة لتصبح جميعها مثالا للتنمية والتطور،كما تمكنا أثناء جولاتنا بمركز الحصينية من إلقاء الضوء على بعض الإدارات الحكومية وما تقدمه للمواطنين من خدمات.
المبرة الخيرية
تم افتتاحها هذا العام 1424هـ لتقديم الخدمات الضرورية التي يحتاج إليها المواطن في هذا الجزء من وطننا الحبيب.. حيث قمنا بلقاء المدير التنفيذي المسؤول فيها وهو الأستاذ صلاح بن صالح الحارثي الذي أعرب عن شكره للقائمين على هذه المبرة وكذلك للداعمين لها.. وقال: إن هذه المبرة تعد فرعا تنفيذيا مستقلا بذاته تحت إشراف الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بمنطقة نجران وأن حدودها الجغرافية التي تستفيد من خدماتها هي الحدود الإدارية لمركز إمارة الحصينية.. وتحدث في السياق عن أهداف المبرة الجنوبية وقال: إنها لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمعاقين وللاهتمام بالشباب الموهوبين.. ولتنمية قدراتهم وكذلك للقيام بأعمال اجتماعية مهمة كإصلاح ذات البين ونشر المودة في المجتمع.. وللاهتمام بالمساجد عمارة ودورا مؤثرا.. ولإعداد برامج توعية دينيا ودنيويا ولتوعية المرأة والاهتمام بها اجتماعيا وكذلك للإسهام في حصر المشاريع التي تحتاج إليها المنطقة وتقديمها للمسؤولين..حيث إن المبرة مازالت في بداية عملها وإننا نقوم الآن بخدمة الأيتام والأرامل والمطلقات والمعاقين والفقراء.. ويوجد لدينا حتى الآن قرابة الـ(500) ملف كما أننا نقوم الآن بعمل لجان ميدانية للتأكد من حاجة المتقدمين للمبرة ومواقعهم السكنية والتماس حوائجهم عن قرب.
أما عن مبنى المبرة الحالي فأفادنا بأنه مستأجر وأن للمبرة قطعة أرض خاصة بها قريبة من موقعهم الحالي من أجل إقامة مبنى المستشفى عليها بإذن الله الذي سيتكون من مبنى للإدارة ومباني مستودعات وجامع.
وعن الدعم قال: إن المبرة تعتمد في دعمها في المقام الأول على أهل الخير والمحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء الذين لا يخلوا المجتمع السعودي ولله الحمد منهم.. وفي الختام شكر الحارثي (الجزيرة) على هذا الجهد الكبير الذي تبذله لتعريف المواطن السعودي بكل شبر من أرضه الطاهرة.
مستوصف الحصينية
لقد كانت البداية للمجال الصحي في مركز الحصينية عام 1385هـ حيث بدأ بنقطة صحية مكونة من معرض وصيدلي وإسعاف.. وكان آنذاك في بيت من الطين ما زالت بعض معالمه واضحة للعيان بمدخل مركز الحصينية.. ثم مع مرور السنين ومع هذا التطور الذي شهدته بلادنا الحبيبة في كافة المجالات وخاصة في المجال الصحي تم تطوير هذه النقطة لتصبح مع مرور الوقت مركزا متطورا للرعاية الصحية بمبنى جديد وحديث مع سيارة إسعاف مطورة مجهزة بكافة الأدوات الإسعافية اللازمة وكذلك مدعم بطاقم طبي مؤهل مكون من أطباء أطفال ورجال وأطباء أسنان وطبيبة نسائية وصيدلي ومراقب صحي وموظف سجلات.. ويتم الآن إنشاء قسم جديد للأشعة سيبدأ العمل به قريبا.. كما أن المركز يقوم بحملات تطعيم ضد شلل الأطفال تشمل جميع أهالي الحصينية والهجر والقرى التابعة لها.. كذلك التطعيم ضد الحمى الشوكية لقاصدي بيت الله الحرام أثناء مواسم الحج والعمرة.
احتياجات الأهالي
أثناء جولتنا في مركز الحصينية التقينا عددا من الأهالي لأخذ بعض المعلومات منهم عن الموقع من حيث نواحي تاريخية وغيرها.. وقد حملونا أمانة إيصال بعض مطالبهم الضرورية عن طريق صفحات الجزيرة..
1- معاناتهم مع مشكلة مياه الشرب وعدم توافرها بالقدر الكافي بالحصينية.. وأنهم يأتون بها من وادي تريمة بحبونا وهو يبعد عنهم مسافة 60 كيلومترا وبأسعار باهظة للنقلة الواحدة تتفاوت ما بين 100 ريال فما فوق.. لذلك فهم يطالبون بشبكة مياه توفر لهم ما يحتاجونه وتخفف عن كاهلهم هذه التكاليف المرتفعة
2- يطمحون كذلك الى استكمال أعمال تمديد شبكة الهاتف الأرضي وتشغيلها في أقرب وقت لأنه أصبح في وقتنا الحاضر ضرورة من ضرورات الحياة المهمة
كما يأملون في إيجاد بعض الإدارات الحكومية الضرورية والمهمة للمواطن كالمجمع القروي فهو ضروري للإسهام في دعم نهضة الحصينية وتطورها حيث تعتبر إحدى نقاط النمو المستقبلية.. كذلك يحتاجون إلى محكمة وضمان اجتماعي وفرع للزراعة والدفاع المدني.. هذه باختصار بعض مطالب سكان مركز الحصينية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved