Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

أكد حاجة المسلمين إلى النصح والتناصح.. الشيخ الشريم في خطبة الجمعة: أكد حاجة المسلمين إلى النصح والتناصح.. الشيخ الشريم في خطبة الجمعة:
العفو الكريم من ولاة الأمر ليس بدعاً من التاريخ بل منطق الحكمة والصفح

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن ابراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها يوم أمس بالحرم المكي الشريف إن المرء المسلم وهو يحيى على ارض الإسلام وبين مجتمعات الإسلام ليتعلق برقبته وذمته تجاه مجتمعه وامته حقوق وواجبات كما أن لهم عليه حقوقاً وواجبات ثم ان تحصيلهم في اداء حق الغير امر لا مناص من مراعاته بجلب كل ما يوصل إلى هذه الحقوق ودفع كل ما يخدشها او يخل بها، وهذه الحقوق في مجموعها تبدأ من اقرب الناس اليه لتصل إلى من لا يقل شأناً عنه، فعليه حقوق تجاه والديه اللذين ربياه صغيراً وآنساه كبيراً وكذا حقوق تجاه زوجته واولاده وصحابته، يضاف إلى ذلكم تلك الحقوق العظيمة تجاه ولاة امره الذين ولاهم الله عليه وعلماء امته الذين هم ورثة الأنبياء. انه مهما تقلب المرء بين هذه التحصيلات فإنما هو يتنقل من حق إلى آخر مثله، غير ان نزغات الشياطين وهنات بني آدم وغفلاتهم التي لا يسلم منها مسلم ولا يكاد لهي تعتري المرء بين الحين والآخر، فقد تزل به القدم وتتعثر به الدابة فيخطئ الهدف ويحدث الثلمة وان لم يعصب عينيه ثم يحتاج إلى النهوض من مثل هذه الكبوة الى مراجعة للحق وتجرد عن الهوى. وإن مثل هذا ليحتاج إلى شجاعة واقدام للآجل على العاجل اذ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
وأبان فضيلته إن الوقوع في الزلل خطأ ظاهر غير انه ليس هو العيب كل العيب وانما العيب في ملازمة الخطأ والاصرار عليه والاستنكاف عن الرجوع إلى الحق اذا اخذت المرء العزة بالاثم بعد اتضاح معالم الحق وسطوع شمسه، وان التوبة من الخطأ والزلل لهي المحمدة الحقة والشجاعة المتمكنة والنجاة من المغبة الآجلة قبل العاجلة، مستشهداً فضيلته بأفعال الائمة الاربعة واقوالهم التي تؤكد أن أي قول له يخالف قول الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو بريء منه ومتراجع عنه إلى ما صح به الخير وقام عليه الدليل.
وأكد فضيلته أن حاجة المسلمين إلى النصح والتناصح والبحث عن الحق والصواب والتعاون الحثيث على لمّ شمل المجتمع وردم أي هوة تفتح دونه على حين غرة. وان ما يقع في هذه الأيام من جعل البلاد المسلمة عرضات لاراقة الدماء المعصومة التي حرمها الشرع الحكيم وما يعتري تلك العرضات من افتراء على ولاة الامر والعلماء والاخلال بالأمن والترويع والارباك لهو من الخطورة والانذار بالشر ما لا ينبغي الغفلة عنه او تجاهله او تلفيق المسوغات له بل يجب التحريض على ردم هذا البركان الهائج وايقاف ذلكم بكل وسيلة متاحة اذ لا قبول لمثل ذلك تحت أي مبرر كان لان الحق احب الى المنصف من كل احد وان الرابح الوحيد من هذا كله هو العدو المتربص والحاسد الشامت وكفى بالامر خطورة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم( اول ما يقضى به بين الناس يوم القيامة في الدماء).
وناشد فضيلته كل من مد يده في هذا الاناء الملوث ان يتقي الله في المسلمين وان يرجع إلى هدي السلف في سلوكه وفكره وان يأخذ بهدي علماء الامة الربانيين وان يسلك في الدرب يمنة فما الدرب ذات شمال وليوقن كل من يقوم بمثل هذه الافعال المرفوضة انه بمثل هذا الفعل يؤخر يوم النصر ولا يقدمه وان الحصاة التي يقذف بها ويظنها انتصاراً انما هي في الحقيقة تفقأ العين ولا تقتل الصيد حاثاً فضيلته على التوبة الصادقة والنصوحة وقبول الحق فمن كره الصواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه ان يسلبه الله ما علمه وينسيه ما ذكره.
وقال فضيلته فليعلم كل والج لهذا الكهف المظلم انه سيكون اسير خوف وقلق كثير الروع والارتباك تضيق عليه الواسعة بما رحبت وتضيق عليه نفسه التي بين جنبيه فانه يرقب العقوبة كامنة له عند كل افق.
وأفاد فضيلته انه في خضم هذه الاحداث الملتهبة ووسط هذه الزوابع المتلاطمة تبرز الحكمة و الحلم والعفو والصفح وتمتد ايادي الاعذار عند المقدرة والتمكن، وان المرء في هذه البلاد ليبارك العفو الكريم والتطلع النبيل من ولاة امر هذه البلاد ليتراجع متراجع ويؤب شارد، وان هذه المبادرة الموفقة ليست بدعاً من التاريخ بل هي منطق الحكمة والصفح عند الاقتدار والاسوة في هذا كله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قام عام الفتح في المسجد الحرام قائلاً يا معشر قريش ما تظنون اني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن اخ كريم قال فإني اقول لكم ما قال يوسف لاخوته لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وقال فضيلته ان حاصل الامر ان العفو عند المقدرة من شيم الكرماء الاقوياء وانها لفرصة سانحة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد، مطالباً فضيلته المخطئين المختبئين بالمسارعة وجعل هذه المبادرة نقطة انطلاق للتصحيح والرجوع إلى الحق واللحاق بركاب الموعودين بالعفو والصفح في الدارين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved