Saturday 10th July,200411608العددالسبت 22 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

ما مقدار الوقاية من الشمس التي تحتاجها ؟ ما مقدار الوقاية من الشمس التي تحتاجها ؟

اعتبر التعرض للشمس في النصف الأول من القرن الماضي صحياً وغير مؤذٍ ثم تبدلت النظرة تدريجياً خلال الخمسين عاماً الماضية، وأصبح التعرض للشمس يؤثر سلباً على الصحة خاصة من ناحية الإصابة بسرطن الجلد.
وأخذت المؤسسات الصحية تنبه إلى ضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس كذلك طرحت شركات التجميل العديد من واقيات الشمس التي تستخدم في النهار للحد من تراكم كمية التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية التراكمية طوال العام.
تشير الشركات المصنعة بأن وضع هذه المستحضرات مفيد وأن كمية قليلة ومحددة منه تفي بالغرض. وبالحقيقة أظهرت الدراسات أن استخدام الكريمات ذات عامل الوقاية الأعلى في البلدان المشمسة قد تقي من الإصابة بسرطانة الجلد شائكة الخلايا أو من شيخوخة الجلد المبكرة الناجمة عن التعرض المفرط للشمس.
وللأشعة فوق البنفسجية تأثيرات عديدة على الجلد منها المفيد ومنها غير المفيد.
والهدف من واقيات الشمس التقليل من التأثيرات الضارة لهذه الأشعة مثل الحرق الشمسي وشيخوخة الجلد والسرطانات الجلدية.
وفي إجراء إحصائي لاعتقاد الناس حول الوقاية من الشمس كانت المحصلة أن 90% يعتقد بفائدة واقيات الشمس و 78% يعتقد بفائدة تجنب التعرض لأشعة الشمس في منتصف النهار أما بقية العوامل مثل وضع القبعات الحامية من الشمس والثياب المغطية لأغلب الجسم والبقاء في الظل فقد كانت أقل أهمية وبذلك فإن استخدام واقيات الشمس أصبح مفهوماً راسخاً على أرض الواقع.
* من يستخدم واقيات الشمس ؟
- أظهرت احصائية لمنظمة تثقيف صحية في المملكة المتحدة أن 57% من الناس يستخدمون واقيات شمسية وبإعادة النظر إلى دراسات نشرت في عدة بلدان وجد أن النساء هم الأكثر استخداماً لهذه الكريمات من الرجال والأطفال أكثر من البالغين و البالغين أكثر من الكهول كذلك عند ذوي الدخل العالي أكثر.
كما وجد أن الناس يميلون أكثر إلى شراء واستخدام واقيات الشمس إذا كان لديهم أطفال صغار خاصة إذا كانوا من ذوي البشرة البيضاء أكثر من السمراء أما الذين يريدون التشمس لاكتساب لون برونزي Tan يميلون أكثر إلى شراء واستخدام واقيات الشمس خصوصاً في فترات الإجازات في المناطق ذات المناخ المشمس.
* كيف يستخدم الناس واقيات الشمس ؟
- أظهرت دراسة عن العلاقة بين استخدام واقيات الشمس وسرطانات الجلد على أشخاص يستخدمون الواقيات إما: دائماً أو غالباً أو أبداً أو نادراً وبهذا التصنيف قد نصل إلى نتائج أقرب للواقع ذلك أن المستخدمين لهذه الواقيات قد لا يطبقونها على كل المناطق المعرضة للضياء.
تضمنت الدراسة 100 شخص بريطاني بين أعمار 19 - 61 منهم 51 ذكر وقد أعطو أسئلة حول استخدام هذه الكريمات على الوجه والكتف والظهر والساعدين والساقين خاصة إذا كانت هذه المناطق غير مغطاة بالثياب والواضح أن أقل من نصف هؤلاء يستخدمون واقيات دائماً على كل المناطق غير المغطاة بالملابس.
أهمية استخدام واقيات الشمس
- بمراجعة فعالية وأمان واقيات الشمس استنتج أن المستحضرات المستخدمة سواء كانت ذات مكونات عضوية أو غير عضوية لها عدة جوانب سمية إيجابية ولا تشكل قلقاً على صحة الإنسان.
كما أثير الاهتمام حول مدى امتصاص واقيات الشمس بعد تطبيقها موضعياً ومدى سميتها الخلوية حيث أنها قد تؤثر على تشكيل فيتامين (د) وفعالية الاستروجين لكن ذلك يبقى بشكل محدود جداً في دراسة أخرى وجد أن خطورة سرطان الجلد (الميلانوما) أكثر عند مستخدمي واقيات الشمس ولكن هناك صعوبة بالأخذ بهذه النتائج ذلك أن الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة محددة وراثياً أكثر للميلانوما والإصابة بالحرق الشمسي هم الأكثر استخداماً لواقيات الشمس.
عامل الوقاية من الشمس
يرمز لعامل الوقاية من الشمس ب SPF يعني هذا الرقم أطول فترة يحتاج لها جزء الجلد المغطى بالكريم حتى يصاب بالحرق الشمسي مقارنة مع جزء آخر غير مغطى بالكريم وأفضل تعريف ل SPF هو أقل كمية من الأشعة فوق البنفسجية التي تحدث أقل احمرار في الجلد أو حرق في جلد موضوع عليه كريم واقي من الشمس مقارنة بكمية الأشعة فوق البنفسجية لهذا الاحمرار في جلد لم يوضع عليه هذا الكريم.
في بداية التسعينات كانت أكثر كريمات الوقاية من الشمس الموجودة في الأسواق ذات SPF أقل من عشرة لكن الآن أكثرها ذات SPF 15 - 30 وليس من المستغرب أن نجد الآن SPF 50 فما فوق لغاية 100.
إن عامل الوقاية SPF 2 يمنع 50% من الأشعة فوق البنفسجية أما SPF 10 يمنع 93% و SPF 45 يمنع 98% من هذه الأشعة ويميل الناس في العادة إلى تطبيق الواقي بسماكة تعادل نصف السماكة المطلوبة للحماية وبذلك تقل فائدة ونسبة الحماية.
وبالنسبة للشخص العادي فإن كمية 170 غم من الواقي قد تكفي فقط لـ 5 أيام في حال تطبيقها حسب التعليمات وعلى كل الجسم ، ومن المفيد معرفة أن الواقي الشمسي يجب تطبيقه يومياً كما أن التعرق والسباحة يحتمان إعادة التطبيق.
وفي دراسة محكمة فإن استخدام واقي SPF 29 لمدة سنتين أدى إلى استقرار التغيرات الهستولوجية للجلد بينما ازدادت هذه التغيرات الناتجة عن التعرض للشمس في الفئة المقارنة كما أظهرت دراسة أخرى أن الإصابة ب Actinic Keratosis ( التقران الضيائي ) وهو مرض جلدي تنخفض بمعدل 40% لدى الأشخاص الذين يستخدمون الواقي الشمسي مقارنة بالمجموعة التي لا تستخدمه وذلك خلال مدة 4.5 سنة.
تستخدم واقيات الشمس مبدئياً للوقاية من الحرق الشمسي فكم نحتاج من الوقاية لهذا الغرض ؟
والجواب يعتمد على:
- الموضع.
- مدة التعرض.
- فعالية الكريم خلال فترة التعرض.
-الاستعداد الشخصي للحرق الشمسي.
تقاس كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يتعرض الجسم يومياً من محيطه بواسطة وحدة خاصة تسمى وحدة الاحمرار الجلدي وعادة الجلد الأبيض من النوع الثاني والثالث يحتاج إلى 1.5 - 3 وحدات حتى يحدث الاحمرار.
وفي حال إجراء حمام شمسي فإنه يتعرض لأقل من 50% من الكمية القصوى كذلك في حال ممارسات النشاط في الشمس مثل لعب التنس أو التنزه في الحدائق فإن التعرض يكون بين 20 - 60% من الكمية القصوى. المسموح بها هذا عدا أن التعرض هنا لأجزاء محددة من الجسم مثل الصدر أو الكتفين والساعدين والساقين وليس لكل الجسم.
إن الذي يقضي إجازة في فلوريدا مثلاً فإنه يتعرض لـ 30 وحدة احمرار جلدي. وبما أن التعرض لـ 2 - 3 وحدات هي الكمية اللازمة للحصول على أقل احمرار في الجلد الأبيض لذا فإن الكريمات ذات SPF 15 تكفي للوقاية من الحرق الشمسي في الإجازات .
ومع أن SPF 15 كافياً فقد يتعرض بعض المستخدمين لحدوث حرق إن السبب الرئيسي لذلك هو أن الوقاية تكون أقل من ثلث ال SPF ويعود ذلك لعدة عوامل:
1 - الناس يطبقون كمية أقل من التي تستخدم لمعايرة وتحديد عامل الوقاية SPF.
2 - توزع واقيات الشمس يكون بشكل غير متساوي على الجلد.
3 - تحتوي بعض الواقيات الفيزيائية على مواد قد تحدث ألوان غير مرغوب فيها مثل أكسيد الزنك الذي يعطي لوناً أبيض، وبالتالي يضع الناس كمية أقل من اللازم.
4 - تزول الواقيات بسهولة بالماء والتراب وحتى عند التنشيف.
5 - قد لا يعاد وضع هذه الكريمات بشكل مناسب.
الاستخدام اليومي: يطلب مستخدمي واقيات الشمس كريمات تحميهم من التجاعيد والسرطانات على حد سواء مما دفع الشركات إلى تصنيع مستحضرات مرطبة وواقية من الشمس بنفس الوقت للاستخدام اليومي، في دراسة مقارنة وجد أن الذين لا يستخدمون واقيات الشمس يمكن أن يتعرض خلال فترة عمر 18 - 70 كمية من الأشعة فوق البنفسجية تعادل كل الكمية التراكمية التي يتعرض لها اشخاص يستخدمون واقيات الشمس طوال حياتهم.
مما يؤدي إلى نتيجة أن تقليل كمية التعرض للأشعة فوق البنفسجية التراكمية يقلل من شيخوخة الجلد ، وبالتالي وضع واقيات الشمس ذو SPF 15 أو أكثر في فترات إجازات الصيف والنشاطات في الشمس ذو فائدة والفرق بين عامل الوقاية 15 - 30 قليل بالنسبة للتعرض المزمن ولكنه ذو أهمية في الحماية من الحرق الشمسي.
استراتيجية الوقاية من الشمس: هذه الأمور ذات أهمية للذين يعيشون في البلدان المشمسة طوال العام:
- وضع كريم وقاية ذو SPF 15 أو أكثر خلال فترة الربيع كافٍ.
- وضع كريم وقاية ذو SPF 30 خلال الإجازات والنشاطات في جو مشمس.
هذه الاستراتيجية تقي من الحروق الشمسية وتقلل من خطورة السرطانات الجلدية على الأقل 5 مرات، كذلك تسمح بالتعرض للشمس الكافي والمناسب لتصنيع فيتامين D خلال شهور الشتاء.

د.ترف الفتيح /عيادات ديرما - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved