Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جداول جداول
أرقام ومشاريع تهزم أهداف الإرهاب
حمد بن عبدالله القاضي

** عندما نقول إن اقتصادنا - بحمد الله - لم يتأثر بسبب الأحداث الإجرامية التي آذنت غيومها بالرحيل بحول الله.. فنحن لا ننطلق من فراغ، ولكن هذا حديث الأرقام والمشروعات الكبرى التي تذيعها وتنشرها وسائل الإعلام!
* أمامي ثلاثة أخبار اقتصادية كبيرة تم نشرها خلال الأيام القريبة الماضية، والحق أنني سعدت بها، ليس من منطلق مبلغها المالي الكبير، لكن أسعدتني دلالتها الاقتصادية البالغة الأهمية؛ فهي تشير إلى أن اقتصادنا - بحمد الله - لم يتأثر أدنى تأثر بالإرهاب وأهداف الإرهابيين، الذين أرادوا تشويهه وتقليصه؟
* الأول: توقيع شركة سابك على عقد إنشاء مجمع بتروكيماوي كبير ينتج 3.18 مليون طن من أهم المنتجات البتروكيماوية في ينبع - أجل في ينبع - التي تحدّت ظلام الإرهاب.
* الثاني: مشروع عملاق في (الخبر) التي تحدّت الإرهاب هي الأخرى، وهذا المشروع الذي سوف يقام على أرضها هو أكبر مشروع سياحي وترفيهي وسكني في الخليج العربي، وقد تجاوزت قيمة المشروع ملياراً ونصف المليار ريال.
* أما الثالث والأخير: فهو خبر زفه سمو الأمير ذو الخلق الكريم: سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة شركة مرافق، حيث أوضح في خبر نشرته (الاقتصادية) أن الشركة طرحت مشروعا لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في (الجبيل) - ما غيرها - سوف يولِّد - إن شاء الله - (2400) ميجاواط، و(300) ألف متر مكعب من المياه المحلاة، وبتكلفة تقارب (سبعة مليارات ريال), وقد طُرح المشروع - فعلا - للمنافسة بين الشركات الكبرى.
فضلا عن ازدياد طرح المساهمات العقارية بآلاف الملايين طوال الفترة الماضية, ناهيك عن سوق الأسهم وحركتها وشركاتها، وحسبك بشركة (الصحراء) أنموذجاً.
** وبعد:
هذا هو اقتصادنا القوي فوق الإرهاب.
وهذه بلادنا ستبقى محفوفة برعاية الله، محفوظة برجال أمنها الأشداء، منطلقة نحو آفاق العطاء, وفضاء النماء.
أما هؤلاء الذين أرادوا الإساءة إلينا وإلى وطننا واقتصادنا فلم ينالوا قيد أنملة من استقرار بلادنا وأمنها واقتصادها, لقد باؤوا بالخسران المبين دنيا وأخرى.
و(عمار يا وطني عمار!).
اللهم اجعل هذا البلد آمنا.
***
الفضائيات بين
عري الفنانات ومحاكمة العلماء
** هل وصل الأمر بالفضائيات إلى محاكمة إمام الإسلام ابن تيمية؟!
لم تكتف (الفضائيات العربية) بعرض برامج العري والتفسّخ، وتسطيح عقول الأجيال!!
ها هي بعض القنوات (بهدف الإثارة) - والإثارة فقط - تلجأ إلى عرض برامج أخرى ربما أشد خطورة؛ لأنها تشكك في الثوابت وتسعى إلى (خلخلتها)، كما تتناول رموز الأمة وأئمتها بطرح وجدال لا يستندان إلى علم واقتدار كما هو وصف (ملحق الرسالة) المتألق في (صحيفة المدينة)!
ترى هل وصل الأمر بنا وبفضائياتنا إلى أن تسعى في تفريق الأمة الإسلامية، وإلى أن نحاكم علماء أمتنا ونعرض تراثهم بهذا الشكل السطحي ليخوض فيه من يهرف ومن يعرف على حد سواء، وعبر مداخلات عفوية لا ترتكز على علم، ولا تتوافر لها الدراسة العلمية.
لقد آلمني عندما طرحت إحدى القنوات قبل فترة (تراث وعلم الإمام ابن تيمية) في أحد برامجها الجدلية، وشارك المشاهدون، وفيهم دهماء، تخبطوا وبدؤوا يحاكمون علم ابن تيمية واجتهاداته، وهم لم يبلغوا مدّ علمه، بل أقل من ذلك.. بل هم (زبزبوا قبل أن يحصرموا)!!.
***
** هذه القنوات ماذا نقول عنها وهي تهدف إلى الإثارة وكسب المشاهدين عندما تطرح - بشكل غير علمي - تراث وجهود واجتهاد إمام مثل (ابن تيمية) فيسيء مثل هذا الطرح إلى علمه ومؤلفاته، ويشكك الأجيال بتراث وعلم أمتهم الشرعي.
ليت النقاش - وقتها - كان علمياً وداخل حلقة علمية، ولكن غير المقبول أن تُعرض مباحث هذا الإمام وكتبه وآراؤه على العامة، حتى بلغ الأمر ببعض الطروحات اتهام هذا العالم الجليل بالإرهاب والانغلاق!
الله يا هذا الزمن!
هل يقيّم ويقوِّم ويُحاكم الدهماء من المشاهدين: تلك الثروة العلمية الكبيرة التي أفنى الشيخ الإمام ابن تيمية حياته من أجلها - رحمه الله - ؟!
ترى إلى ماذا سوف تقودنا هذه الفضائيات التي بدلاً من أن نوظفها لخدمة أمتنا وحاضرنا ومستقبلنا وظفناها - بكل أسى - وظفناها لمحاكمة علمائنا وثقافة وتراث أمتنا، وثوابت فكرنا أو جعلنا برامجها فقرات لعرض العريّ والتفاهات (وفن التسدّح).
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وإلى الله المشتكى!
***
آخر الجداول
* للإمام الشافعي:


(لقد جربت هذا الدهر حتى
أفادتني التجارب والعناء
فما من شدة إلا سيأتي
لها من بعد شدّتها الرخاء)

* فاكس 014766464


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved