Thursday 8th July,200411606العددالخميس 20 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

استمع إليّ أرجوك استمع إليّ أرجوك
عمر البقمي

الاستماع الحقيقي (فن)..
لا يجيده إلا ذوو الفكر الراقي..
ففن الاستماع لا أن تسمع بأذنك فقط..
بل تسمع بكل حواسك..
تسمع بأذنك وقلبك وعقلك وبكل جوارحك
لمن يتحدث إليك..
* * *
بعض الأصدقاء يتحدثون إلينا عما يعانونه..
من هموم ومشاكل..
وهم في ذلك لا يطلبون منا حلاً لها..
ولا يريدون منا أن نُقدّم لهم اقترحاً..
إنما هم يريدون فقط أن نستمع إليهم..
ولكن بقلوبنا وعقولنا قبل آذاننا..
لأنهم يجدون في ذلك راحة وتفريغ هموم..
* * *
كان العرب في السابق يجيدون الاستماع..
ويعلمونه لأبنائهم قبل أن يعلموهم حسن الحديث..
فكان لهذه الأمة تاريخ كبير..
لأنهم سمعوا.. ففهموا ثم تحدثوا..
فكان حديثهم حضارةً وفتوحاً وعلماً وأدباً..
مشكلتنا في هذا الزمان أننا نتحدث كثيراً..
ولكننا مع الأسف لا نستمع..
وإذا استمعنا لا نُجيد..
ونصدر أحكامنا المسبقة على الآخرين..
دون أن نكلف أنفسنا عناء الاستماع إليهم..
* * *
حتى في بيوتنا ومع أقرب الناس إلينا..
الكثير منا لا يستمع لأي صوت..
سوى صدى صوته حينما يطلق الأوامر
يمنةً ويسرة.. بمناسبة أو بدون..
فكان ذلك سبباً في وقوع الكثير من المراهقين
في مستنقعات ووحول المخدرات.. وغيرها..
لأنهم لم يجدوا أحداً يسمع لهم..
سوى رفاق السوء..
الذين استغلوا الفرصة جيداً..
ولعبوا دور المستمع المتعاطف..
فكانت النهايات الأليمة..
* * *
وكثير من البيوت تهدّمت..
وزيجات كثيرة انتهت بالطلاق..
لأن الكل يتحدث ولا أحد يستمع للآخر...
استماعاً حقيقياً..
فتهدّمت الكثير من اللبنات الأساسية في تكوين المجتمع..
بسبب صمم القلوب والعقول..
فهل ندرك أهمية هذا الموضوع..
ونعيد حساباتنا من جديد.. آمل ذلك..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved