Sunday 11th July,200411609العددالأحد 23 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

عندما تعذب لغة اليدين عندما تعذب لغة اليدين
حصة الدوسري/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

تمتد الأكف لتفصح عن أعذب أحاديث المودة.. وتتلامس الأنامل.. وتتعانق بشوق شديد وحب عميق.. ويتم اتصال جميل لذيذ بين القلوب.. وتنشرح على أثر ذلك الصدور.. وتنفرج الثغور.. وتبتسم الأعين.. وتترنم الأرواح بأعذب ترانيم الحب.. وتنسج الأفئدة أروع حكايات الوئام.
كل هذا يحدث عندما تمد يدك إلى أخيك المسلم مصافحاً.. حركات بسيطة ومرنة.. تتم في غضون ثوان.. لا تكلف الكثير من الجهد والوقت.. ولكنها تلهب المشاعر وتثير العواطف الأخوية.. وتوثق العلاقات وتقوي الروابط.. ولا عجب في ذلك لأن من حثنا على هذه الصفة السامية هو أكرم رجل في العالمين الذي امتدحه الله تعالى بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ولم يحثنا عليها وكفى بل إنه عليه الصلاة والسلام قد شجعنا على فعلها عندما ذكر لنا المكافآت والجوائز التي ستكون من نصيب المتصافحين عندما قال عليه الصلاة والسلام (إن المؤمن إذا لقي أخاه المسلم فسلَّم عليه وأخذ بيده وصافحه تناثرت خطاياه كما تتناثر وروق الشجر)، عندما تتأملون هذا الحديث فستدركون عظم الوصية وروعة البشارة.. فإذا كان هذا ثوابها فيا ترى ما هو مردودها الإيجابي على النفوس؟؟ فلقد عدها علماء النفس من أهم وسائل التواصل الجسماني، حيث أثبتت الدراسات أن المصافحة القوية الرائعة تضفي جواباً إيجابياً يمنحك فرصة لإثبات وجودك دون استخدام الكلمات.
ويقول الحسن البصري رحمه الله (المصافحة تزيد في المودة وكلما غمزت به صاحبك أشد تحاتت الذنوب).. أجل هكذا تفعل المصافحة، أضف إلى ذلك أثرها الذي ستتركه في النفوس وشذاها الذي تنشره في القلوب فبادر أخي بالمصافحة من الغد، وأنت أختي صافحوا كل من ترون ولا تحتقروا من شأن أحد وتذكروا أن الأجر والمثوبة ستنالونها بغض النظر عن جنس من تصافحون.. ولا تنسوا مصافحة الصغار لأنها تفعل فعلها في قوة التأثير عليهم وتجعلهم أكثر ثقة بأنفسهم كما أثبتت الدراسات.. وبلا شك فإن ثقة الطفل بنفسه يكون لها مردود إيجابي على الطفل..
نعم، أحبتي إنها المصافحة التي تترك بصماتها على نفوس الكبار وتملك قلوب الصغار.. صدقوني حين تمارسون المصافحة بوجه بشوش وابتسامة مضيئة.. فستجنون ثمار المصافحة بعد عدة أيام.. وستتحسن كثيراً صلتكم بمن حولكم.. ويكفيكم من هذا كله بشرى الرسول صلى الله عليه وسلم التي زفَّها إلينا قبل أربعة عشر قرناً من الزمان حين قال (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرَّقا).. ويكفيكم شرفاً وفخراً أن يعلق عليكم وسام المغفرة حتى تفترق أيديكما.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved