Thursday 10th June,200411578العددالخميس 22 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

فرحة فتاة يتيمة فرحة فتاة يتيمة
الجوهرة آل جهجاه / جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (*)

رغم انشغالنا بالسعي لأداء الامتحانات في هذه الأيّام، كان لا بد من هذه الوقفة الصادقة، رغبة في إعلاء نجم يستحق الاحتفاء به، بعد حمد الله وشكره على النعم التي تنضح بها سماء وطننا الحبيب وأرضه، مهما كاد الكائدون، ومهما شوشر الحاسدون، ونفثوا سموم حقدهم التي لا ترى سوى سلبيات، ونقائص، وأخطاء، لا يخلو منها أي مجتمع بشري، لكنما هي عادة الفاشلين، أصحاب القلوب التي هي -بحسدها- أضيق من ثقب الإبرة ساعة محاولة الجمل الدخول عبرها !
مساء الأربعاء الماضي الموافق 14-4-1425هـ كانت حفلة تخريج مميزة في وقعها على أنفس العديد من فتيات هذا المُجتمع ممن هُنّ في نطاق (ذوات الاحتياجات)، وذلك في أحضان جمعية الوفاء الخيرية التي احتضنت -على مدى ثلاثة أشهر مكثفة- دورة مميزة للحاسب الآلي، تكفّلت شركة (مايكروسوفت) بالإشراف على المشروع والإنفاق عليه بتكلفةٍ عاليةٍ في الكمّ والكيف، مع مشاركة (معهد الخدمات المميزة النسائي) في سير العملية التعليمية الجادّة في هذا البرنامج، الذي كان ختامه مسكا بهذا الحفل الذي أشعر الفتيات بأهميتهن، وبأن وراءهن مستقبلا سعيدا، وناضجا، ومنمِّيا للخير من خلال تلك الكلمات المشجعة، والهدايا الثمينة، والاحتفاء الصادق.
لقد تابعتُ الدّورة عن بُعد، من خلال مشاعر فتاة يتيمة، كانت فرحتها نورا يفرح القلب، وهي تقرأ التجربة في أبعادها العميقة، مُحلِّلة الأمر، وما كان من (الجزيرة) إلا أن فتحت صدرها لنشر هذا الشذا الذي يتصدّره شُكر الفتيات العميق لرئيسة إدارة جمعية الوفاء الخيرية النسائية، صاحبة السمو الملكي الأميرة : لطيفة بنت عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود -حفظها الله وأمد عمرها في الخير-، فقد نقلتهنّ من جو الفراغ، والإحباط، والإحساس بضيق الحياة وانكسار الآمال إلى أن يُصبحنَ هِممًا عالية، تتّقد بحمد الله وشُكره على نعمة الإسلام، وعلى نعمة التكافل الاجتماعي الصادق الشريف، فمن خلال منهجية تربوية محكمة وحكيمة، من أبرز خطواتها :
1-المساواة بين جميع الفتيات من ذوات الاحتياجات، دون الاقتصار على فئة دون أخرى، أو تمييز فئة على أخرى، ودون التفات إلى عمر معين، أو مؤهل دراسي، أو حالة اجتماعية، بما يُحدِث تصدعات في الأنفس، فهذا قدر الله الجميل، والمؤمنة ترضى بذلك، وتسعى للارتقاء من خلال الوسائل المشروعة المتاحة، في تحدٍّ للصعاب التي كُتبت على الإنسان منذ الأزل {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِيْ كَبَدٍ} (البلد-4).
2-تقديم الضّمان الوظيفي لمن يتفوقن، ويحصلن على تقدير (امتياز)، وليس معنى هذا أن تقول الجمعية ما لا تفعل مثل كثير من المراكز، فتضع العراقيل، وإنما سعت إلى إبقاء شمعة التشجيع وضّاءة، وإلى حثّ الدارسات على التفوق، بل إن الامتحانات كانت تُعاد للراسبات أو لمن لم يحصلن على نسب جيدة.
3-جدية الدراسة وحزمها، وتوفير الكتب، وتوفير جهاز خاص لكل طالبة تتابع عليه دراستها حتى تتخرج، مما يضفي على الدارسات إحساسا بالراحة النفسية، ومراعاة للخصوصية.
4-توفير أجهزة حاسب آلي متكاملة اللوازم بأسعار -تُعدّ بالنسبة للسوق- زهيدة جدا، مما يمكّن الدارسات من شرائها، ومتابعة العمل المفيد في المنزل، مما قد يكون مجالا للارتقاء بالمواهب والمعارف المكتسبة، ومجالا لزيادة الدخل الخاص إذا أحسنت الدارسة استعماله في شئون الطباعة، والبحث العلمي، وغيرها مما يحتاج له المجتمع.
5-إعلاء قيمة التخرج والنجاح من خلال الهدايا الثمينة، والتي تُقدّر الدارسات كم كلّفت الجمعية فوق تكلفة الدراسة نفسها، وتوفير المواصلات المجاني أيضا، بالإضافة إلى حفل البوفيه المفتوح.
من خلال هذه المنهجية التربوية العلمية حدثت ردة فعل علمية لدى الدارسات بأنْ فكّرنَ وحلّلن الموقف، واستنتجن -تأكيدا على تأكيد- أنه لا مثيل لما أنعم الله به على مجتمعنا، وبلادنا، بلاد الحرمين الشريفين، مما جعلها مقصدا لأصحاب الشر والإرهاب الذين يحاولون الإفساد فيها، ولكن أيّان هذا، والمؤسسات تزرع الخير في جيل الشابّات -بالإضافة إلى الشُّبّان-، وتوجّههن، وتُعليهن، دروعا لهذا الوطن الغالي، الذي يحفظ كرامة الإنسان، ويُعلي قدراته وعطاءاته، ويلفّ حوله دثاره الدافئ ليل نهار، ذكرا وأنثى، فقيرا وميسورا، يتيما ومحروما و مَأزُوما، فلله الحمد والشكر من قبلُ وبعد، ولجمعية الوفاء الخيرية النسائية، وشركة (مايكروسوفت)، و(معهد الخدمات المتميزة النسائي) الشكر على هذه البادرة الصادقة والوفية والفاعلة في التنمية الاقتصادية -بإذن الله تعالى-، علَّها تكون قدوة لغيرها!

(*) ماجستير- قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved