Thursday 10th June,200411578العددالخميس 22 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
الذبح على الهوية
أميمة الخميس

عندما كان الصراع على أشده بين الإنجليز والفرنسيين تحزباً لكل من الكاثلوكية والبروتستانتية، أزهقت أرواح وسالت دماء كثيرة أثناء هذا الصراع، ودفعت أوروبا أثماناً غالية نتيجة لهذا الصراع الذي ما برحت جذوته تومض بين الفينة والأخرى في أيرلندا، في تلك المرحلة صاح الأديب الفرنسي الشهير وأحد أبرز مفكري التنوير في أوروبا فولتير (اسحقوا هذا العار).
إنه أسوأ مظاهر الوحشية التي ينتهي إليها البشر فيصبح الموضوع بدلاً من آمن كما أؤمن وإلا فإن الله سيعاقبك، سيتحول إلى آمن كما أؤمن وإلا سأغتالك.
التاريخ تفوح صفحاته برائحة الدماء التي أهدرت في كثير من الحروب التي كانت تنطلق من منطلقات دينية ومذهبية، في الحرب الأهلية اللبنانية كان البشر يذبحون تبعاً على الهوية، كانوا يطلبون الهوية عند نقاط التفتيش، ويجزون الرؤوس بسببها.
والحرب التي قامت منذ أشهر قليلة في نيجيريا وقتلت المئات لأهداف دينية يشير بوضوح إلى أن البشرية ما برحت تكابد بدائيتها المتوحشة.
وفي أحداث (الخبر) الأخيرة كان الإرهابيون يباغتون البشر الآمنين، ومن ثم يطلبون منهم التأكد من إسلامهم، وإلا سيجزون رؤوسهم ويذبحونهم!!
أحدهم سأل رهينة مسلم، لما لا تطيل لحيتك وترتدي ثياباً إسلامية إن كنت حقاً مسلماً؟
كيف تحول الإسلام على يد هؤلاء إلى هذا الفهم؟ كيف؟ كيف اختزلت تجربة حضارية عمرها أربعة عشر قرناً من الأنظمة والقوانين والمفكرين والإنجازات، والامتداد الحضاري جغرافياً وتاريخياً ليتحول إلى ما يقوله هؤلاء..؟!
كيف أجهضت جميع تلك القيم الإسلامية الشامخة من التعايش والرفق والمحبة والقبول.. كيف؟ من الذي غيب الآخر عن الحضور في ثقافتنا في يومنا في مناهجنا في أدبنا في منتجنا الثقافي؟ لما لم يظهر الآخر سوى على شكل عدو كافر منحل يجب أن نصد عنه ولا نلقي عليه التحية بل هو يستحق القتل والسحل... لماذا؟؟؟ لماذا يختزل الإسلام في حدود الفهم الناقص للإسلام كما فعل ويفعل هؤلاء لماذا؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved