Sunday 11th July,200411609العددالأحد 23 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ما هذا التجاهل لرفيقات الدرب؟! ما هذا التجاهل لرفيقات الدرب؟!
محمد سعود الزويد /الرياض

خضعت وتخضع جميع التجارب الحياتية اليومية (اجتماعياً) لرقابة كبار السن من الآباء والأجداد ولطالما تعرضت تلك النتائج في الممارسات إلى مد وجزر بين ما يستقيم عليه الحال وما لا يستقيم بين الأجداد والجدات والبنات والأولاد وحتى الأطفال وهذا يفسر بشكل أو بآخر أن الشارع في وتيرة ورتم الحياة أخذ بصبغة التغيير والتغير بفعل المستحدثات على سطح المجتمع وعلى بناء الأسرة يومياً فتارة يطال التغيير الشكل وتارة المضمون وتارة يكون مؤقتاً وتارة يأخذ وقتاً طويلاً وإن اختلفت الآثار المترتبة على ذلك.
لكن الأمر المهم والأهم هو أنه لا تصادم بين مسلمات المجتمع وبين ما يدعو إليه الدين وهذا أمر مفروغ منه بل إن التعارض وإن وجد فهو نتيجة اختلاف في الآراء أو المفاهيم لا أكثر ومن هنا فإن النظرة في تحليل المستجدات في الحياة يجب ألا تسيطر عليها النظرة القاتمة الحادة بالقدر الذي لابد وأن يأخذ طابع التوافق والتوازي بقدر الإمكان حقه في معادلة رأي وخبرة كبار السن في تلقين وتأطير مسائل اجتماعية عند التوجيه للشباب والشابات، وألا يسمح بالاختلاف إلى حد التجاوز وتغيير المسار المتفق عليه في مسائل الأخذ والعطاء في الجانب الاجتماعي الإنساني.
ومن هذه الأمور التي بل والقضايا التي يحصل الاختلاف فيها هي مسألة الزواج من غير السعودية أو الزواج من خارج القبيلة أو الزواج في نفس الإطار العائلي الصغير فما بين حرص الآباء وكبار السن على تواصل التواد والتراحم بين الأسر وبين أحفادهم من الجنسين - بالرغم من الضحايا الكثر من الأسر بسبب زواج القرابة الذي ينطوي على المجاملة - وتوثيق عرى التلاحم بين أبناء الدم الواحد وبين تطلع الشباب والشابات إلى القفز فوق سطح هذه النظرة والتوجه ظهرت مسائل أكبر تعقيداً فكبار السن هم من يتزوجون من الخارج بل وفتيات صغارا في السن ولكم أن تتخيلوا حجم الأجندة التي سوف يترتب عليها الزواج من غير سعودية ومن كبار السن فضلاً عن أن البعض من الكبار - أثابهم الله - يفاجئون أسرهم بأنهم متزوجون من نساء من الخارج سواء من البلاد العربية أو الدول الآسيوية بعد أن يأتي بطابور من الأولاد وبعد أن يكونوا قد تلقوا ما قد يختلف ولو بشيء ليس بالقليل عما عليه إخوانهم لابيهم من حيث العادات والأعراف، فلماذا كل هذه الدورة الزواجية الأسرية المتعبة هل بدأ رسن المعقولية يرتخي من بين يدي كبار السن.. إذن من الذي يحاسب الشباب على التأخر في الزواج أو الشابات على العزوف أليس هذا خليطاً من الإشكالات يجر بعضها بعضاً، إن الاحترام والتوقير لا يقلل من شأنه التحاور حول إمكان التقليل من كثرة الزواج والاندفاع إليه من الخارج من قبل كبار السن ثم ما هذا التجاهل لرفيقات الدرب من النساء اللاتي بدأن مع هؤلاء الرجال عندما كانوا شباباً يخطون خطواتهم الأولى ما هذا النكران والتجافي؟
ثم إنه لن يكون مقبولاً أن تكون حجة من يتزوج في سن متأخرة من الخارج أن يكون السبب في ذلك هو قلة التكاليف المادية!! لأنها قد تقبل من غيره من الشباب ولكن ليس من هو في سن متقدمة. وأخيرا قد تكون النساء في شرق الأرض وغربها شكلاً ولكن هناك بعض العادات التي قد تستساغ في مكان ولا تستساغ في آخر حتى ولو صبت هذه التربية في قالب إسلامي كما أن الناس (صراحة) وخصوصاً النساء لا يتقبلون بعضهم البعض في بعض النواحي والتصرفات في أقربائها وعشيرتها - اجتماعياً على الأقل- فكيف بمن نشأت من الزوجات الأجنبيات في بيئة مختلفة نوعاً ما. ناهيك عن أن البعد بين الإخوان وكونهما في دولتين أو مكانين مختلفين قد يسبب هذا البعد الجفاء وارتخاء العلاقة وضعف المودة. فليحرص الآباء وكبار السن على عدم التوسع في الزواج الخارجي حتى تكون وثائق الصلات أقوى والمودة والإخاء هي الصفة التي ينشأ عليها الأبناء في بيت واحد ومجتمع واحد وتحت سقف أسرة واحدة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved