Thursday 24th June,200411592العددالخميس 6 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

« الجزيرة » تنفرد بنشر تفاصيل قضية المهندس الحصين « الجزيرة » تنفرد بنشر تفاصيل قضية المهندس الحصين
والد سامي الحصّين : تعاطُف المجتمع السعودي وسكان ولاية أيداهو كان ملفتاً ونحمد الله على براءته

* الرياض - معاذ محمد الجعوان :
انطلاقا من رسالة الصحافة ومسؤولياتها ، وحرصاً من (الجزيرة) على إطلاع قرائها على كل ما يستجد ، تابعت صحيفة (الجزيرة) قضية المواطن المهندس سامي بن عمر الحصّين ، منذ فجر يوم الخميس 25-12-1423هـ وقامت بعرضها (بين وقت وآخر) بكل صدق وموضوعية ومن المصادر الموثوقة .. وحرصاً من (الجزيرة) على إطلاع القارىء على تفاصيل هذه القضية التي لم يسبق الحديث عنها بهذا الأسلوب الذي يعرض لأول مرة ، كان لنا هذا الحوار مع خمسة من أكثر الناس التصاقاً بالموضوع ومتابعة له لحظة بلحظة مع الاطلاع على أدق تفاصيل الموضوع وهم :
- الشيخ عمر بن سليمان بن عبد الرحمن الحصّين - والد المهندس سامي ، الذي لم يسبق له الحديث عن الموضوع لأي مطبوعة ، لكنه استجاب لرغبة ( الجزيرة) دون تردد ، مشيراً إلى مبرر ذلك قائلاً : أشكر جريدة الجزيرة الغراء واقعيتها ومصداقيتها في تناول الموضوع.
- د. عبد الله بن محمد المحيذيف زميل (سامي) على مدى ثمانية عشر عاماً في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، في كل من مدينة مغسي ، دلاس ، موسكو ، وفي الجامعات نفسها والتخصصات ذاتها للمهندس سامي.
- الأستاذ بندر بن عبد العزيز العمر صديق سامي على مدى ثمانية عشر عاماً.
- م. محمد بن جبران السفياني رئيس النادي السعودي بدلاس بالولايات المتحدة الأمريكية سابقاً ، وقد بدأت علاقتهما أثناء الدراسة في مدينة دلاس.
- الأستاذ عبد الرحمن اليابس ، زميل سامي في مدينة موسكو ، عاش محنته منذ البداية وحتى نهاية المحاكمة.
* في البداية التقينا الشيخ عمر الحصّين وسألناه أولاً عن مستجدات الموضوع ولاسيما ما يتعلق بعودة ابنكم المهندس (سامي)؟
- اسمحوا لي في البداية أن أعبر لأسرة جريدة الجزيرة عن جزيل الشكر وصادق الامتنان ، لاهتمامها المتميز ، ومتابعتها الجيدة ، وطرحها للقضية بكل موضوعية وصدق.
أما ما يتعلق بالإجابة عن السؤال ، فإن فريق الدفاع ، منذ إعلان حكم البراءة وهو يواصل اجتماعاته ومشاوراته ، من أجل إنهاء بعض القضايا الجانبية ، التي لا تزال معلقة ، والتي أكد فريق الدفاع أنها ستتم معالجتها قريباً .. وبالتالي فإن ما يهم القارئ في تصوري هو معرفة الموعد التقريبي لعودة الابن سامي .. ولا أريد أن أعطي موعداً محدداً ، قبل أن ينهي فريق الدفاع مداولته ، واتصالاته مع جميع الأطراف المعنية.
* كيف كان تعاطُف المجتمع السعودي مع ابنكم؟
- التعاطف من جميع طبقات المجتمع وشرائحه ، منذ فجر يوم الخميس 25- 12-1423هـ أمر عجيب ومدهش !! رجالا ونساء وأطفالا ( لا تربطنا بهم علاقة سابقة) لكن مصدرها رابطة - لا تنفصم عراها - رابطة الإيمان ، رابطة الحب في الله (أوثق عرى الإيمان الحب في الله) أيادٍ مرفوعة للرب الكريم ، دموع ساخنة تسيل من مشاعر وعواطف ودعوات من القلب ، فجزى الله الجميع خير الجزاء وأوفاه.
بل إن هذا التعاطف ليس مقصوراً على الإخوة السعوديين ، حيث غمرتنا عواطف إخوة كرام من مختلف بقاع الدنيا .. ولعلكم تابعتم ما نشرته الصحافة العالمية لبعض الكتاب الأعلام عن القضية ، نصرةً ، تعاطفاً ، إيضاحاً للحقيقة ، ودفاعاً عن الحق .. ومنهم كتاب بارزون مسلمون ، عرباً وأجانب .. وهذا من فضل الله عز وجل وكرمه.
وبالمناسبة ، فلقد كان تعاطف سكان ولاية (أيداهو) متميزاً ، وكريماً يستحق أن يذكر فيشكر ، أما أساتذة سامي ، ومشرفه الأكاديمي وزملاؤه في الجامعة (من مختلف الجنسيات بما في ذلك الأمريكان) فإن أقرب جملة لوصفه (أنه فوق الممتاز).
* ما هي مشاعركم إثر تلقيكم نبأ صدور الحكم ببراءة الابن سامي؟
- من الصعوبة تصوير مشاعر الأبوة في تلكم اللحظات (وإن كنت وجميع الأسرة ، ومن يعرفون سامي على ثقة مطلقة من براءته ، وأن الله سبحانه وتعالى سيظهر الحق وينصره) فنحن - بحمد الله - على مدى (420) يوماً ، لم يتطرق إلى قلوبنا اليأس ، ولم يتسلل إليها القنوط ، أليس الله سبحانه وتعالى ، هو القائل :{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }.
يا أخي معاذ : المشاعر كانت مزيجاً من الفرح ، مزيجاً من الطمأنينة ، نشوةً بانتصار الحق وظهور الحقيقة .. فرحةً ممزوجةً بدموع الشكر والحمد لله رب العالمين .. وما أسعد لحظات انتصار الحق وبروز الحقيقة.
ومما زاد الأمر نشوةً وسروراً ، هذه المشاعر الفياضة الصادقة النبيلة التي انهالت منذ ساعة إعلان النبأ ، واستمرت حتى بزوغ الفجر من الليلة نفسها ولا تزال متواصلةً .. جزى الله الجميع كل خير وهي امتداد لمشاعر كريمة منذ فجر يوم الخميس 25-12-1423هـ.
* كيف كان يتم الاتصال بينكم وبين ابنكم سامي؟
- كان يتم عبر الهاتف ، حيث يقوم هو بالاتصال بنا ومدة المحادثة عادةً لا تتجاوز - بحدها الأعلى - خمس عشرة دقيقة .. لكنها (بحمد الله) كانت وسيلة مطمئنة ، وهناك وسائل أخرى نطمئن من خلالها عليه بالاتصال بالمحامي (السيد ديفيد) وبزملائه وأصدقائه (وكلمة حق أن هؤلاء كانوا مثال الإخوة الكرماء الأوفياء تولى الله جزاءهم وأحسن مثوبتهم).
* ما حقيقة ما يتعلق بقضية التأشيرات؟
- من المؤسف أن بعض مَنْ يتناول هذا الجانب يستعمل عبارات تدل على عدم نظامية عودة الابن (سامي) ، إلى مواصلة دراسته في الولايات المتحدة .. والحقيقة والواقع ، أن الابن (سامي) عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد حصوله على تأشيرة دخول نظامية من السفارة الأمريكية بالرياض ، بعد عدة أشهر من مراجعة السفارة ، واتخاذها الإجراءات المعتادة لمنح أي تأشيرة وذلك عام 1423هـ ، فضلاً عن أنه عضو بعثة رسمية.
* يتحدث البعض - بإعجاب - عن ثبات الابن سامي ، وارتفاع معنوياته فهل لكم أن تضعوا القراء الكرام في الصورة من خلال عرض بعض النماذج؟
- لم أكن أرغب في الحديث عن هذا الجانب ، خشية أن يكون حديثاً عن النفس لكن رغبة القراء الكرام ، عزيزة على نفسي ، ولعل عرض بعض النماذج يدخل في باب التحدث بنعمة الله عز وجل.
الابن (سامي) ، منذ بداية محنته بتاريخ 25-12- 1423هـ وهو بحمد الله ثابت مطمئن ، ولعل ذلك يعود إلى ما وجَّه به الإسلام أتباعه من الإيمان بالقضاء والقدر ، هذا من جانب (وهو جانب أساس ومهم) ومن جانب آخر ثقته في سلامة نهجه ، وبالتالي براءته.
ومن المواقف التي تحدث عنها المحامي وفريقه بإعجاب (بل بدهشة أحياناً) انه طيلة جلسات المحكمة على مدى شهرين كاملين (من 13-2-13-1425هـ كان مبتسماً ، هادئاً ، مطمئناً يلاطف هذا ، ويتحدث مع آخر .. وبعد انتهاء جلسات المحكمة ، وتسليم الملف للمحلفين (وهي فترة ترقب وشد أعصاب) .. كان هادئاً ، مبتسماً يكتب ويقرأ سيرة أحد الرؤساء الأمريكيين.
والموقف الأكثر عجباً (لدى المحامي) أنه أثناء قراءة قرار المحكمة ، وكانت الأعصاب مشدودة ، وذوو العلاقة في أعلى درجات الترقب انتظاراً للنطق بالحكم ، لاحظ (أبو المهند) الموقف ، فالتفت إلى قائد فريق الدفاع ( المحامي ديفيد) مبتسماً هادئاً قائلاً : لن يكون إلا خيراً إن شاء الله.
* ما هو انطباعكم أثناء سير المحاكمة وبعد انتهائها؟
- كنا جميعاً (أسرة وزملاء) نتابع سير المحاكمة لحظة بلحظة ، وكنا على ثقة مطلقة بأن الله سيظهر الحق وينصره ، وكان مثار الإعجاب قدرة فريق الدفاع بقيادة المحامي القدير (ديفيد) على المناقشة التي صل من خلالها إلى نقاط الضعف فيما يثيره الادعاء وبالتالي يدحضه ، ويثبت عدم إمكانية قيامه دليلاً ، على ما أقيم من أجله ، وللحقيقة فإن القاضي كان موقفه حيادياً ، ينسجم مع مسؤولياته وطبيعة عمله.
* هل لكم من كلمة أخيرة؟
- الشكر والامتنان لكل من غمرونا بكريم مشاعرهم ، وصادق تعاطفهم وعاشوا معنا على مدى (420) يوماً ، ولا يزالون ولا نملك لهم جزاء ولا شكوراً ، إلا الابتهال إلى الله عز وجل بأن يتولى جزاءهم ، ويحسن مثوبتهم أما الإخوة الفضلاء المشرفون على موقع الابن (سامي) بالإنترنت ، فلا أجد من الكلمات ما يرقى إلى التعبير عن شكرهم.
* كما التقت (الجزيرة) الدكتور عبد الله بن محمد المحيذيف ، وجرى هذا اللقاء حول القضية.
ترددت على مسامع المتابعين للقضية اسم (هيئة المحلفين) في القضية فمن هم هيئة المحلفين؟
- هيئة المحلفين هم مجموعة من الأشخاص يمثلون عينة من المجتمع الأمريكي ، وهم من عامة الشعب ولا يتطلب ترشيحهم توفر خبرة قانونية أو قضائية ، ويتم عادة ترشيح مجموعة كبيرة في بداية الأمر (على سبيل المثال في قضية سامي كان عدد المرشحين 38 مرشحا) ، يقوم القاضي بمقابلتهم وفرزهم إلى اثني عشر عضوا ، على ان لا يكون لاحد منهم أي نزعة عنصرية أو سابق موقف قد يؤثر على اتخاذ القرار ، ويفضل أن يمثلوا كافة فئات المجتمع سواء من اصل أمريكي أو أجنبي إن توفر ذلك.
وقد استبعد القاضي 26 مرشحا ، واستبقى ثماني نساء واربعة رجال هم هيئة المحلفين في قضية سامي ، ومن ضمن المرشحين الذين تم استبعادهم مواطن أمريكي سبق وأن قتل ابنه على يد قناص أمريكي أشير إليه في الإعلام الأمريكي إلى الإسلام ، وأخرى استبعدت نظرا لوفاة ابنها في أحداث سبتمبر ، لذا يحرص القاضي أن يكون المحلفون على حياد تام عن جميع ما قد يؤثر على القضية.
* ما هو دور هيئة المحلفين في القضية؟
- دور هيئة المحلفين هو إصدار الحكم بالبراءة أو الإدانة بالإجماع على الاتهامات المقدمة من المدعي العام ، وذلك بعد متابعة القضية من بدايتها إلى نهايتها في المحكمة ، يستمع خلالها المحلفون للشهود ويطلعون على أدلة الطرفين ، ويقيم المحلفون عادة في منطقة معزولة عن المجتمع ولا يطلعون على أي وسيلة إعلام سواء مرئية أو مكتوبة عن القضية لا من بعيد ولا من قريب .. وبعد انتهاء المحاكمة يقوم القاضي بتقديم مذكرة كاملة شاملة لجميع المواد القانونية التي تخص القضية إلى المحلفين ليستندوا اليها في اتخاذ قراراهم النهائي.
* هل يعني ذلك ان أمر قضية سامي كان في يد المحلفين؟
- لا شك أن دور المحلفين دور أساسي في القضية ، ولكن لا يعني ذلك ان الأمر متروك لهم على الإطلاق ، فالجميع شركاء في اتخاذ الحكم ، بدءاً من القاضي الذي يحدد مسار النقاش بواسطة المذكرة القانونية وانتهاء بجميع أعضاء الهيئة حيث يتطلب إصدار القرار إجماعا تاما بين الأعضاء على البراءة أو الإدانة. وربط القرار بموافقة جماعية يبعد إمكانية تسلط مجموعة من المحلفين ضد المتهم ، بالإضافة إلى أنه لا يمكنهم إدانة المتهم من دون دليل قاطع.
* كيف كان موقف هيئة المحلفين مع سامي؟
- قضية سامي - ولله الحمد والمنة - كانت قضية واضحة جدا ، فجميع ما حاول المدعي العام ان يظهره على ساحة الإعلام طوال سنة واربعة اشهر حصر في نهاية المطاف إلى تهمة الإرهاب سبب نشر فتاوى لعلماء مسلمين بشأن الجهاد ومخالفة أنظمة الهجرة بسبب عدم إفادة سامي بشأن تطوعه في العمل الإسلامي أثناء تقديمه بطلب تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية ، وقد كانت علامات الرضا والانبساط بادية على وجوه هيئة المحلفين عندما قام الشاهد الوحيد في قضية سامي (خبير الاستخبارات السيد فرانك) بتفنيد مزاعم الادعاء واثباته بأن مزاعمهم كانت باطلة ، ولا يستغرب هذا الأمر على هيئة المحلفين حيث أمضى الادعاء سبعة أسابيع في محاولة إقناع هيئة المحلفين بتهم غير منطقية لإدانة سامي ، وعندما تقدم شاهد الدفاع خلال ثلاث ساعات فقط وبكلام منطقي جدا انفرجت أساريرهم وبدت عليهم علامات الرضا ، ومما يؤكد ذلك ان هيئة المحلفين وبعد ان بدأت مهمتهم بانتهاء المحاكمة واستلامهم ملف القضية وتسلمهم ملف القضية كاملا للبت في آخر يوم من المحاكمة ، قام المحلفون وبعد خمس عشرة دقيقة فقط بالرجوع للقاضي والاستعلام منه عن تهم مخالفة أنظمة الهجرة ، أما مواضيع الإرهاب فقد كانت جميعها محل اتفاق ببراءة سامي منذ البداية ، ولكن هيئة المحلفين أمضت اكثر من سبعة أيام من التداول في موضوع دعوى مخالفة الهجرة.
* أمضت هيئة المحلفين وقتاً طويلاً لاستخراج القرار فما سبب ذلك؟
- حسب إفادة المحامي ديفيد نيفن فإن القضية التي سبق وأن كسبها ضد الحكومة قبل عشرة أعوام في نفس المحكمة وأمام القاضي نفسه استغرقت عشرين يوما لدى هيئة المحلفين لاتخاذ القرار ، انتهت ببراءة المتهم ، الأصل في القضية ان سامي بريء والتحدي أمام المحلفين هو أن يجدوا من جميع الأدلة واقوال الشهود التي طرحت خلال الشهرين الماضيين دليلا قاطعا لا يقبل الشك لإدانة سامي - لا قدر الله - ، وبناء على ذلك فعلى المحلفين ان يستخدموا القانون الذي قدمه لهم القاضي ملخصا في مذكرة من 58 صفحة تشمل جميع المواد المتعلقة بقضية سامي وتطبيقها على الأدلة واقوال الشهود التي قدمت وهذا يستدعي وقتاً ليس باليسير ، وكما سبق وأن أوضحنا بأن براءته من تهم الإرهاب كانت واضحة بالنسبة للمحلفين ، ولكن كان هناك تردد وبالتالي عدم اتفاق على بعض تهم مخالفة أنظمة الهجرة ، ومنها انه إذا لم يستكمل بيانات النموذج فهل يعتبر قد أدلى بمعلومات خاطئة بالرغم من أنه لم يوقع عليها .. الخ.
وتطلب هذا الاختلاف من المحلفين وقتاً أطول لتطبيق القانون لإقناع بعضهم البعض ، وفي الأخير رفعوا أمرهم إلى القاضي الذي اقر ببراءة سامي من التهم التي أيدها المحلفون واسقط باقي التهم التي لم يصلوا فيها إلى إدانة ، ويترك الأمر للحكومة ان رغبت في استئناف التهم الأخيرة ، الأمر الذي نستبعده تماما - بمشيئة الله - نظرا لضعف موقف الادعاء وعدم جدواها.
* ما هو القرار النهائي الذي خرجت به هيئة المحلفين؟
- قام المحلفون بإصدار القرار بتبرئة سامي من تهم الإرهاب وهي التهم التي حاولت بها الحكومة الأمريكية كسب الدعم الإعلامي في سعيها لمكافحة الإرهاب بعد أحداث سبتمبر أمام الشعب الأمريكي وعددها ثلاث تهم وثلاث تهم أخرى في مخالفة الهجرة ، وتبقى ثماني تهم لم يصلوا فيها إلى قرار نظرا لاختلاف آرائهم فيها. بقي ان نوضح انه عندما وقّع سامي على نموذج التأشيرة بالإضافة إلى نسختين كربونتين فإنها تعد ثلاث تهم بالرغم من انه نموذج واحد ، لذا فإن مجمل التهم ال (14) تعود في اصلها إلى ثلاث تهم أساسية فقط.
أيضا رصدت الجزيرة رؤية الأستاذ بندر بن عبد العزيز العمر أحد أصدقاء سامي المقربين وجرى الحوار التالي.
* ما شعورك تجاه قضية سامي وما انتهت إليه؟
- شعوري تجاه قضية أخينا سامي حقيقة شعور متقلب .. فأعلم علم اليقين انه بريء .. ولكن تقلبه كان بين العاطفة والمسؤولية. ففي بداية تلقينا نبأ اعتقاله كان الخبر بالنسبة لي بين الحقيقة والخيال .. وراودني في تلك الفترة شعور عاطفي عنيف .. حتى انه كان له الأثر الكبير على مجريات حياتي اليومية.
ثم تحول هذا الشعور العاطفي إلى شعور بالمسؤولية بعد أن هدأت الأمور وعرفنا تفاصيل القضية.
والمسؤولية تكمن في كيف يمكننا مناصرة أخينا سامي وهو في بلاد الغربة .. وفي معتقله .. ونحن في وطننا بينا وبينه البعد المكاني والزماني.
ولكن بفضل الله ثم بجهوده والده الكريم العم عمر الحصين .. وجهود الزملاء .. استطعنا دعم ومناصرة هذه القضية .. ومن ذلك ..
أولا : الاعتماد على الله عز وجل أولا وآخرا والتوكل عليه.
ثانيا : إبراز القضية على الوجه الصحيح وبعيداً عن التهويل والتضخيم.
ثالثا : إبرازها إعلاميا عبر الوسائل المتاحة (الصحف ، القنوات الفضائية ، الإنترنت ، رسائل الجوال .. الخ).
رابعا : التذكير بالقضية بين فترة وأخرى وشحذ الهمم للدعاء ولاسيما في أوقات الاستجابة .. فالدعاء خير ناصر ومعين للمرء في أوقات المحن.
خامسا : تأسيس موقع سامي الحصّين على الشبكة العنكبوتية .. وفيه آخر المستجدات للقضية. هو المرجع الأساسي لمن أراد معرفة تطورات القضية.
وكان لهذه الوسائل الأثر الكبير - بفضل الله عز وجل - في التعريف بالقضية .. وثقتهم بما يصدر عنها من أخبار.
أما نهايتها .. فان ثقتنا بالله عز وجل كبيرة في أن تؤول إلى ما آلت إليه القضية من إعلان القاضي براءة سامي .. فلله الحمد من قبل ومن بعد ..
* ما موقف الصحافة من القضية؟
- موقف الصحافة متباين جدا .. في يوم اعتقال الأخ المهندس سامي وهو يوم الخميس 25-12-1423هـ خرجت بعض الصحف في اليوم الذي يليه وهو الجمعة 26-12- 1423هـ بأخبار عن القضية وفيها من التجريح والتعريض وإلصاق التهم جزافا دون مراعاة شعور القارئ .. بل وصل الأمر بالبعض النطق بالحكم كقولهم (إدانة طالب سعودي بتهمة التزوير) ومثل (طالب سعودي يتعرض لـ 275 سنة سجن .. الخ) وغير ذلك من العبارات التي تسيء للجميع.
وكان أيضا من بعض الصحف ان أخذت ما كتب في الصحف الأمريكية وترجمتها ترجمة أخلت بالمعنى تماما كعبارة (التأشيرة أو الفيزا) للدخول إلى الولايات المتحدة .. ترجمت بأنه قام بتوزير (بطاقة الفيزا أو بطاقة الائتمان)!!!
كل هذا والقضية لا تزال في يومها الثاني أو الثالث .. وفي المقابل يبرز التباين بعد إعلان نبأ برءاة المهندس سامي يوم الخميس 22-4-1425هـ لم تطالعنا بعض الصحف في اليوم الذي يليه والتي استغلت الموقف حال اعتقاله لم تطالعنا بأي شكل من أشكال افرح والسرور .. في الوقت الذي كان الأولى بمثل هذه الوسائل الإعلامية .. ان تناصر وتؤازر طالبا سعوديا مبدعا مظلوما .. أراد من دراسته نفع دينه وبلده ووطنه.
وامتدادا لمواقف إيجابية سابقة .. وحتى لا يكون الحكم عاماً .. فإني استثني جريدة الجزيرة التي قامت مشكورة بنشر خبر براءة أخينا سامي في الصفحة الرئيسية وخصصت لذلك صفحة كاملة في الداخل.
* ما موقف الصحفيين في هذه القضية؟
- أخي الكريم .. موقف الصحفيين يختلف باختلاف الصحفي نفسه .. فهناك من بحث عن الحقيقة بتفاصيلها في قضية سامي وأظهرها كما هي دون زيادة أو نقصان وامثال هؤلاء ولله الحمد كثير ، وبهذه المناسبة اشكر كل من ابرز القضية بوجهها الصحيح .. واسأل الله عز وجل أن يكون هذا الخير في ميزان حسناته.
ومن الصحفيين للأسف الشديد من يبحث عن الإثارة والشهرة .. بحيث لا يعطي الحقيقة للقارئ .. وقد تمثل هذا في مثل قضية أخينا سامي فيأتي البعض ويعطي كلاما إنشائيا من تلقاء نفسه .. أو يأتي بمعلومات غير موثقة وينشرها للناس .. وفي مثل هذه القضايا لا تنفع هذه الأمور ، فالواجب احترام عقول القراء ومراعاة شعورهم والحرص على توثيق أي معلومة وأن لا يكتب في الصحيفة إلا ما كن واقعا فعلا.
واخيرا .. أذكِّر الصحفي ان الكتابة أمانة سوف يسأل عنها يوم القيامة .. فلا يكتب إلا ما كان حقا وصدقا .. وأن يراعي شعور القراء على اختلاف طبقاتهم.
كما التقت الجزيرة المهندس محمد بن جبران السفياني وكان الحوار التالي ..
* هل لكم ان تحدثوا القراء الكرام عن قضية المهندس سامي بالتفصيل بصورة تبين جوانب القضية والجانب القانوني.
- رغم خبرة فريق الادعاء ومناصبهم العالية التي كانت تتمثل في مساعد المحامي العام لولاية ايداهو ومساعدي محامي الولايات المتحدة في واشنطن سخر الله لسامي فريق دفاع لا يقل كفاءة عن فريق الادعاء ان لم يتفوق عليه ، فبترؤس فريق دفاع سامي المحامي (ديفيد نيفن) وهو محامي دفاع كبير في ولاية أيداهو وسبق ان دافع عن قضايا كبيرة ومشهورة في الولايات المتحدة ، منها قضية روبي ردج الفيدرالية التي حصلت على تغطية كبيرة من قبل الإعلام الأمريكي في ذلك الوقت وكسبها هذا المحامي لصالحه واستعان ديفيد بالمحامي (سكات مكاي) الذي يعمل معه في مكتب المحاماة وهو أيضا عمل مع ديفيد في الدفاع عن قضايا كبيرة أخرى ، إضافة إلى ذلك محاميان كبيران من مكاتب محاماة أخرى وهم المحامي تشارلز بيترسون وجاشوا دريتل الذي هو حالياً يدافع عن مسلم أسترالي معتقل في جوانتانامو.
وفي المحكمة ترأس القاضي إدوارد لودج المحاكمة ولديه 37 سنة خبرة في القضاء في أيداهو ، وصادفت قضية سامي ان يكون القاضي ومحامي الادعاء ومحامي الدفاع هم أنفسهم الذين خدموا في قضية (روبي ردج) الفيدرالية مما أضاف طابع الشهرة لقضية سامي. ولكن الأمر الأساسي الذي جعل من قضية سامي تأخذ بعض الشهرة في أمريكا أنها أول قضية دخلت المحاكم الأمريكية بناء على تقديم الإضافات لقانون الحركة الوطنية ، الذي سبق وأن حصل على الموافقة عليه من قبل المشرعين في الكونجرس الأمريكي رغم أنه يتعارض مع الملحق الأول والخامس من الدستور الأمريكي ، وتسمح هذه الإضافات في قانون الحركة الوطنية للحكومة بالتنصت على التلفونات بطريقة ما يسمى ب Roving Wieetaps أي يتنصتوا على هاتف الشخص وعلى من يتحدث معه ويتنصتوا على الشخص الآخر الذي تحدث معه ، وعلى الناس الذي تحدث معهم الشخص الآخر في سلسلة غير منتهية وكذلك الإطلاع على البريد الإلكتروني وعلى المرسل إليهم في سلسلة غير منتهية ، والإطلاع على الملفات الطبية والدراسية واقتحام البيوت بدون تصريح مسبق من القاضي ، وهذه الأمور كلها جديدة على الشعب الأمريكي ولم تجد ترحيبا من أكثر الشعب الأمريكي وخصوصاً اليساريين ، وكثير من القضاة في أمريكا لا يعتمدون على هذا القانون في دعم القضايا ، بل ان قضيتين في كالفورنيا أسقطتا من المحكمة بسبب عدم اعتماد القاضي المحتويات المضافة لقانون الحركة الوطني.
وكان من الواضح ان فريق الادعاء يريد نجاح هذه القضية لصالحه ، حيث أصبحت القضية سياسية تفتح لهم باب تفعيل هذا القانون. أما في الجانب الثاني فقد أدرك فريق الدفاع أهمية هذه القضية التي أصبحت محط أنظار كثير من الشعب الأمريكي يشهد محاكمة جديدة من نوعها لطالب سعودي يتطوع بمهارته في الكمبيوتر على عمل الخير.
كان اليوم الأول من المحكمة عبارة عن افتتاحية من قبل الادعاء والدفاع ومن بعدها يأخذ كل فريق مدة يحددها للإدلاء بما عنده ، بدأ فريق الدفاع عن سامي بالتعريف عن منظمة التجمع الإسلامي في شمال أمريكا واعمالهم التي تتركز في التثقيف والتعريف بالإسلام ، وذكر من أمثلة ذلك توزيع (125) ألف نسخة من القرآن وكتب إسلامية على السجناء المسلمين ، ووضح المحامي ان الأعمال التي قام بها سامي في مساندة هذه المنظمة التثقيفية لا يتقاضى أجراً مادياً عليها علماً بأن منظمة التجمع الإسلامي في شمال أمريكا هي منظمة قانونية ومازالت تعمل إلى الآن بطريقة قانونية في الولايات المتحدة ولم يتوان المحامي في تذكير المحلفين بأن سامي هو من السعودية بلد تختلف عن بلادنا وعاداتهم تختلف عن عاداتنا ، فسهل علينا بعض الأحيان ان نتحيز ضد من هو مختلف عنا ، وفي هذا رسالة للمحلفين بأن لا يتحيزوا ضد سامي لانه مواطن من بلد آخر. وبعد جلسة الافتتاح استغرق فريق الادعاء سبعة أسابيع لإظهار دعوتهم ضد سامي ، بذلوا خلالها كل ما لديهم وانفقوا أموالا طائلة لاستئجار ما يسمونهم خبراء في الإرهاب وكان كل ما أدلى به الادعاء وشهودهم عن الإرهاب لا يمت لسامي بصلة ، الأمر الذي جعل القاضي يوقف جلسة المحاكمة واخرج المحلفين من قاعة الجلسة وقال للادعاء : ان ما يقدمونه وشهودهم بعيد جد عن قضية سامي وان حديثهم عن الإرهاب لا يمت بأي صلة لسامي ، وهددهم ان لم يتوقفوا عن الحديث عن الإرهاب سيسقط القضية من المحكمة لصالح سامي.
فكان من الواضح ان فريق الادعاء كان متخبطا ولم يقف الحد عند هذا بل استطاع فريق الدفاع عن سامي - بفضل من الله - أن يجعل ما قال شهود الادعاء حجة ضدهم لا لهم ، فعل على سبيل المثال عندما اظهر محامي سامي ان الشاهدة (ريتا كاتز) وهي يهودية مولودة في العراق وانتقلت بعد ذلك لإسرائيل والفت كتاب - صياد الإرهابي - هي نفسها عملت في الولايات المتحدة في عام 1997م وتقاضت اجرا على عملها بينما الفيزا التي حصلت عليها في ذلك الوقت لا تسمح لها بالعمل في الولايات المتحدة ، وبهذا هي مخالفة للقانون الأمريكي ومع ذلك أيضا حصلت على عقد من الحكومة بمبلغ مائة وثمانين ألف دولار لتعمل معهم ضد قضية سامي.
الجدير بالذكر ان هذه الشاهدة سبق وان ظهرت في برنامج تلفزيوني يدعى (ستون دقيقة) اتهمت فيه ثلاث جهات بأنها إرهابية ، وعند اقتحام الحكومة الأمريكية هذه الثلاث جهات لم يجدوا ما ادعت ، وهي الآن تواجه قضية في المحكمة لإدلائها بمعلومات غير صحيحة.
وفي مثال آخر مع الشاهدة مولي من شهود الادعاء وهي تدير موقع أرشيف الإنترنت في سان فرانسيسكو ذكرت أنها تضع كل ما يوجد على الإنترنت في الموقع بدون تحفظ ، مما جعل محامي سامي يسألها إذا كانت قد سجنت بسبب قيامها على هذا الموقع حيث أجابت : لا ، وبهذا هو قد وضح من خلال هاتين الشاهدتين الازدواجية في المعاملة ، فالشاهدة الأولى عملت وتقاضت اجرا وهي مخالفة للقانون ولم تسجن ، والثانية تقوم على موقع تضع فيه كل شيء ولم تتهم بدعم الإرهاب.
وقال شاهد ثالث من شهود الادعاء وهو خبير في شئون الهجرة : ان العمل مخالف لنظام الهجرة من قبل الأجانب غير المصرح لهم بالعمل هو العمل الذي يتقاضون عليه اجرا فقط ، أي ان الأعمال التطوعية بدون اجر لا تخالف النظام ، وهذه الشهادة ضد الادعاء من شاهدهم ليست معهم ، وبعد انتهاء فترة فريق الادعاء التي استمرت سبعة أسابيع استغرق فريق الدفاع ثلاث ساعات لدفاعه عن سامي اكتفى خلالها بشاهد واحد فقط ، الأمر الذي ادهش الجميع حيث كان من المتوقع ان يستغرق فريق الدفاع أربعة أسابيع ولكن الواقع ان المحامي أدرك ان الشاهد الوحيد الذي قدمه للدفاع عن سامي هو شخصية ذو مصداقية عالية في القضية فهو محلل سابق للاستخبارات المركزية الأمريكية CIA اسمه فرانك عمل على مواجهة قضايا إرهابية كثيرة أثناء خدمته في مركز الاستخبارات الأمريكية ، ويقوم حالياً بأعمال استشارية في قضايا الإرهاب على الإنترنت.
قال فرانك : ان المواقع التي شارك فيها سامي لا تدعم الإرهاب أو جماعات الإرهاب ، وحين سئل من قبل محامي الادعاء إذا ما كانت الأمور في بعض الأحيان تظهر بصورة مخالفة للواقع أثناء عملك في الاستخبارات المركزية أجاب : ليس من الضروري ان أكون في الاستخبارات المركزية حتى أرى ذلك فأنا أرى ذلك الآن هنا ، يقصد بذلك ان التهم التي وجهت لسامي ليس هو حقيقة ما هو سامي عليه ، فضحك المحلفون من إجابته إيحاء بأنهم فهموا ما يقصد . وعند سؤال محامي الادعاء عن الأجر الذي يتقاضاه للإدلاء بالشهادة فقال : لا شيء إنما وفروا لي المواصلات والسكن ولم أتقاض مبلغا على وقتي فأنا هنا أخدم العدالة فقط ، وبهذا الشاهد اكتفى محامي سامي وسلم القضية للقاضي الذي بدوره سلم القضية للمحلفين.
وها نحن - بفضل الله - استبشرنا ببراءة سامي وفاز كثير من وراء قضية سامي ، فهذه القضية خدمت عقلاء أمريكا وهم كثير الذين هم أيضا خدموا هذه القضية لصالح الحق ، ونتطلع ان تخدم هذه القضية الوطن ، فسامي الذي اصبح رمزاً للكفاح والجهاد في سبيل التعريف بدينه الإسلام وسماحته هو نفسه سامي الذي تبرع بدمه لضحايا الدمار والتخريب ولا نقيض في ذلك.
والتقت الجزيرة أيضا عبد الرحمن اليابس زميل سامي في مدينة موسكو وسألناه ..
* بصفتكم - يا أخ عبد الرحمن - عايشتم حادث اعتقال المهندس سامي ، فهل لكم أن تحدثوا القراء الكرام عن هذا الجانب وردود الفعل؟
- حاولت الحكومة الأمريكية ، ان تجعل من هذه العملية معركة لصالحها فقامت بحشد عدد كبير من الأفراد ، من مختلف قطاعات السلطات الأمنية (الهجرة ، المباحث ، الجمارك) تجاوز عددهم المئة بالإضافة إلى بعض الطائرات المحلقة في الجو ، والزخم الإعلامي غير العادي. ثم داهمت المنزل قبل الفجر ، واعتقلت الأخ (سامي) وقام عدد من الأفراد بتفتيش المنزل تفتيشاً دقيقاً ، ومساءلة زوجته (دون وجود محام) والتحفظ على مجموعة من محتويات المنزل ، وتم الإعلان عن الحدث من قبل وزير العدل نفسه (إظهاراً لأهميته) .. كما تم الإعلان في اليوم نفسه عن تخفيف درجة الخطر في أمريكا .. ونتيجة لهذا الحشد العسكري ، والزخم الإعلامي ، الذي صاحب عملية الاعتقال فان المدعي العام في الولاية ، عقد مؤتمراً صحفياً بمدينة (موسكو) ، وهي المدينة التي يسكن فيها سامي ويدرس - شارك فيه كل من حاكم الولاية وعمدة المدينة ، ورئيس جامعة موسكو ، تليت فيه التهم الموجهة للأخ سامي ، واستغل حاكم الولاية العملية ، لتبرير أمره بوضع تحصينات إضافية بعد أحداث (11 سبتمبر) ، وذلك حول المبنى الرئاسي لجامعة الولاية (بويزي) ، التي تبعد عن موسكو 450 كيلو متر تقريباً ، كما طمأن عمدة المدينة سكانها بأن الأمن مستتب ، وان بإمكانهم ممارسة حياتهم العملية بشكل طبيعي بعد زوال الخطر.
أما رئيس الجامعة فقد كان موقفه ، متأثراً بالزخم الإعلامي وبيان الادعاء. وعلى العكس من ذلك بالنسبة للمستوى الشعبي ، إذ كان الوضع مختلفاً تماماً ، إذ بادر مجموعة من المحامين في المدينة ، إلى عقد اجتماع انتقدوا فيه الطريقة التي تم بها القبض على (سامي) ، كما استغربوا من تفاهة التهم الموجهة إليه.كما بادر عدد من المواطنين إلى التعبير عن تعاطفهم ومساندتهم لعائلة سامي عن طريق عرض خدماتهم المعنوية والمادية بعد أن علموا أن الحكومة جمدت حسابات سامي المصرفية.
أما صحيفة الجامعة فقد انتقدت تسرع المسؤولين الحكوميين في اتهام سامي ومعاملته كمذنب قبل عمل أي محاكمة له وذكرت الحكومة بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
كما أن الصحافة المحلية قامت بمقابلة العديد من الأشخاص الذين يعرفون سامي من أصدقائه ومشرفه الدراسي ، حيث عبروا لهم عن استغرابهم لاستهدافهم سامي من قبل الحكومة بتهم متهافتة.
استمرت هذه المواقف المتباينة من الحكومة وسكان موسكو طيلة الفترة الزمنية التي قضاها سامي في السجن انتظاراً لمحاكمته والتي بلغت سنة واربعة اشهر ، حيث استمرت الحكومة في محاولة إضافة تهم جديدة ، كما استمر مؤيدو سامي وأصدقاؤه في عمل النشاطات التي تبين تجاوب الحكومة لحقوق سامي المدنية التي يجب أن تكفل لأي مقيم في أمريكا. شهدت هذه المواقف المتباينة الصحافة في أنحاء أمريكا وأرسلت مندوبين لهم لحضور محاكمة سامي الذين استغربوا وجود مؤيدين لسامي ومواصلتهم لدعمه طيلة فترة اعتقاله على الرغم من إضافة تهم جديدة لسامي بعد سنة من اعتقاله.
بعد شهرين من بداية المحاكمة نظمت القناة التلفزيونية في ولاية أيداهو ندوة استضافت فيها عدداً من مندوبي الصحافة لتحاورهم في أحداث محاكمة سامي ، حيث عبر معظمهم عن استغرابهم لتفاهة الأدلة التي قدمتها الحكومة ضد سامي مما اثر على براءته بحمد الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved