Sunday 11th July,200411609العددالأحد 23 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

شعر شواعر بني حنيفة في الجاهلية والإسلام شعر شواعر بني حنيفة في الجاهلية والإسلام
تأليف الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل

يعد هذا الكتاب أول مؤلف يعني بجمع شعر شواعر بني حنيفة، وما خلفوه لنا من أمجاد شعرية، وخطرات شاعرية، ولهذا الكتاب دلالات تاريخية قديمة قدم الزمان، حيث تتسلسل في جذوره مناسبة متغلغلة في أعمق أعماقه، لتحكي لنا أمجاد الشعر في بني حنيفة، هذه الأمجاد هي من صلب الحقيقة المؤصلة والموثقة التي يعترف بها قارئ الكتاب، وقد سار تأليف الكتاب وفق خطة أدبية منهجية تتصف بالدقة والشمول والاستيعاب والاحاطة، هذا الكتاب من تأليف الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل -حفظه الله- ويقع في مئة وثلاث عشرة ورقة من القطع الكبيرة، وهو من ثمرة انتاج مطبعة (ألوان) وبين يدي الآن الطبعة الأولى لعام (1423- 2002م)، وقد بذل المؤلف في تأليفه هذا جهداً كبيراً ومع ذلك فلم يجد إلا مقطوعات يسيرة للشاعرات الحنفيات، ويعلل هذه القلة في شعر شواعر بني حنيفة بقوله: (وتخضع هذه القلة في الشعر لنتيجة عامة، وهي أن شعر المرأة أقل من شعر الرجل بمراحل كثيرة على امتداد تاريخ الشعر العربي، ومقياس ذلك ما وصل إلينا من شعر الشعراء والشاعرات، وهو مقياس دقيق لا يخطئ، ويثبت المجموع الشعري أن الشاعرة الحنفية وظفت شعرها في الرثاء وهجاء الخصوم، والحث على القتال، وتهديد الأعداء، وهي موضوعات تدل على شعورها المتوهج وعاطفتها القوية نحو قومها، وموقفها الشجاع الصادق إزاء ما يلم بهم من أحداث، ويبقى المجموع الشعري للشواعر الحنفيات قابلاً للاضافة بما يعثر عليه من نصوص شعرية في المستقبل).
وقد عني المؤلف بالتنقيب عن شواعر بني حنيفة في مصادر الأدب والتاريخ والتراث فلم يظفر بنتيجة ترضي الباحث والدارس، ومجمل ما حصل عليه وتوصل إليه ست شاعرات بعدد القطع الشعرية التي يتكون منها المجموع الشعري، وبالبحث والجهد الدؤوب استطاع المؤلف أن يقف على اسم شاعرتين فقط، وأما الشواعر الباقيات فقد عفى الزمن على أسمائهن، ويعلل لسبب قلة هذا الشعر فيهن بقوله: (ولكن هل تفسر هذه القلة في الشواعر بأن الشعر في بني حنيفة قليل؟ وأن حياة الاستقرار والتوطن والتحضر صرفتهن عن قول الشعر؟ قد يكون لذلك نصيب من الصحة، ولكن ينبغي أن أذكر أن هذا القدر الذي أثبته في المجموع لا يمثل كل شعرهن، ولا يمثل أيضاً معظمه، بل أرى أنه لا يمثل إلا القليل جداً منه، وأن الكثير سقط من يد الزمن فلم يصل إلينا، كما سقطت أسماء عدد من الشواعر فلا نعرف عنهن شيئاً، واخال أن الرواق الأوائل لم يصل إليهم هذا الشعر ولا نبأ قائلاته وأسماؤهن، وإلا لعنوا بتدوينه، واطلعنا عليه في بعض كتبهم التي نقرؤها الآن ونرجع إليها في دراساتنا وبحوثنا).
ومصادر شعر شاعرات بني حنيفة هي كتب التراث الأدبية والتاريخية وهي التالية: المفضليات للمفضل الضبي، ومجالس ثعلب, وكتاب الردة للواقدي، وبلاغات لانساء لابن طيفور، وجمهرة اللغة لابن دريد الأزدي، وأساس البلاغة للزمخشري، والحماسة لأبي تمام، والتنبيه لأبي عبيد البكري، وذيل الأمالي والنوادر لأبي علي القالي، والأشباه والنظائر، وسمط ا للالي لأبي عبيد البكري.ورغم الجهد الجهيد، والدأب الدؤوب الذي بذله المؤلف في سبيل جمع شعر الشواعر من بني حنيفة إلا أنه وصل به البحث والتنقيب والدراسة إلى العثور على ثلاثة وثلاثين بيتاً شعرياً فقط، وبقية شعرهن في ذمة التاريخ، وأمانة التراث، وما زالت نفس المؤلف -حفظه الله تعالى- في شوق واشتياق إلى البحث عن المزيد من أشعارهن وفي هذا يقول: (ولكن على الرغم من قلة ما عثرت عليه من شعر نساء بني حنيفة، فإن هذه القلة ستكون باذن الله مدخلاً للبحث عن المزيد من اشعارهن، وإغناء هذا المجموع شيئاً فشيئاً بما يعثر عليه من شعرهن في مصادر لم تكن متوافرة بين أيدينا في الوقت الحاضر، والشعر المجموع مهما اتسم بالشمول والاستقصاء قابل للزيادة بما يستجد من المصادر التي كانت غائبة قبل ذلك، كذلك لم يعثر المؤلف إلا على اسمين فقط لشاعرتين الأولى: محياة بنت حازوق الحنفي الخارجي وشعرها في رثاء أبيها وتقول فيه:


أعينيّ جودا بالدموع على الصدر
على الفارس المقتول في الجبل الوعر
فإن تقتلوا الحازق وابن مطّرف
فإنا قتلنا حوشباً وأبا الجسر
تبصرتُ فتيان اليمامة هل أرى
حزاقاً وعيني كالحجارة من القطر
ومن يغنم العام الوشيك ولاحقاً
وقتل حزاق لم يزل عالي الذكر
تعاوره أسيافُ قومٍ تعوّدوا
قراع الكُماة لا خنوس ولا ضُجر

الثانية: أرنب بنت يزيد الحنفي من شواعر عصر بني أمية وهي القائلة في هجاء زوجها قتادة بن مغرب اليشكري الأبيات الهجائية الآتية:


حلفتُ فلم أكذب وإلا فكل ما
ملكتُ لبيت الله أهديه حافيه
لو أن المنايا أعرضت لاقتحمتها
مخافة فيه إن فاه لداهية
فما جيفة الخنزير عند ابن مُغرب
قتادة إلا ريح مسك وغاليه
فكيف اصطباري يا قتادة بعدما
شممتُ الذي من فيك أثأى صماخية؟

وأما موضوعات الشعر التي طرقتها شاعرة بني حنيفة فهي أربعة موضوعات فقط وهي التالية:
1- الرثاء: أجادت فيه الشاعرة الحنفية العربية وهي الغرض الذي أكثرت منه وأجادت فيه وجاءت فيه بالمعاني الغزيرة والجياشة بحرارة العاطفة، والشعور النبيل الصادق، وهو موضوع متميز يستحق الدراسة الفنية الأدبية المتخصصة.
2- الهجاء: قالته الشاعرة الحنفية من باب الدفاع عن النفس والانتصار للذات، والذب عن الكرامة الشخصية، ويقتصر هجاؤها على محيط الأسرة والأقارب، أي محيط مجتمعها الضيق، ويشمل هذا الغرض هجاءها لزوجها أو لأخيها أو المقربين منها.
3- الحث على القتال: عرف عن الشاعرة الحنفية أنها وظفته في حث قومها على القتال والصمود أمام عدوهم والأخذ بثأر القبيلة، فقد استغلت شعرها في بث الحماسة في نفوس المحاربين من أبناء قبيلتها فقد كانت تصحب قومها في معاركهم وحروبهم ضد أعدائهم والمغرضين لهم.
4- تهديد العدو: واجهت الشاعرة الحنفية الأحداث العصيبة وأسهمت في تهديد العدو، والدفاع عن حوزة القبيلة، وأشارت الشاعرة العربية إلى أن قومها سيدافعون عن حوزتهم بحمل الحصى والحجارة في حالة تعذرهم عن الحصول على السلاح.
وأخيراً فقد عمد المؤلف إلى إثراء هذا المجموع الشعري بدراسة فنية ثرية تناول فيها المضمون من حيث الأفكار والمعاني والعاطفة، والشكل من حيث الألفاظ والجمل والتراكيب والصور الفنية والأوزان والقوافي.ومن نتائج البحث التي توصل إليها الباحث هي مدى ارتباط شعر هؤلاء الشاعرات بمواقف وأحداث معينة في القبيلة، وهذا له أثر في اضفاء معلومات جديدة عن وقائع بني حنيفة القبيلة العربية المشهورة.
قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل السيف
ص.ب 54753 الرياض 11524


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved