Sunday 11th July,200411609العددالأحد 23 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

ماذا يلقى الأكابر من الأصاغر ماذا يلقى الأكابر من الأصاغر
كتب العلماء والسرقات المباحة بين الشيخ محمد صالح المنجد وعبدالله بن محمد الشقير وحمود بن إبراهيم السليم

*محمد عبيد (*):
كنت قد قرأت في (إحدى الصحف) مقالاً اتُّهم فيه أستاذ بالاقتباس والنقل في بعض النقول دون أن يشير إليها في الهامش، وإن كان هذا الاتهام لا يمثل لي الصحة الكاملة التي تجعلني أطمئن إلى صحة ما نُشر في الجريدة الموقرة، فقلت في نفسي إن هذا الأمر لو صح، لضاعت مفاهيم القيم التي تبيت الشعوب المتحضرة تنادي بها في كل زمان ومكان.. وما هي أيام من قراءة المقال حتى وقع بين يديّ، عن طريق المصادفة، أربعة كتب على النحو التالي:
1- ظاهرة ضعف الإيمان.. الأسباب - المظاهر- العلاج لفضيلة الشيخ العلامة محمد صالح المنجد صادر عن دار الوطن - الطبعة الخامسة.
2- ظاهرة ضعف الإيمان لمؤلفه عبدالله بن محمد بن عبدالله الشقير وليس عليه أي بيانات.
3- المسترجلة.. المرأة المتشبهة بالرجال إعداد حمود بن إبراهيم السليم صادر عن دار الوطن.
4- المسترجلة.. المتشبهة بالرجال لمؤلفه عبدالله بن محمد بن عبدالله الشقير وليس عليه أي بيانات.
وهذه الكتب الأربعة -وهي في الحقيقة كتابان فقط- والمؤلفون الثلاثة -وهم في حقيقة الأمر اثنان لا ثالث لهما- قد أثارت حفيظتي، وأرقتني، وذكرتني بكلمة المرحوم الدكتور الطناحي التي قالها في حق الذين يحققون ولا يعتنون بخدمة التراث (ماذا يلقى الأكابر من الأصاغر).. فقلت في نفسي: لو كنت حياً يا طناحي الآن لعجزت أن تأتي بمفردات تفي بشأن هذه الكتب ومؤلفيها.. وحتى لا يصاب القارئ بغمٍّ وضيق فإنني أقول إن سرقة صفحة أو صفحتين أو ثلاث لهي شيء هيِّن يسير، وإن كانت جريمة أدبية في حق المؤلفين الذين يزيفون بأسمائهم أغلقة الكتب، فرحين بما آتاهم الله من نصيب وحظ وفير وفي التلصص ونهب الملكيات الفكرية للعظماء.
أقول إن هذه سرقة طفيفة.. أما أن يصل الأمر إلى سرقة كتاب من أوله إلى آخره، من عنوانه إلى خاتمته، فهذا يعد طامة كبرى وجريمة بشعة في حق القائمين علىالإعلام والمراقبات الفنية للكتب.
فواضح من الكتابين رقم 1 ورقم 2 أنهما كتاب واحد، ولكن لمؤلفين مختلفين.. والأمر كذلك فإن كتابَي ظاهرة ضعف الإيمان هما في الأصل كتاب واحد، وأنا لن أقول من سرق ممن، ولكن أقول: هذه جرأة ينبغي للقائمين على الأمر أن يستصدروا قوانين ويضعوا ضوابط تقوم بحماية الكتب ومؤلفيها.
فالشيخ المنجد كلنا يعرفه كتابةً وحديثاً وأداءً وعلماً وفقهاً، قد أخرج كتابه هذا منذ فترة كبيرة تزيد على 8 سنوات، وطبع الكتاب عدة طبعات والطبعة التي في حوزتي هي الطبعة الخامسة بخلاف الطبعات الخيرية التي لا تحمل رقماً جديداً للطبعة.
أما الأمر الذي أدهشني وجعل برجاً من نافوخي يطير -على حد كلام أهل مصر- ما كتبه عبدالله بن محمد الشقير ص3 قائلاً عن الكتاب (ظاهرة ضعف الإيمان): (وقمت بكتابته راجياً من الله القبول والإخلاص في القول والعمل والفائدة لي ولجميع المسلمين، ولقد تم التعليق على البحث ومراجعته من قبل صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن سعيد اللحيدان -حفظه الله- وغفر له ولوالديه وللمسلمين أجمعين -آمين-.
أرجو على من اطلع على هذا الكتيب الدعاء بظهر الغيب لمن كتبه وعلق عليه) ص3.
وهذه المقدمة اليسيرة قد كشفت لي من الجاني ومن المجني عليه للآتي:
أولاً: قوله: (ولقد تم التعليق على البحث ومراجعته من قبل صاحب الفضيلة الشيخ/ صالح بن سعد اللحيدان)، فلم أجد تعليقاً ولا مراجعة، ولا فحصاً ولا نصحاً، بل ولا حتى تقريظاً أو تقديماً لهذا الشيخ الذي ذكر اسمه، بل ليس في الكتاب من أوله إلى آخره أيّة إشارة إلى صاحب الفضيلة الذي أقحم اسمه دون سبب يبدو لي.
ثانياً: عدم وجود أية بيانات للنشر كاسم دار النشر، والبلد، ورقم الطبعة، والسنة....إلخ، بل ليس في الكتاب رقم إيداع من الأصل.
ثالثاً: في نهاية الكتاب في صفحة رقم 40 ختم (أكليشه) باسم المؤلف عبدالله الشقير تحته تاريخ في 9-3-1423هـ مما زاد اليقين عندي يقيناً وتأكيداً.
رابعاً: يقول المؤلف محمد الشقير في ص3 من نفس الكتاب (أرجو على من اطلع على هذا الكتيب الدعاء بظهر الغيب لمن كتبه وعلق عليه).
فناهيك عن الأسلوب وعن تعدية الفعل بحرف الجر إلى، وهذا أمر لم أعتده أنا في الكتب التي اطلعت عليها وأخذنا منها العلم منذ نعومة أظفارنا، فأنا أسأل نفسي: لمن أدعو؟ للشيخ محمد صالح المنجد!! أم عبدالله بن محمد الشقير!! أم للرجل الذي علق ولم نجد له تعليقاً!!
وبماذا أدعو؟ وكيف أدعو؟وووووووووو........ إلخ.
لقد ذكرتني الطعن وكنت ناسياً، وهذا من أمثلة العرب القديمة التي تقال للشيء يتذكره الإنسان وكان قد نساه منذ زمن، وأنا منذ فترة كبيرة لم أقرأ عن الأخذ غير المشروع في الكتب العلمية، بل وغير العلمية فذكرتني الجريدة هذا وما كنت أحب أن أتذكره.
ثم أعود إلى بئري التي تحتوي على كتابين آخرين لمؤلفين مختلفين والمادة الموجودة فيهما واحدة بالحرف والشكل والنقط، واسم الكتاب الأول منهما (المسترجلة.. المرأة المتشبهة بالرجال) إعداد حمود بن إبراهيم السليم، وهو على شكل مطوية صادرة عن دار الوطن بالرياض وهي من المطويات المتقدمة التي قامت المؤسسة بإخراجها منذ زمن يبعد بكثير عن تاريخ إصدار نفس الكتاب ولكن لمؤلف آخر وهو عبدالله بن محمد بن عبدالله الشقير الذي أكد لي عندما رأيت عنواناً آخر له خلاف العنوان الذي كان يخص الشيخ المنجد أن الشياه صرخت من عويل الذئاب وضاع الحامون حول المراعي.
وقبل أن أقول من الذي أخذ ممن، ولن أقول ذلك؛ لأن الشمس لا تحتاج إلى دليل، وكما يقول الدكتور أحمد جمال الدين عبدالمجيد: ونفي العيب حيث يستحق العيب عيب، والتدليل على الموجود سفه وعبث. ولكن الشيء الذي أضحكني وأبكاني، ذلك التقريظ الذي كتبه فضيلة الدكتور صالح اللحيدان، وهو نفس الرجل الذي أقحم اسمه بالقوة في الكتاب الأول عن فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الشقير، وسوف أنقل منه أجزاء تدل على الحالة التي وصلت إليها الأمة من الثقافة والوعي.. فانظر إليه يقول في تقريظه: فقد نظرت مسودة كتاب فضيلة الشيخ الابن عبدالله بن محمد عبدالله الشقير (المسترجلة من النساء) ومكث لديّ يومين أوثلاثة أنظره وأعيد النظر خلال هذه الأيام التي رغب إليّ أن أنظر خلالها هذه النسخة، وسررت أتصفح ما دفعه إليّ وأعجبت من حسن اختياره وتماسك طرقه وقدرته العلمية علىحسن إيصاله المراد مع كونه شاباً لم يسبق له التأليف) ص3.
ثم يقول إنه أوصاه ببعض المراجع وبيَّن له درجة بعض الأحاديث من حيث الصحة والضعف... ثم يوصي كافة المسلمين باقتنائه والنظر فيه نظر تدبر وتأمل... إلى آخر ما قال.
وأنا أقول تعليقاً على هذا:
أولاً: أظن أن فضيلة الأستاذ الدكتور لم يقرأ المسودة ولا المبيضة، ولم يمكث الكتاب عنده لا يوماً ولا يومين، وإن كان تشككه هو عندما قال (ومكث لدي يومين أو ثلاثة) يجعل كلامه متروكاً كما يقول أهل الحديث، والرجل من المحدثين فهو قد حكم على الأحاديث التي وردت في الرسالة وبينها للمؤلف من حيث الصحة والضعف، ثم هو يقول: وبعض المراجع التي ذكرت في هذه الرسالة قد بيَّنها له وأشار عليه بها.
وأنا أقول: أين المراجع؟ وأين حسن الاختيار؟ وأين القدرة العلمية يا شيخنا؟ ولكن، والحق يقال، لقد وردت كلمة واحدة في كلام المقرظ تعد، من وجهة نظري، آية في الصدق.. هي عن الشيخ عبدالله بن محمد عبدالله الشقير أنه (لم يسبق له التأليف) صـ 3، وأنا أتضامن معه في هذا وأصادق عليه وأبصم بالعشرة.

(*) دكتوراه في دار العلوم
جامعة القاهرة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved