Thursday 8th July,200411606العددالخميس 20 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

26-10-1391هـ الموافق 14-12-1971م العدد 371 26-10-1391هـ الموافق 14-12-1971م العدد 371
العرب والبحر



لا اركب البحر اخشى
علي منه المعاطب
طين أنا وهو ماء
والطين في الماء ذائب

صديقي وعزيزي القارئ الكريم انا أجرؤ لأحدثك عن هذه الخواطر الأدبية المتسلسلة التي لا نهاية لها الا بعد مدة من الزمن، وما أروع وأجمل الحديث عن الأدب، الأدب العامل بسذاجته بنيرانه في حديث العلم ومن فضائل العرب في القديم والحديث، وانا اذكر ان العرب في جاهليتهم وصدر اسلامهم كانوا في الجملة يتهيبون البحر ويخشون اقتحامه، وان عمر بن الخطاب كان لايأذن لأحد منهم في ركوب البحر غازياً، حتى ان معاوية لما استأذنه في غزو الروم بحراً من الشام اجابه: لا والذي بعث محمداً بالحق، لا احمل فيه مسلما ابداً. انا اعلم هذا واعلم انه لم ينزع هذا الخوف من قلوب العرب ولم يفل حد هذا البحر ويخفض شوكته ويطأ من كبره الا ليوث خرجوا من الضفة الغربية من هذا الخليج العربي فجرأوا اخوانهم على ولوج ظلماته وامتطاء غواريه ليبشروا برسالة حملوها فحملوها راضين مغتبطين، ذلك ان العلاء الحضرمي والي عمر بن الخطاب على البحرين احب ان يفعل في العجم ما فعله سعد بن أبي وقاص في القادسية, فندب عرب الخليج الى حرب فارس بحرا فلبوا نداءه. وتسرعوا الى ذلك، ففرقهم اجناداً ثم حملهم في البحر بغير اذن عمر ولا مرضاته، فعبروا الخليج وخرجوا الى فارس واوغلوا فيه حتى وصلوا الى اصطخر وكانت قصبة الملك في تلك البلاد حينا من الدهر, وقاتلوا الأعاجم قتال المستميت فظفروا.. وجرأوا بذلك اخوانهم من العرب على ان يحذوا حذوهم فيسودوا البحار من بعد كما سادوا اليابسة وضربوا بذلك مثلا ادبيا في الشجاعة والإقدام مالبثت بلاد الشام ان طبعت علىغراره، فأنشأ معاوية - وقد استتب له الأمر في دمشق - اسطولا ضخما ملأ البحر وفتح جزائره وحاصر به.. ولي معكم لقاء!
محمد عبدالعزيز الطواني


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved