Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مع استمرار ظاهرة الإسراف والتبذير في الاحتفالات مع استمرار ظاهرة الإسراف والتبذير في الاحتفالات
إنشاء مشروع حفظ الأطعمة هل يحمي النعم من النفايات؟

* تربة - محمد البقمي:
تشهد قصور الأفراح والاستراحات هذه الأيام من شهور الصيف العدد الكبير من حفلات الزواج والمناسبات السعيدة بسبب تزامنها مع العطلة ويصحب هذه الحفلات التي يبالغ القائمون بها في إظهار البذخ فيها والتنافس فيما بينهم في كميات الاطعمة وأنواعها وأصنافها حتى لو كان مصيرها حاويات القمامة وهذا هو ما يحدث بالفعل نتيجة هذا الاسراف الذي يشاهد في مثل هذه المناسبات.
الجزيرة قامت بجولة ووقفت على عدد من المظاهر السيئة التي تصاحب هذه المناسبات التي ينسى فيها هؤلاء قيمة النعمة التي منحها الله لهم والتقت مع عدد من العارفين الذين يستنكرون مثل هذه التصرفات حيث تحدث عائض البقمي وعبدالله الدوسري وخالد عائش حيث قالوا إن ظاهرة الاسراف من الظواهر السيئة التي تستوجب سخط الرب سبحانه وتعالى وهي من الذنوب التي وقعت فيها الأمم وقد نهانا الله عنه وذمّه فقال تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} مبينين مدى استنكارهم لما يحدث من إسراف وتبذير في هذه الحفلات والمناسبات بشكل كبير موضحين بأننا في محافظة تربة كنا نعاني من الغلاء في المهور ولكن بفضل الله ثم بفضل التكاتف وتضافر الجهود تم تخفيض وتحديد المهور إلا أن اقامة الحفلات اصبحت أغلى من ذلك بكثير لذا نطالب أئمة المساجد وأهل الخير بالتدخل واقامة المحاضرات وفي خطب الجمعة بالتركيز على هذه الظاهرة.
كما تحدث الشيخ مروان أحمد العطاس مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة تربة قائلاً إن الإسراف عادة لقوم لا يرجون لله وقارا ولا يحترمون نعم الله عز وجل وقال سبحانه: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}. وإن من صور الاسراف في هذا الزمان ما نراه ونلاحظه في مناسباتنا من الإكثار في إعداد الولائم والذبائح فوق الحاجة والتي يكون مصيرها للنفايات ومرامي القمامة وذلك من المعاصي العظيمة التي تكون بسببها زوال النعم ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولعل من علاج هذه الظاهرة ما تقوم به الجمعيات الخيرية من تجهيز وتهيئة مواقع مناسبة لجمع الفائض من الأطعمة في المناسبات وتوزيعها على المحتاجين. ولأن هذه الطريقة فيها من الخير ما الله به عليم من ناحيتين: الأولى المحافظة على النعمة والثانية مساعدة من يحتاج إليها، فإنني أدعو القائمين على الجمعيات الخيرية تفعيل هذه الفكرة من جهة بالتواصل مع القائمين على هذه الفكرة، كما أدعو أصحاب المناسبات بعدم التبذير والإسراف في الولائم.
ويقول مدير جمعية البر الخيرية بمحافظة تربة والمشرف على المشروع الأستاذ محمد بن ماجد الغنام إن الجمعية قد قامت بالتنسيق مع جميع قصور الافراح التابعة للمحافظة والمطابخ للاستفادة من فائض الولائم وتوزيعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين بمحافظة تربة وذلك بعد تجهيز مبنى متكامل من ثلاجات لحفظ الأطعمة وسيارة توزيع وخط تلفون يستقبل جميع مكالمات من يوجد عنده فائض للولائم ويوجد به مجموعة من الشباب يقومون باستقبال فائض الولائم وترتيبها وتجهيزها على سيارة متخصصة ومن ثم توزيعها على الحالات المسجلة من فقراء ومحتاجين في المحافظة والمراكز التابعة لها وأشار ابن غنام إلى اهمية هذا المشروع الحيوي الذي يحفظ النعمة ويجعلها تصل الى مستحقيها من أبناء المحافظة علاوة على الأجر من المولى عز وجل لجميع من يقومون بدعم الجمعية وتقديم فائض الولائم لمشروعها الخيري. وفي نهاية حديثه اهاب ابن غنام بجميع افراد المجتمع على التعاون مع الجمعية ودعم المبنى المجهز لاستقبال فائض الولائم الذي يقع خلف مستوصف الرازي الخيري وسط المحافظة حتى يستطيع مواصلة رسالته النبيلة لخدمة أبناء محافظة تربة المحتاجين وحفظ النعمة من الهدر.
كما أشار إلى أنه تم افتتاح مشروع حفظ الاطعمة في صيف عام 1422هـ انطلاقاً من الحاجة الماسة لصيانة النعمة التي تتوفر في المناسبات والاستفادة منها في سد حاجات بعض المحتاجين في المحافظة وينشط هذا المشروع هذه الأيام حيث تقام الافراح والمناسبات. وأكد البقمي أن هناك قصور افراح في المحافظة تتعاون مع المشروع حيث تشهد هذه القصور ذبح أعداد كبيرة من المواشي يوميا،ً واضاف ان المشروع أقيم على قطعة ارض مستقلة ببناء متكامل وتتوفر فيه المستودعات والمطابخ وبرادة لحفظ الاطعمة تتسع لأكثر من 600 رأس من الأغنام ويقوم عليه عدد من العمال تحت اشراف مسؤول مباشر من الجمعية الخيرية وسائقين وثلاث سيارات مهيأة ومخصصة لنقل الاطعمة. ويقول البقمي هناك تعاون من بعض المواطنين ونجدد الدعوة وعبر الجزيرة لكل مواطن في تربة أن يتعاون مع المشروع سواء بإحضار الاطعمة او الاتصال على هاتف المشروع 8224600 ونحن كفيلون بتحميل الاطعمة وتوزيعها وهناك موظفون موجودون بصفة دائمة في المبنى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved