Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الأمن في حياة الأمة الأمن في حياة الأمة
منصور إبراهيم الدخيل / مكتب التربية العربي لدول الخليج

إن رسالة الأنبياء عليهم السلام - ولا سيما الذين كلفوا برسالة تجاه أمتهم- تركزت بالدرجة الأولى على توظيف قدرات الإنسان الحسية والمعنوية وتحويلها إلى جانب سلوكي وفق الفطرة البشرية، فنظرة إلى ضرورة امتثال الإنسان للأوامر والنواهي، والإقبال على طاعة الله والبعد عن معصيته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاتصاف بصفة الصدق والبعد عن الكذب وغرس المودة والمحبة بين الناس والبعد عن الشحناء والتباغض كذلك صلة الرحم والتواصل مع الأقارب وأيضا الجيران وما لهم من حقوق وواجبات كل هذه الأمور مكلف بها الإنسان الذي تعتبر البشرية أحد مكوناته فأبونا آدم وأمنا حواء، البشرية كلها من ذريتهما، في ظل هذا التوجيه الرباني التي امتثلت له الرسل، ورسخته في حياة الأمم، وتعددت صور تطبيقية في المجتمعات الإنسانية اقتداءً بمنهجهم والتي تفاوتت نوعية الدعوة عندهم من الخاصة إلى العامة؛ فدعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي اكتمل فيها الدين موجهة إلى الأمة عامة، كما قال سبحانه وتعالى:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } كذلك قوله:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء.
أخي القارئ الكريم : إن معطيات الهدي النبوي تواصلت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، وكذلك في القرون المفضلة وبعد ذلك تفاوت التفاعل معها حسب الأجواء التي مرت بها الأمة المسلمة، ولكن منهج الوسطية مستمر، وأتباع سنته موجودون؛ فلهذا تم توظيف كل معطيات الحياة لخدمة الإنسان، فالأمن هو أساسي في حياة الأمة بل كل المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات وجماد متوقفة عليه وبدونه لا يمكن أن تصلح الحياة حيث سوف تعم الفوضى، وتتوقف التنمية وتتخلف الأمة . هذا ما يريده الذين انسلخوا عن معرفة قيمة الأمن في حياة الأمم بل في حياتهم التي هم مؤتمنون عليها في كل شيء كما قال الله سبحانه وتعالى: { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (195) سورة البقرة فمن هنا.. أين هم من المثل والقيم والفطرة الإسلامية التي تجسد فيها قول الله: { وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا }وغيرها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي كفلت للأمة الأمن والطمأنينة ودوراً في حياة الأمة فمن هذا المنطلق لابد من الذين غرِّر بهم إلى محاسبة أنفسهم والرجوع إلى الحق كما قال الرسول- صلى الله عليه وسلم - (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) حتى لو وصل الأمر إلى إقامة الحد عليكم الذي يعتبر تطهيراً لكم، وسيرة النبي مليئة بالكثير من المؤمنين الذين يتسابقون باعترافاتهم بارتكابهم الكثير من الذنوب ويطلبون تطهيرهم منها والأمثلة على ذلك كثيرة منها الغامدية التي زنت واعترفت أمام الرسول وطلبت منه- صلى الله عليه وسلم - أن يطهرها وقد أقام عليها الحد وكذلك ماعز الذي زنى وطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يطهره وفعلا أقام عليه الحد واثناء إقامة الحد عليه لعنه الحاضرون وقد رد عليهم الرسول- صلى الله عليه وسلم - فيما معناه (لو قسمت توبته على سبعين من أهل المدينة لكفتهم) والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved