Sunday 11th July,200411609العددالأحد 23 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

تريثوا في توزيع الاتهامات تريثوا في توزيع الاتهامات
هذه النشاطات لا تفرخ مثل هؤلاء !

اطلعت على ما كتب في الصحافة وفي صحيفتنا الغراء (الجزيرة) عن مناهجنا الدراسية وعن المراكز الصيفية وعن التسجيلات الإسلامية وعن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وما ألقاه البعض من تهم عليها وأنها هي التي أفرزت لنا ثقافة العنف.
أقول وبالله التوفيق ولا يساورني أي شك ان مناهجنا وتلك المؤسسات راياتها بيضاء ناصعة لا تقدم لنا ثقافة العنف البتة.
فنقف أولاً على المناهج ممكن أن نقول بان المناهج تحتاج إلى إعادة نظر ولكن لا نقول بأنها هي سبب في وجود هؤلاء الذين اتصفوا بالعنف وحادوا عن جادة الصواب، فمناهجنا هي التي خرجت لنا العلماء الأجلاء ومعالي الوزراء والمسؤولين والمثقفين والأطباء والمهندسين والمبدعين، مناهجنا هي التي بنت لنا دولتنا وحضارتنا، مناهجنا هي التي تبني ولا تهدم، مناهجنا مستمدة من الشريعة الإسلامية، من القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، التي تحكم بها هذه البلاد المباركة.
مناهجنا هي التي ربت مجتمعنا على الفضيلة وعلى الأخلاق العالية، مناهجنا هي التي تحرم الاعتداء وقتل النفس الآمنة {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}.
مناهجنا هي التي تعلمنا الرحمة والمحبة والتسامح والتآخي والتصافي، مناهجنا علمتنا كل ما نحتاجه في الحياة الدنيا وما نعمله للآخرة.
إذن مناهجنا صافية لا غبار عليها ولا يشوبها أي شائبة.
وما طرأ على بلادنا من أعمال غريبة دخيلة استنكرها الجميع، فتلك الأعمال ليست من ديننا في شيء.
فهل هي من ديننا..؟ هل هي ثقافتنا..؟ هل هي علمنا..؟ هل هي أخلاقنا.. أبداً لا..!
أما المراكز الصيفية، فهي أوجدت لشغل أوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع وليس بما يضرهم ولا ينفعهم، المراكز الصيفية يمارس فيها هوايات ويقدم فيها إبداعات طلابية ويقوم عليها رجالات التربية والتعليم.
كثيرون التحقوا بالمراكز الصيفية واتخذوا المنهج الوسط لا إفراط ولا تفريط ولا جنوح ولا انحراف، وهي لها دور كبير في حفظ أوقات الشباب وعدم الانخراط في تيارات مشبوهة سواء مخدرات أو غيرها. وهذه المراكز مما لا شك فيه انها مدعومة من الدولة أيدها الله ويشرف عليها مسؤولون ولها إيجابيات كثيرة.
أما التسجيلات الإسلامية فماذا تقدم لنا..؟
تقدم لنا خطب الحرمين الشريفين وفتاوى العلماء الأجلاء فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وغيرهما من العلماء الأجلاء.
تقدم لنا تلاوات عذبة للقرآن الكريم سواء لأئمة الحرمين أو غيرهم من القراء.
ثم ان الأشرطة التي تقدمها مفسوحة من قبل الجهات المختصة كوزارة الثقافة والإعلام والتسجيلات الإسلامية مؤسسات مرخصة ونظامية.
وعن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم فالجدير ان لا نغفل جهودها ولا نقابل إحسانها بالإساءة.
جمعيات تحفيظ القرآن الكريم خرجت لنا آلاف الحفظة للقرآن الكريم، وأمراء المناطق بالمملكة يبتهجون بهؤلاء المتخرجين ويرعون الاحتفالات التي تقيمها الجمعيات لتخريج الحفظة.
أيها الأحبة يجب ان نتريث وان لا نلقي بالتهم جزافاً والآن يبدو انه اتضح كثير من الأمور، مجتمعنا ولله الحمد يغلب فيه الخير ومجتمع آمن ويظهر فيه تلاحم الجميع.
إن الواجب ان لا نستعجل بالحكم على الأمور وينبغي أن نبحث عن مكمن الخلل ونضع الإصبع على موضع الداء المجتمع قد يحصل فيه بعض النشاز وكما يقال أصابعك ليست سواء، وكما قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع هداية عمه (أبي طالب) ونوح عليه السلام لم يكن بمقدوره أن يهدي ابنه ..!
فلا ريب بان هناك من يخرج عن جادة الصواب ويجب ان لا نأتي باسباب من عندنا أو من عواطفنا لمسلك أولئك طريق العنف، وانجرافهم في طريق الهلاك، بل تؤخذ الأسباب منهم هم ومن خلال نتائج التحقيقات، فهناك من سلم نفسه ومن قبض عليه.
اسأل الله ان يعيد الجميع إلى جادة الصواب وان يهدينا لأحسن الأعمال وان يجعل هذا البلد دائماً في أمن وأمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سليمان إبراهيم الفندي/ بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved