Monday 28th June,200411596العددالأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

د. محمد موافي استشاري الميكربولوجي والمناعة الإكلينيكية: د. محمد موافي استشاري الميكربولوجي والمناعة الإكلينيكية:
مقاومة البكتريا للمضادات مشكلة طبية كبيرة في الوقت الحالي

  يُعرِّف د. محمد موافي (استشاري الميكروبيولوجي والمناعة الإكلينيكية مدير المختبرات بمستشفى الحمادي بالرياض) المضادات الحيوية بأنها (قاتلة البكتيريا)، وذلك عن طريق وسائل متعددة كما يتطرق د. موافي إلى تاريخ اكتشاف المضادات الحيوية ومضاعفاتها. ويدعو د. موافي إلى عدم استعمال المضادات الحيوية عشوائياً دون استشارة طبية، كما ينصح المرضى بأن يذهبوا إلى الأطباء المتخصصين لعلاج أمراضهم، ولا يجازفون باستعمال المضادات الحيوية عشوائياً، واضعين في البال أن علاج المرض في بدايته أسهل وأسرع من علاج مرض متقدم المراحل.
****
في البداية سألنا د. محمد موافي عن المضادات الحيوية.
فقال: قبل أن نُعرِّف المضادات الحيوية، يجب أن نعرف أنه يوجد ثلاثة أنواع من الكائنات الحية الدقيقة أو (الكائنات المجهرية أو الجراثيم) وهي البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والمضادات الحيوية تؤثر فقط على البكتيريا، وليس لها تأثير على أي من الفيروسات أو الفطريات، والمضادات الحيوية هي جمع مضاد حيوي (مضاد يعني ضد وهنا تعني قاتلاً - حيوي يعني أي شيء حي وهنا تعني البكتيريا فقط وهي نوع من أنواع الجراثيم كما شرحنا من قبل)، وبالتالي فالمضاد الحيوي يعني قاتل الجراثيم أو بمعنى أدق قاتل البكتيريا.
* وما هي المضادات الحيوية؟
- المضادات الحيوية نعمة كبيرة من النعم المستخدمة في المجال الطبي، وهي تستخدم في القضاء على البكتيريا الضارة لجسم الإنسان، والتي تسبب له كثيراً من الالتهابات والأمراض الخطيرة والمعدية، ولولاها لشاهدنا مئات، بل ملايين من الناس يموتون نتيجة التهابات بكتيرية قد تكون بسيطة، ولكنها تصبح قاتلة إن لم تكافح ويقضى عليها مباشرة بالمضادات الحيوية.
* نرجو أن تقدم لنا نبذة تاريخية عن المضادات الحيوية؟
- أول مضاد حيوي في التاريخ هو البنسلين، وقد تم اكتشافه في الأربعينيات من الألفية الثانية على يد عالم المختبر الأسكوتلندي (ألكسندر فلمنج) عن طريق الصدفة البحتة، فعندما عاد في يوم ما من إجازته الأسبوعية لاحظ نمو فطر أبيض اللون على مستنبت بكتيريا مزروعة من قبل وأدى إلى قتلها (عدم نموها) وكان هذا الفطر هو البنيسليم، ومنه استخرج من هذا الفطر البنسلين واستخدمه كمضاد حيوي، وأدى هذا الاكتشاف إلى تغير مجرى التاريخ طبياً لأنه استعمل لإنقاذ الآلاف من الجرحى والمصابين في الحرب العالمية الثانية وعلى هذا الاكتشاف نال الكسندر فلمنج جائزة نوبل في العلوم الطبية، لما قدمه للإنسانية من اكتشاف مذهل وأنقذ الملايين من خطر الالتهابات البكتيرية في هذا الوقت.
* وكيف تعمل المضادات الحيوة ؟
- كما علمنا من قبل أن المضادات الحيوية تؤثر على البكتيريا فقط، وذلك يتم عن طريق وسائل متعددة منها : تدمير الغشاء الخارجي للبكتيريا، وبذلك تسمح لدخول الماء إلى داخل البكتيريا مما يؤدي إلى انفجارها، وإيقاف نموها عن طريق إيقاف تصنيع المواد البروتينية داخلها، وأيضاً إيقاف تكاثرها عن طريق تدمير الحامض الأميني (أو عامل الوراثة) بها.
* متى يسارع الطبيب بإعطاء المضادات الحيوية ؟
- تعتبر المضادات الحيوية من أكثر الأدوية استخداماً في العالم ويوجد منها عشرات الأنواع، وتستعمل بصورة شبه يومية في جميع المراكز الطبية والمستشفيات في جميع أنحاء العالم، وتستخدم المضادات الحيوية في علاج الأمراض والالتهابات البكتيرية في كل الأعمار، وللجنسين دون فرق ، وفي الواقع أن استعمال المضادات الحيوية شائع عند الأطفال حديثي الولادة، أو في كبار السن، وذلك لعدم عمل الجهاز المناعي لديهم بالصورة الجيدة، فعند الاشتباه بوجود التهاب بكتيري ما في أي منهما فيجب أن يسارع الطبيب المعالج لإعطاء المضادات الحيوية لهما لمنع حدوث مضاعفات كبيرة وخطيرة إذا تأخر العلاج.
* وماذا عن أهمية التشخيص في إعطاء المضادات؟
- وكما علمنا من قبل إنه يوجد ثلاثة أنواع من الجراثيم وهي: البكتيريا، والفيروسات، والفطريات وحيث إن المضادات الحيوية لا تؤثر إلا على البكتيريا فقط، ولذلك قبل استخدام المضادات الحيوية لا بد من التعُّرف على الميكروب أو الجرثومة المسببة للالتهاب أو المرض ويتم ذلك على طريقة التشخيص.
ويوجد نوعان من التشخيص: التشخيص السريري: وهنا يعتمد الطبيب المعالج على التشخيص السريري لوجود أعراض واضحة لبعض الأمراض على المريض، فمثلاً التهاب الأذن أو اللوزتين البكتيري تكون مصاحبة بأعراض ثابتة وواضحة، ولا بد من استخدام مضاد حيوي مباشرة بدون انتظار، وذلك لحماية المريض من مضاعفات المرض، ولكن هناك أيضاً بعض الالتهابات لا تكون مصاحبة بأعراض ثابتة أو واضحة مثل التهاب المجاري البولية أو التهاب الرئة، وهنا تحتاج إلى فحوصات لتشخيصها.
وهناك التشخيص المخبري: لحسن الحظ أن البكتيريا نستطيع زرعها وعزلها من العينات المختلفة، ويمكن التعرّف على أنواعها المتعددة، وعمل اختبار حساسية لها مع مختلف المضادات الحيوية لاستخدام المضاد الحيوي الأمثل في كل حالة، ومع كل نوع من البكتيريا.
* وهل هناك مضاعفات للمضادات الحيوية ؟
- كما نعلم جميعاً إنه لا يوجد أي دواء بدون مضاعفات، فإن المضادات الحيوية هي أكثر الأدوية لحدوث هذه المضاعفات إذا استخدمت بدون وصفة طبية من طبيب مختص، ومن هذه المضاعفات:
مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية: تعتبر مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة طبية كبيرة في الوقت الحالي، وهي تعني استخدام الأطباء الآن مضادات حيوية مختلفة وكثيرة، لقتل البكتيريا كانت في السابق تستجيب إلى مضاد حيوي بسيط، والسبب في ذلك هو كثرة استعمال المضادات الحيوية عشوائياً وبدون وصفة طبية، ولذلك فإن البكتيريا كيفت نفسها من أجل البقاء بأساليب مختلفة، وأصبح لديها مناعة ضد المضادات الحيوية المختلفة المستخدمة عشوائياً، وبالتالي فإن المضاد الحيوي السابق الذي قتل البكتيريا قبل أسابيع فقد قدرته على قتل نفس البكتيريا مرة أخرى، وهنا نحتاج إلى تغيير المضاد الحيوي.
الحساسية : وهي عرض غير متوقع لجميع الأدوية بما فيها المضادات الحيوية. تلوين الأسنان وخاصة عند استعمال التتراسيكلين مع الأطفال.
فقدان السمع عند استخدام المضاد الحيوي الأستربتوميسين.
الإسهال عند بعض المرضى وخاصة عند استخدام الأمبيسلين.
بعض المضادات الحيوية لها تأثير ضار على الأجنة إذا استخدمت مع الأمهات الحوامل بدون استشارة طبية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved