Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

الباحث عبدالكريم المهنا يطرح مؤلفين جديدين عن الإرهاب ويؤكد: الباحث عبدالكريم المهنا يطرح مؤلفين جديدين عن الإرهاب ويؤكد:
المملكة قادرة على سحق الفئات الضالة واستئصال الفكر المنحرف

* الرياض - الجزيرة:
أكد الباحث والروائي عبدالكريم بن محمد المهنا ان المملكة قادرة بإذن الله على سحق الفئات الضالة وتطهير أراضيها من أية عمليات ارهابية أو فكر منحرف.
وقال الأستاذ المهنا الذي قدم طرحين ثقافيين حول الارهاب مؤخراً بعنوان (حب في زمن الإرهاب) و(استهداف أمة).. ان المثقف والمفكر والكاتب هو الخط الأول في تحصين المجتمع.
(الجزيرة) حاورت الباحث والدبلوماسي عبدالكريم المهنا حول الهجمات الارهابية التي تتعرض لها المملكة.
* قدمتم طرحين عن الارهاب مؤخراً وتميزتم بأسلوب ثقافي وفكري في مؤلفيكم الأخيرين (حب في زمن الإرهاب)، و(استهداف أمة) كيف جاءتكم الفكرة؟
- الحمد لله الذي وفقني لهذا العمل، وبالنسبة لموضوع الرواية الجديدة
(حب في زمن الارهاب) فهي رواية تعبر عن واقع معاش حاولت بها ان أكسر بعض الحواجز مع القارئ وأن أبحر معه حتى يطلع على كل الجزر ويرسو على شاطئ أبيض يعرف كل تفاصيله. ضربت أوتار الرواية على عدة زوايا تهم المجتمع السعودي وتطرق فكر فئة منهم وهي فئة الشباب والشابات.
ميزة الرواية أنها لم تحتو على عنصر الخيال البعيد أو الرمزية الغامضة ولا حتى أيضا الاشارات الخفية بل جاءت لتطرح واقعاً حاول الكثير تفادي الخوض فيه مما سبب احتقاناً شديداً لم تكن له أية ضرورة أو داع واقعي.
أما كتاب (استهداف أمة) فقد جاء نتاج تتبع وتلمس حقائق تغيب عن الكثيرين فيما يتعلق بأمور وخفايا الصهيونية العالمية وبالنسبة لسؤالك عن: كيف جاءتنا الفكرة في طرح هذين المؤلفين؟
فالواقع الذي نراه اليوم يغني عن الاجابة لذلك فعلى كل حامل قلم واجب عظيم لطرح الحقائق التي تكشف ألاعيب الصهيونية بأبناء الفطرة والملة السليمة ومحاولة اضلالهم والنيل من مرتكز الاسلام بأصابع محسوبة على الاسلام.
والأسباب في هذا المجال معروفة وهي:
1- أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تلتزم بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام في كل أمورها ولم ترضخ أو تلين بالرغم من كل وسائل الترغيب والترهيب التي استخدمت ضدها وبقائها على هذا الحال لا شك أنه أكبر مصدر من مصادر الازعاج للصهيونية التي استطاعت أن تجعل كل العالم اليوم يسلك طريق الذوبان والانحلال والبعد عن أي منهج رباني يحكم علاقات البشر ببعضهم أو علاقاتهم بخالقهم.
2- أن المملكة بلد قوي باقتصاده وقوي بدينه وقوي بصناعته الفتية التي بدأت تطل برأسها في هذه القارة المستهلكة وما لديها من مقومات مالية وبشرية وعلمية تؤهلها الى تسريع خطواتها في هذا المجال وبشكل متسارع لتحتل مكانة في صدارات الدول وهذا ما لا ترغب الصهيونية به لبلد لم يعطها الولاء ولم يسلم لها مقاليد الأمور كما أن كبار التجار اليهود لم يلجوا الى أسواقها ويتحكموا بأرزاق شعوبها كما يحدث في كل دول أوروبا.
3- تسلل أصابع الشيطان الصهيونية بالمنطقة وبشكل أصبح علنيا ولكون السعودية بلدا له كلمة يحسب حسابها ومسموعة لدى كل الشعوب الاسلامية في كل بقاع الأرض، لذا فقد رأت الصهيونية اشغال المملكة بنفسها حتى لا تعمل كعادتها على احباط المحاولات المتكررة لهذه الخفافيش الصهيونية وجاءت خططهم بأن يعملوا على تضليل شباب من نفس هذا الوطن واشرابهم أفكاراً ومعتقدات صهيونية وقحة والباسها ثوباً اسلامياً وتمت ادراتهم دون أن يشعروا بأصابع استخباراتية قذرة، لذلك فقد وجب عليَّ أن أنبه الى هذا الأمر ولكن بأساليب متعددة سواء بالكتابة المباشرة أو بطريقة الرواية.
* تتعرض المملكة لموجة إرهابية من فئات ضالة، كيف لمستم تعامل القيادة السعودية معها؟
- الضلال موجود في كل مكان مثلما أن الاستقامة على الطريق موجودة ولله الحمد، والمملكة قوية ولله الحمد وستظل ما دامت على كتاب الله وسنة محمد عليه السلام، ومن ظل في عهد الامام علي رضي الله عنه سيظل في عصرنا هذا ولكن المشكلة ليست في هذه الموجة الارهابية التي تتعرض لها البلاد!
المشكلة في تلك الموجات الاضلالية التي يتعرض لها بعض فتياننا من قبل الصهيونية سواء اليهودية أو النصرانية التي تنفذها أجهزة دول وزعامات وحتى المنفرين من الاسلام أو من يسميهم البعض (مبشرين) ولكن المبشر هو محمد عليه السلام.
والمملكة ولله الحمد تعاملت بالطريقة الصحيحة وسلكت كل طريق يحفظ على المواطن والمقيم كافة حقوقه، وعمل رجل الأمن السعودي كما يعمل المجاهد في سبيل الله، فوقف على الثغور وضحى بكل ما لديه لخدمة دينه ووطنه.
والحكومة ولله الحمد حكيمة في كل أمورها منذ وحد عبدالعزيز هذه البلاد ويكفي شاهداً أنه لم يسجن ولم يؤذ أي قريب لمرتكبي هذه الجرائم بحق الوطن في حين أن أية دولة أخرى تجدها أثناء التعامل مع مثل تلك الجرائم تطال آباء واخوان المجرمين وهذا بلا شك امتثالاً لأمر الله تعالى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. وعندما تمتلك الحكومة مقومات القوة والحكمة والدراية فإن الأمر يكون محسوماً لها قبل أن تبدأ بالتعامل مع الحدث.
* منحت القيادة السعودية عفواً عن جميع المطلوبين دعتهم لتسليم أنفسهم لفترة زمنية محددة.
كيف كانت ردود فعل هذا القرار وبالذات خارجياً؟
- المملكة كانت ومازالت من الدول المعدودة التي ترصدها كل الأعين ويتتبعها كل مراقب، لذلك فعندما حدث ما حدث كتب الجميع وصرح الكثيرون واهتم الكتَّاب والمحللون في كافة بقاع الأرض، رغم أن الدول الأخرى تغلي وتستعر بالفتن والمحن والعياذ بالله إلا أن هذه الأمور التي حدثت في المملكة ورغم أنها ضئيلة مقارنة بغيرها وأن الدولة قادرة على سحقها إلا أن موقع المملكة وثقلها هو الذي يظهر الأصداء وقد تحدث العديد من الصحف الغربية ومنها الانجليزية والايطالية عن هذه (الفرصة) التي عرضتها حكومة المملكة على هؤلاء الارهابيين ولاقت أصداء قوية وقد عبر العديد من الكتاب عن حنكة وخبرة سياسيتين ظلت المملكة تنتهجهما منذ قيامهما في التعامل مع الأمور الحساسة وأنها أصبحت من ثوابت السياسة الداخلية للمملكة، كما تطرقت بعض الأقلام الغربية المنصفة الى وصف هذه الموجة الارهابية بأنها دخيلة على المجتمع السعودي الذي حرصت الحكومة على تحصينه ضد الانجراف بها وبتياراتها الجارفة التي اجتاحت دولا اقليمية ودولية وعطلت حركة التنمية والاصلاحات بها لعقود وعقود.
والمملكة لا شك أنها تختلف بظروفها عن الدول المجاورة وغير المجاورة، فلا تيارات متصارعة بها ولله الحمد ولا يوجد تمييز بين مواطن ومواطن، كما أن الشعب السعودي هو الشعب الوحيد الذي يمتلك من الثقافة والعلم والتمسك بالدين ويفهم مقاصد الصهيونية بكل طوائفها، لذلك فاختراقه بمعنى الاختراق أصبح من المستحيلات بالنسبة للصهيونية، ولكنها ورغم كل ذلك لن تكل ولن تمل للنيل من الاسلام والمقصود بكل ما يحدث اليوم ليس السعودية أو شعبها أو حتى ولاة أمرها أبداً والله المقصود هو (دين الاسلام).
ولن تنال الصهيونية من الاسلام إلا إذا نالت ممن يحفظ هذا الدين اليوم بكل قوة واصرار وهي السعودية سواء قيادتها أو شعبها وستبقى كلمة الله هي الحكم وهي النهاية لكل أمر وسينصر الله من ينصر دينه مها حدث من تقلبات خلط بالأمور وتشكيك فالحق واضح والباطل واضح، وخير شاهد على ذلك هو العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين وحدده بمدة زمنية كافية، وقد جاء هذا العفو ليجسد معاني كثيرة وعظيمة فهو عفو من ولي أمر المسلمين عن فئة جانبت الصواب يعيد اليهم الأمل ويرد لهم الصواب بعد أن تبينت لهم الأمور. وهذا العفو جاء وفق قواعد شرعية والمقصود من هذا العفو هو اعادتهم الى الحق وردهم الى ذويهم ومجتمعهم علهم يعملون صالحاً يكفرون به عما أحدثوا من ضرر بالمجتمع، ولا شك أن الرجوع الى الحق فضيلة.
* ما هو المطلوب في اعتقادكم من المواطن والمفكر والدبلوماسي في مرحلة حساسة كهذه؟
- أخي.. أقول لك المرجفون بالأرض كثيرون وأعوانهم أكثر وكلما اصابت الأمة مصيبة فرح الأعداء بها وحاولوا اشعالها وامدادها بكل ما يضمن استمرارها ولكن المجتمع السعودي ولله الحمد مجتمع واع ومتعلم ومثقف وقد منحه الله مزايا لم يمنحها لأي مجتمع آخر فحق له الحمد والشكر، وجميع فئات المجتمع السعودي ولله الحمد قد أدت الدور المطلوب منها خير أداء، وقد التف الجميع لحمة واحدة وأعلن الجميع أنهم مع الحق وعلى البيعة وأنهم ماضون فيما مضى به آباؤهم وأجدادهم على مناصرة دين الله وأولي الأمر.
ولكن يبقى بعض القصور الذي لا بد من ايضاحه فالمواطن - حسب نظرتي- ما زال يحتاج الى تحصين بيته وأبنائه من هذه الأفكار الشيطانية الصهيونية التي تهدف الى ابعاده عن حياة الرفاه والنماء والتفرغ للعمل الصالح بالدين والدنيا الى أمور مخالفة لذلك، والمفكر أيضا عليه أمور أخرى فيجب أن يخاطب الجيل الذي يكتب له وفق تفكير هذا الجيل وأن يغير من الأنماط والأساليب بالمخاطبة.
فليس ما يقال قبل عشرين عاما يعاد اليوم على جيل آخر (القرآن الكريم) فقط هو الذي لا يتغير لأنه أعد لكل الأجيال، أما الخطاب الفكري والثقافي فهو بلا شك متغير بتغير الزمان والحال، أين المثقفون من هذا الجيل؟! أين كتاب الرواية والقصة؟! لماذا لم يتطرقوا لهذه الأمور بأساليبهم الروائية التي يعيش معها القارئ؟
يجب على المثقف أن يطرق المواضيع التي تهم المجتمع لا التي يراها هو..!
يجب عليه أن ينزل الى تفكير من هو أدنى منه في هذا المجال لا أن ينتظر الجميع ليصعدوا إليه..!
المثقف هو الخط الأول في تحصين المجتمع والمفكر والكاتب والباحث فهو للمجتمع كالأب للأسرة، هو من يغرس التعاليم ويمهد الطرق ليسير عليها المجتمع..!
أما الدبلوماسي فموضوعه مختلف بعض الشيء لأنه يتعامل مع مجتمعات مختلفة عن مجتمعه، ونحن ولله الحمد لدينا منهم أهل خبرة وحنكة أثبتوا أنفسهم في هذا المجال واستعانوا بالله تعالى فنصر الله بهم دينهم وأوضحوا الكثير والكثير من الأمور بما يتمتعون به من الصفات الاسلامية وبما يحفظون بصدروهم من حب وولاء واخلاص لدينهم ووطنهم وولاة أمرهم والدبلوماسي شيء دائما هو واجهة بلاده ومجتمعه لدى الشعوب والأمم الأخرى.
* لفت نظري أثناء تصفحي لمؤلفك (استهداف أمة) أنك أهديت هذا العمل لطفلتين سعوديتين يتمهما الإرهاب.. هل تحدثني عن ذلك؟!
- الاهداء هو لكل طفل وطفلة جعلهم الارهاب أيتاماً.
ولكن (لين وليان).. رمزاً لكل أطفالنا فبالله عليك هل أمر محمد عليه السلام أصحابه أن يقتلوا مسلما ربه الله ونبيه محمد ودينه الإسلام؟!
وأين كانت جريمة القتل؟! لقد قاموا بتفجير مبنى سكني يمينه مسجد وشماله مدرسة وأمامه جمعية خيرية.!! أيعقل هذا؟!
أيهون الإسلام ودماء المسلمين لهذه الدرجة؟!
من سيعلم هؤلاء الأيتام أمور دينهم ودنياهم؟!
ومن سيوجههم الى طريق الاستقامة والحق بعد أن قتل الأب أو الأم؟!
هل يعقل أن تطلب الجنة بدم مسلم يتوضأ للصلاة؟!
أي فكر منحرف وأي قلوب غطاها الران وأي عقل يتقبل ذلك؟!
ولكن الله الهادي إلى سواء السبيل؟!
* وهل أعمالكم القادمة ستتناول الإرهاب أيضا؟!
- ينطلق المسلم في جهاد الى يوم القيامة، فالأب يجاهد بأولاده وتربيتهم وتعليمهم، والمعلم يجاهد بعلمه وحامل القلم يجاهد بقلمه.
والأعمال القادمة إن شاء الله ستكون وفق ما يحتاجه أبناء أمتنا بأي شكل من الأشكال.
وجهادنا نحن أهل الأقلام خاصة في بلادنا سهل ولله الحمد لأن المجتمع واع ولأن مشاكلنا محدودة، فنحن في بلد لا تجد به إلا المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية، وليست لدينا مظاهر السفور أو الاختلاط المشين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved