الثقافة الجديدة وتغيير العالم!

هل تعطي أهمية كبيرة لمساعدة الآخرين وتقدم هداياك المتفردة إليهم؟ هل تكره تركيز الثقافة الحديثة على الكسب والإنفاق وتكوين الثروة والسلع الاستهلاكية والرفاهية؟ هل ترغب في أن تكون مشاركا في التوصل إلى نمط حياة أفضل وطريقة للعيش أكثر إنسانية؟ إذا أجبت بالإيجاب على هذه الأسئلة الثلاث وعلى الأقل على سبعة أخرى من الخمسة عشر سؤالا التي أوردها المؤلفان، فإنك قد تكون من المبدعين صانعي الثقافة الجديدة.
ومصطلح المبدع الثقافي أو صانع الثقافة الجديدة هو مصطلح ابتكره كل من راي وأندرسون لوصف الأشخاص الذين تشتمل قيمهم على الاهتمام بما يحدث للعالم ونظامه البيئي ومن يعيشون فيه والوعي والنشاط والإيمان بالسلام والعدالة الاجتماعية والانفتاح على الواقع. ولا يهدف هؤلاء المبدعون الثقافيون إلى الحصول على المال أو جمع الثروات وإنما يهدفون إلى تطبيق القيم الروحية وسيادة المثل العليا حيث يطالبون ضمن ما يطالبون به بأن تنال المرأة حقوقها ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما حول الكرة الأرضية أيضاً.
ويرى المؤلفان أن هؤلاء لا يزيد عددهم عن حوالي 50 مليون أمريكي، وأن هذه المجموعة تضم أشخاصا من كل الأعراق والأعمار والطبقات، أي أنهم يمثلون حوالي 26% من مجموع سكان الولايات المتحدة. فقد اعتمدا على 12 سنة من البحث الشامل، و100 مجموعة من العينات وعدد كبير من المقابلات، من أجل تقديم بورتريه شامل يعبر عن هؤلاء المواطنين.
وقد ألف المؤلفان راي وأندرسون هذا الكتاب عن الخمسين مليون شخص الذين أطلق عليهم اسم (المبدعين الثقافيين) الذين تأثر نظام حياتهم وتأثرت معتقداتهم بالحركات الاجتماعية في الستينيات والسبعينيات.
وطبقا لما يقوله المؤلفان فإن هذه المجموعة من الأمريكيين تتضمن علماء بيئة ودعاة للمساواة بين الجنسين سياسيا واقتصاديا وأشخاصا مهتمين بالطب البديل والأغذية الطبيعية وابتكار أشكال جديدة للحياة وتقدم المعيشة بواسطة إحداث التغيير الثقافي بدلا من المشاركة في السياسات النمطية التقليدية على نحو أعمى.
وقد قام المؤلفان بوضع يديهما على الكثير من دقائق الشخصيات المختلفة في المجتمع الأمريكي ووصفاها على نحو بارع مما أنتج في النهاية صور حياة لأشخاص من لحم ودم يرغبون في تغيير العالم..