Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

فن تفتح الملف.. وتلامس الجرح.. وتعرّي الحقيقة فن تفتح الملف.. وتلامس الجرح.. وتعرّي الحقيقة
ما السبب في تدهور الدراما السعودية.. وما هي والحلول
لماذا خرجنا صفر اليدين في مهرجان القاهرة الأخير وتفوق علينا من هو أقل منا؟!

  فتح الملف:فهد الشويعر - علي العبدالله - عبدالله الهاجري - تركي بسام
إشراف: محمد يحيى القحطاني
شيء من الثقة في أنفسنا وسنتجاوز هفواتنا.. كلمة قالها فنان كبير ومعروف وهو يتحدث عن واقع الدراما السعودية وموقفها في المحافل العربية كإثبات تواجد دون النظر للمنافسة.
ولكن سؤال يتبادر إلى أذهاننا جميعاً.. هل أعمالنا الدرامية وصلت إلى درجة (التراجع) وهل هي بالفعل لا ترقى إلى مستوى المهرجانات والمحافل العربية؟؟
ومن يتحمل مسؤولية هذا التراجع أو هذا التوقف إن جاز التعبير؟
وما هي الحلول لمعالجة مثل هذه الإشكالية؟
ولماذا لا ترقى أعمالنا التلفزيونية إلى مستوى تطلعاتنا على الرغم من تفوقنا في مجال الأغنية حتى بات فنانو الغناء السعوديون هم الأفضل في كل مكان؟
دعونا نكشف الأوراق بل دعونا نفتح ملفاً للمكاشفة فربما هي ظاهرة صحية ان نفكر بصوت مسموع بدلاً من الغمز واللمز ولا حراك لمشكلة ستستمر إن لم نضع أصابعنا عليها..
لسنا أول من فتح الملف ولكننا سنفتحه بشكل آخر مع ضيوفنا الذين لا مناص من تحملهم جزءا من المسؤولية وليست كلها..
جميعنا يهمنا الارتقاء بأعمالنا في المحافل العربية وليس أكثر (خجلاً) ان نخرج صفر اليدين من مهرجان القاهرة الأخير وما قبله بعد ان شاركنا على (استحياء) بعمل للأطفال.. ونحن نرى أشقاءنا من حولنا يفوزون بالجوائز الواحدة تلو الأخرى وكأن الأمر لا يعنينا.
دعونا نطرح ما سبق على ضيوفنا واقرأوا ما قالوا:
الشمراني: الإعلام يتحمل المسؤولية
بداية وجّه الدكتور راشد الشمراني جميع تلك الأسئلة للمسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام والذين وبكل صراحة يتحملون جزءا كبيرا من هذه المشكلة..
ويضيف.. نحن قادرون على المنافسة ونستطيع حصد أغلب تلك الجوائز ولكن إذا وجدنا الدعم المادي الجيد لهذه الأعمال.. وبخاصة إن هناك أعمالا تستحق دعماً كبيراً كالأعمال التاريخية مثلا فمثل هذه الأعمال تكلف كثيراً عكس الأعمال الأخرى كالاجتماعية مثلا والتي تعتمد أحياناً على مكان تصوير واحد.
وناشد الشمراني وزارة الثقافة والإعلام بفرز الأعمال القيمة وعدم وضعها في سلة واحدة مع الأعمال التي لا تستحق (الذكر) وبهذا سيكون لها صدى أوسع وقابلية أكثر.
وقال الشمراني بأن لدينا أعمالاً درامية حازت على عدد من الجوائز العربية أذكر منها طاش ما طاش وهذا دليل على عدم تخلفنا عربياً.. مؤكداً في ختام تصريحه بأننا نملك شركات إنتاج ضخمة ولدينا أماكن أكثر من رائعة لتصوير أي مسلسل ولكن إذا وجد الدعم المادي فإننا وبلا شك سنحقق الكثير مما نتمناه ويتمناه المواطن السعودي في ظل وجود ممثلين أكفاء يجيدون أي دور يناط بهم.
العامر: البعض لا يعرف التمثيل
الممثل عبدالله العامر أرجع تأخر الدراما السعوية لعدة أسباب منها ما ذكر بأن الدعم المادي جدا ضعيف ولا يصل إلى حد الرضا من قبل المنتج أو الممثل وبصراحة التلفزيون السعودي عندما يعتمد لنا مبالغ معينة لإنتاج أي عمل درامي فإن المبلغ يكون أقل بكثير مما يصرف على إنتاج هذا العمل.
كما وجه العامر ضعف الدراما إلى بعض الممثلين والذين هم بعيدون كل البعد عن مسمى التمثيل ولا يحاكون أبداً واقع المجتمع السعودي ولا يبرزون التقدم الذي وصلت إليه المملكة في شتى المجالات.. كما أشار إلى ان المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود سيناريست حقيقي سعودي فأغلب كتاب النصوص من خارج هذه البلاد ويقومون ببيعها إلى أحد الأشخاص السعوديين وما على هذا (السعودي) سوى وضع اسمه عليها.
وبين ان مسؤولية هذا الإخفاق تتحملها عدة جهات واسباب يقف على رأسها الدعم المادي من قبل التلفزيون السعودي، والكاتب الحقيقي، والممثل الجيد إلى جانب محاكاة واقعنا الاجتماعي بعيداً عن شرح المجتمعات الأخرى في الدراما المحلية.. موضحاً بأن هناك العديد من الحلول والتي قد تفيد في تقدم الدراما السعودية إلى الأمام بخطوات أكثر لعل من أهمها قيام وزارة الثقافة والإعلام بمنح جائزة سنوية لأفضل عمل وبهذه الطريقة نستطيع تشجيع الدراما السعودية كما تفعله بعض الهيئات الأخرى والتي تمنح جوائز سنوية داخل بلدانها لأفضل الأعمال الدرامية حتى وصلت وتفوقت على العديد من البلدان المتطورة.
الخطيب: الواسطة والمجاملات هما السبب
أما الممثل عبدالرحمن الخطيب فقد وجه تساؤلات عديدة للمسؤولين والقائمين على الدراما السعودية حيث أشار إلى ان هناك (واسطات) ومجاملات بين المنتج أو الممثل وبين المسؤولين حيث لا تذهب (التعاميد) إلا إلى أشخاص معروفين ومحددين وتدفع لهم جميع الاعتمادات كاملة أما الكثير من الممثلين والمنتجين السعوديين فاعتماداتهم تخفض بحسب المزاج وهذا بلا شك فيه إساءة وتأخير للدراما السعودية عن الدراما العربية.
كما أوضح بأن هنالك مخرجين أو منفذين (وافدين) على هذه البلاد لهم الدور الأكبر في تأخر الدراما السعودية فهمهم أولاً وأخيراً (الفلوس) دون النظر إلى الجوانب الأخرى حتى أنهم يقومون بتصوير هذه الأعمال خارج السعودية ويستقطبون ممثلين غير سعوديين ويقومون بعمل درامي باسم السعودية !!
وأكد بأن هناك أعمالا درامية سعودية حققت العديد من الجوائز لأنها وببساطة حصلت على الدعم المادي المطلوب والمشاركين فيها كانوا سعوديين وقصصها تحكي واقع المجتمع السعودي.
وطالب الخطيب المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام بفتح أبوابهم لهم معشر الممثلين والمنتجين والتفاهم في هذه النقاط وتبادل الآراء حتى يتمكنوا من إيصال الدراما السعودية إلى ما نستحقه كما طالب التلفزيون بالإبقاء على مبلغ سبعين ألف ريال للساعة الواحدة وإلغاء التعاميد وبهذا سيثبت الناجح نجاحه وصاحب الواسطة والمحسوبية سيتأكد فشله.
وأوصى الجميع في حال عدم الأخذ بالرأيين السابقين بعمل دراما سعودية بعيداً عن الأفكار والمشاركات والإخراج (الوافد).
الخزرج: لابد من الاجتماع مع المسؤولين
المنتج خالد الخزرج أبان ان تأخر الدراما السعودية في المحافل والمناسبات العربية يعود للعديد من الأسباب قائلاً: إذا كان الاعتماد من قبل التلفزيون لا يفي العمل حقه ونحصل عليه على دفعات مع الخصم والتخفيض فكيف أطالب بعمل سعودي حقيقي؟.. في هذه الحالة، أتجه إلى خارج السعودية لتصوير عملي حيث التكلفة المادية هناك معقولة جدا والممثلون أسعارهم مناسبة وفق ما نحصل عليه من اعتمادات مالية.
ويضيف: الحل الجذري هو الاجتماع مع المسؤولين وأخذ مقترحاتنا لأننا نحن العارفون لأسباب مشاكلنا العملية ومشاكل تأخر أعمالنا الدرامية ومن هذه الاجتماعات (إن حصلت) ستكون هنالك حلول سريعة وإيجابية.. كما أوضح بأن المحسوبية والواسطة تلعبان دوراً كبيراً في تخلف الدراما السعودية.
الجاسر: الاعتماد على
نجم واحد
الممثل عمر الجاسر أوضح ان أسباب تأخر الدراما السعودية يعود لأن بعض الشركات المنتجة لا تعتمد على الممثلين الحقيقيين وإنما اعتمادها على نجم أو اثنين والبقية كومبارس وبهذا سيكون هناك عمل متواضع لا يستحق المنافسة أو حتى الحصول على أي جائزة كما أشار إلى ان السعودية تمتلك مساحة كبيرة جدا والتركيز على تصوير أي عمل يكون في مدينة أو مدينتين وبقية المدن لا شيء كأن في المملكة فقط هاتين المدينتين وهذا أيضا سبب حقيقي. وبين ان أعمالنا الدرامية لا تحكي أبداً وضعنا ومشاكلنا الاجتماعية بل ان المهم هو إنتاج عمل (والسلام) والحصول على المادة ويبين قائلا: مثلا (جمهورية مصر) عرفنا المجتمع المصري وعرفنا عنه كل شيء من خلال الأعمال الدرامية حتى صرنا نعرف شوارعهم وطرقاتهم وهذا ما جعل العمل المصري الدرامي مميزا جدا ويحوز على الجوائز مباشرة.
كما أشار الجاسر إلى ان تأخر العديد من النصوص أو الأعمال في التلفزيون وعدم إجازتها في وقتها حال دون تطور الدراما السعودية حتى ان بعض النصوص لها ما يقارب الأربع سنوات أو أكثر دون (حس أو خبر).
وطالب (الجاسر) لتطور الدراما السعودية بحلول جذرية منها وجوب توفير المادة في وقتها المناسب وحسب التكلفة الحقيقية وكذلك إتاحة الفرصة للقطاع الخاص بتمويل الأعمال التلفزيونية كما هو الحال في العديد من القنوات العربية لأن ذلك سيكون وبلا شك نقطة مهمة في دعم العمل مادياً وبدون أي تكلفة على التلفزيون، أيضا وجوب خلق التنافس بين المنتجين والممثلين والكتاب بجائزة سنوية تعطى لأفضل إخراج، لأفضل ممثل، لأفضل عمل، لأفضل تصوير، لأفضل ممثل شاب وستكون هذه الخطوة سبباً في تطور الدراما السعودية.
عبدالله بن بخيت: الحبنتشية حولوا الدراما إلى مسخ
الكاتب المعروف الأستاذ عبدالله بن بخيت قال: لهذه القضية أكثر من وجه، يمكن تناولها من الناحية الاجتماعية ومن الناحية المالية ومن الناحية الإدارية.. الخ. ولكني أعتقد ان رأس الحربة في الموضوع هو الإنتاج.
فالعمل التلفزيوني عمل جماعي ويتطلب شبكة من الخبرات المتضافرة كالسلسلة، كل حلقة تؤثر على كل الحلقات الأخرى المرتبطة بها. فأضعف حلقة هي مركز قوة السلسلة. لا يوجد من سلسلة صناعة الدراما السعودية إلا مجموعة من الممثلين عددهم محدود وشركات إنتاج معظمها مملوكة لهؤلاء الممثلين كما ان الممول الوحيد هو محطة واحدة هي التلفزيون السعودي. والعمل الدرامي لا يقوم على هذه العوامل فقط، يحتاج إلى كاتب سيناريو ومخرج ومصور ومنتج ومصمم ديكور.. الخ. عدد كبير من البشر يرتبطون بالدراما التلفزيونية. اذا استبعدنا الممثلين الرجال من أي مسلسل سعودي سيكون كل ما تبقى غير سعودي. المخرج والممثلة والمنتج والمصور والكهربائي والذي يحضر السندوتش.. الخ. غير سعوديين. حتى لو فاز أي مسلسل سعودي بأي جائزة فهو لا يستحقها لأنه غير سعودي في الواقع.
هذا الغياب السعودي عن الإنتاج ولّد مجموعة من الحبنتشية في أكثر من دولة عربية مجاورة يعتاشون على الإنتاج السعودي. فهؤلاء الحبنتشية أو الأفاقون تخصصوا في تحويل الإنتاج الدرامي السعودي إلى مسخ. فإذا مول التلفزيون السعودي المسلسل بمليوني ريال يستطيع هؤلاء الحبنتشية إنتاج المسلسل بثلاثمائة ألف ريال فقط والباقي يسفطه المنتفعون في جيوبهم ضاربين بالقيم الفنية والوطنية عرض الحائط. تصور أنك تستطيع ان تنتج مسلسلا مدته خمس عشرة ساعة بثلاثمائة ألف ريال. لا أقول هذا الكلام على عواهنه فقد مررت بالتجربة شخصياً في مسلسل من تأليفي. لكي تجد الحل لهذه القضية عليك ان تحلل هذا الكلام وتصمم على ضوئه مجموعة من الأسئلة. أسئلة مثل: لماذا ينتج المسلسل السعودي خارج المملكة وليس في داخلها؟ لماذا لم توجد حتى الآن الطواقم الفنية الداعمة في الإنتاج السعودي؟ لماذا لا يوجد ممثلات سعوديات؟ لماذا يستمر هذا الإنتاج الهزيل دون تدخل من جهة لها علاقة؟
كما قلت في بداية كلامي تحتاج هذه القضية إلى تحليل متعدد الوجوه والطبقات لأنها تتصل بكل ناحية من نواحي المجتمع.
النمر: لا حضور مخجلاً
للدراما السعودية
الفنان (عبدالمحسن النمر) نفى وبشدة ان يكون هناك حضور مخجل للأعمال المحلية في المهرجانات العربية وقال ل(فن) بانفعال: أنا أرفض كلمة حضور (مخجل) لأنها قاسية جداً، فالأعمال السعودية حققت إنجازات كبيرة والدليل الجوائز التي حصدتها بعض هذه الأعمال ومنها (طاش ما طاش) ومسلسل (الطيور) لعبدالخالق الغانم بالإضافة إلى وجود أعمال مميزة انتشرت على المستوى العربي مثل (طعم الأيام)، و(دمعة عمر)؟.
وأضاف يقول: الحديث حول هذا الموضوع طويل ومتشعب فالقصور موجود لدينا ولكن ليس بالصورة التي وصفتموها فنحن قادرون أن ننافس وبشكل كبير على المستوى الخليجي والعربي.
أما عن المشاكل التي نواجهها في هذه الأعمال قال النمر: هناك نقص في مجموعة من الجوانب أولها غياب كاتب السيناريو المتخصص فمعظم كتابنا في هذا المجال هم من المجتهدين وهذه المشكلة موجودة أيضا في دول الخليج الأخرى، وكذلك هناك ضعف في الإنتاج، فبعض المؤسسات لا تعطي الأعمال الدرامية حقها مادياً، وأحياناً تجد مبالغ ضخمة تصرف على أمور بعيدة عن العمل.
واستطرد النمر في حديثه قائلاً: نحن نملك مجموعة من المخرجين المبدعين، وفنانين موجودين أراهن عليهم عالمياً.. ونملك عناصر فنية متميزة في مجالات متعددة كالتصوير والإضاءة وغيرها.
أما بالنسبة للحلول قال: أعتقد أن مشكلة الإنتاج ممكن ان تحل بواسطة التلفزيون السعودي وذلك بوضع المنتج المنفذ كما حصل في البحرين مؤخراً لأن هذا يساعد على إنتاج العمل بشكل أفضل ويلزم المنتج بتحديد ميزانية تتناسب مع العمل.
وفي الختام قال: المشاكل التي نعاني منها يجب ان لا تضخم إعلامياً لأن هناك دولا أخرى تعاني كما نعاني نحن وأكثر - ولكن يجب ان لا ننسى الجهود الجبارة والكبيرة التي يقوم بها العاملون في هذا المجال الفني لأنها يجب ان تقدر.
الطخيم: أعمالنا تفتقد
للإيقاع !!
أما المخرج خالد الطخيم فكان له رأي آخر حيث قال: برأيي الخاص فإن أعمالنا تشوبها بعض العلل ومنها:
1 - النص يجب ان يكون نصاً متفرداً تبتعد فيه الشخصيات عن الشخصيات النموذجية والنمطية، كما يجب ان يكون الحوار حواراً قائماً على أسس علمية وثوابت فنية بالإضافة إلى ان يكون النص مدروسا من النواحي السيكولوجية والاجتماعية، ولا يخفى على الجميع انه في البلدان المتقدمة في هذا المجال يكتب النص أكثر من مرة وتحت إشراف أناس كل في اختصاصه، بالإضافة إلى تحقيق عنصر مهم جداً وهو (المشهدة) وهذا هو مربط الفرس في الأعمال الناجحة الآن عربياً أو دولياً.
2 - يجب ان يكون هناك رعاية للعمل واحتضان بحيث لا يسمح لأي شخص ان يقوم بأي عملية جراحية في هذا العمل وهو غير مؤهل لذلك، وأقصد بالعملية الجراحية موضوعين: الإخراج والتمثيل.
3 - هناك شيء في أي عمل يسمى الإيقاع يحس به المشاهدون على حد سواء مع المشاركين فيجب ان يكون هناك وتيرة معينة يستطيع المشاهد الإمساك بها منذ بدايات العمل وهذا للأسف مفقود في أعمالنا فمرة تشاهد الطبيب يتحدث بلغة التجار والعكس بالعكس.
4 - أنا أعتقد انه يجب ألا يعامل العمل الدرامي على مبدأ المدة ولكن يجب ان يعامل على مبدأ الحلقة الواحدة التي تبدأ وتنتهي بشكل متماسك وبدون اللجوء إلى الإطالة وتمديد المشاهد بشكل غير مقبول.
الجراح: نحتاج مزيداً
من الدعم
الفنان يوسف الجراح قال ان الدراما السعودية بخير وعافية وهي تسير بخطوات واضحة وثابتة أما عدم مشاركتها في المحافل العربية والمهرجانات الفنية فهذا يعود في الأساس إلى عدم التنسيق فهذه المهرجانات غالباً ما تكون سنوية أو كل سنتين وفي وقت محدد وفي الغالب يكون الترشيح للمشاركة من قبل وزارة الإعلام وهذا أمر طبيعي لكن في كل عام نجد أنفسنا أمام أيام معدودات ولم نجهز عملاً للمشاركة وتضيع الفرصة هذا إلى جانب ان هناك بعض المهرجانات تصادف مواسم عمل وضغط كبير لذلك يصعب المشاركة فيها لكن على وزارة الإعلام ان تسعى إلى تحديد هذه المهرجانات وتجهيز الأعمال التي ستشارك بها الدولة بوقت كاف ولا أعتقد ان للممثل ذنبا في ذلك فهو الذي أنجز العمل وهذا يكفيه.. هل تريدون منه ان يبحث عن المهرجانات ويشارك فيها؟ هذه مهام جديدة ليس من اختصاص الممثل.
العيسى: انشغالنا بموسمية الأعمال قهقرنا
أما الفنان محمد العيسى فيرى ان المشاركات الخارجية لابد ان تقام على أسس وضوابط لأنها في المقام الأول تمثل اسم المملكة ولابد ان يكون العمل الذي يمثل الدراما السعودية جيدا ومميزا حتى يحصل على جوائز والمشاركات مفتوحة للجميع لكن انشغال الدراميين السعوديين بموسم واحد وهو موسم رمضان حيث يظل الممثل السعودي طوال العام في سبات عميق لا يستيقظ منه إلا قبل رمضان بشهور ليقدم ما عنده هذه الحالة جعلت الأعمال الدرامية في حالة شح كبير فهي لا تقدم خلال العام إلا ثلاثة إلى أربعة أعمال درامية وهذا معدل ضعيف جدا وهذا الأمر يعزى بالتأكيد إلى انشغال الفنان وعدم تفرغه وما نحتاجه الآن هو الاحتراف في الفن بعد ذلك اسألوا عن المشاركات الخارجية وأعتقد اننا لو أردنا ان يكون لنا مشاركات خارجية ناجحة لابد ان ننظر إلى الدراما السعودية بعين الاعتبار ونتعرف على كافة مشاكلها وهمومها وحتما سوف نجد الخلل.
الحمود: علينا الاهتمام بأعمالنا
المخرج عامر الحمود يرى ان ضعف المشاركات الخارجية مرهون بالإنتاج الدرامي خلال الموسم وحينما تكون هناك أعمال جيدة ومميزة وتحقق نجاحاً لدى الجمهور حتما سوف تجد طريقها للمهرجانات ولا أعتقد ان المهرجانات غير معروفة أو حتى كما يقال لا ندري بها إلا بعد توزيع الجوائز لكن السؤال الأهم هو ماذا سوف نقدم خلال هذه المهرجانات؟ هذا هو السؤال الأهم وإذا أردنا ان نقدم عملاً جيداً يليق بسمعة الوطن ويطرح الوجه الحقيقي للدراما السعودية علينا ان نهتم أكثر بأعمالنا وبممثلينا وعلينا ان ندعم الدراما السعودية حتى تقتحم تجارب جديدة تستحق المشاركات العربية والعالمية.
خالد سامي: المشاركات مرهونة بتطور الدراما
أما الفنان خالد سامي فيقول غياب المشاركات السعودية في المهرجانات العربية يرجع لأسباب عديدة منها أننا كممثلين لا نقدم خلال العام الا عملين وأحياناً عملاً واحداً وهذا العمل ينتج لعرضه في شاشة الفضائيات ولرمضان فقط وهذه النظرة الضيقة هي في حد ذاتها مشكلة ما لم ننتج عملاً طوال العام ونقدم كل يوم عملاً جديداً لا تسألوا عن المشاركات الخارجية لأننا حتى لو وضعنا جدولاً بالمهرجانات وأخذنا ننتج لكل مهرجان عملا وحققنا النجاح لا يعني ذلك تطورنا في الدراما ولا في الإنتاج. تطور الدراما وتطور الإنتاج وتطور الأعمال السعودية هو الذي يجعلها متواجدة في المحافل العربية وهو الذي يجعلها تحقق النجاحات الحقيقية.
المالكي: انفضوا عنها الغبار
الفنان فايز المالكي قال: هناك الكثير من الأعمال الدرامية التي تستطيع ان تنافس وتحصل على جوائز عربية وحتى عالمية لكنها تظل محبوسة في الأرفف ونحن نحتاج إلى ثقة في أنفسنا وفي أعمالنا وما زلنا ننظر إلى ما نقدمه على انه غير جيد وعلى العكس تماما فقد حققت الكثير من الأعمال جوائز عربية فقط علينا ان نهتم بواقعنا الدرامي وان نهتم بالنص السعودي والكاتب والممثل وان ننقل الجميع من خانة الهواية إلى خانة الاحتراف حتى تنتعش الدراما السعودية وعلى الدولة ان تدعم الدراما بشكل مباشر وقوي ان كنا نريد لها الاستمرار نحو الأفضل.
أما بخصوص الممثلين والأعمال فهي جيدة ومميزة وفي اعتقادي انها سوف تجد النجاح مستقبلاً فقط انفضوا عنها الغبار وافتحوا لها الطريق نحو المهرجانات وسوف تجد نجاحات كبيرة.
الحساوي: لا بد من استراتيجيات للعمل الدرامي
الفنان إبراهيم الحساوي علل عدم حصول الأعمال المحلية على جوائز في المهرجانات والمحافل العربية بسبب عدم انتشارها في الفضائيات وأرجع ذلك لمحدودية توزيع المسلسلات الدرامية وقال ل(فن): هناك مجموعة كبيرة من الأعمال المحلية الناجحة وأخص بالذكر ما ينتج عبر بعض المؤسسات الفنية ولكن المشكلة تكمن في عدم انتشارها على مستوى الفضائيات العربية.
وأضاف يقول: توجد هناك بعض الأعمال المحلية دون المستوى ولا تستحق ان تشارك في المهرجانات الإذاعية أو التلفزيونية وذلك لعدم تكامل عناصرها الفنية.
وأكد الحساوي ان هناك ضعفا واضحا بالإنتاج التلفزيوني والدليل قلة الأعمال حيث قال: مسلسل (القصر) يعتبر من أفضل الأعمال الدرامية المحلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الأخرى ك(طاش ما طاش) و(نورة) فلماذا لا نرى أعمالا بمثل مستوى هذه المسلسلات؟
واستطرد في حديثه قائلاً: الحل للوصول لجوائز المهرجانات العربية لدى التلفزيون السعودي فالمنتج ينتهي دوره عند تسليم العمل الى التفزيون، فيجب ان توضع خطط واستراتيجيات لتوزيع وتسويق أعمالنا المحلية بشكل مدروس على المستوى العربي. فهل يتحقق ذلك؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved