Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ما الواقع؟ وما الواجب في ظل هذا الواقع؟ ما الواقع؟ وما الواجب في ظل هذا الواقع؟
فهد بن جهز الطريسي الحربي/مدير مدرسة الشيخ ابن عثيمين بالرس

إزاء التطورت الخطيرة التي تشهدها بلادنا الحبيبة وشعوراً منا بثقل المسئولية الملقاة على عاتقنا وإبراء للذمة ووفاء للعهد أمام الله ثم أمام ولاة أمرنا - حفظهم الله - أقول لقد تحدثت وتحدث الكثير من المخلصين لهذا الوطن عن الإرهاب ومفهومه، ولكنني في هذا الحديث أوضح أمرين هامين أولهما فهم الواقع، وثانيهما فهم الواجب في ظل هذا الواقع الذي نعيشه جميعاً في بلادنا.
أما فهم الواقع فهو ليس وليد اليوم والليلة فقد تنادى القوم عليه منذ زمن يزيد على ثلاثة عقود خططوا له ودرَّسوا فكره وتبنوا أتباعه وسادته وهم تلك البذرة الصغيرة التي نمت وترعرعت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في وقتنا الحاضر والتي سعت للوصول إلى أهدافها وغاياتها ومخططاتها فقد قال أحدهم يوما من الأيام لاحد الطلاب: لم نعددك لكذا وكذا وإنما أعددناك للتعليم وهذا دليل على أن الواقع من صنع هؤلاء القوم.
ومن المعروف أن الخوراج في الداخل والخارج لا يختلفون عن بعضهم البعض فمن حمل السلاح وعاث في الأرض فساداً وقتل الطفل الصغير وقتل رجل الأمن وسفك الدماء المعصومة لا يختلف عمن تحدّث وتشدّق في القنوات الفضائية الخارجية المغرضة وسبّ العالم وشكك في مصداقيته وطعن في الحكام وشهّر بهم، فهؤلاء وربي انزلقوا وانحرفوا فقد صحّ عن عبادة بن الصامت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا) رواه أحمد، وهو صحيح وعلى كل حال فإن مجرد التحريض على السلطان صفة الخوارج لذلك قال الشيخ صالح السدلان -حفظه الله-: فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية معتقداً أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط والحقيقة أن الخروج لا يقتصر على الخروج بقوة السلاح أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يربيهما إلا الكلمة.
ولا شك أن الخروج بالكلمة واستغلال الشريط أو المحاضرات أو الندوات المصوّرة وغير المصوّرة والتي وربي ما زالت تتناقلها وتباع هنا وهناك لعلمائهم إن صح هذا التعبير في بلادنا الحبيبة وما اللقاءات عبر القنوات الفضائية وحث الناس على غير وجه شرعي إلا واقع الآن وهو أساس الخروج بالسلاح ونُحذِّر من ذلك أشد التحذير فغالبية الفتن في المجتمعات الإسلامية سببها وخطواتها الأولى التي أوصلتهم إلى ما هم فيه (الكلمة) فإذا عرفنا ذلك ندرك أن الخروج بالكلمة واستغلال المنابر ووسائل الإعلام يربي وربي الفتنة في القلوب.
والحق ان الواجب علينا في ظل هذا الواقع أن نتنبه ونفهم فهما جيداً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ويكفي اللبيب هذا ليتبيَّن الأمر على حقيقته والواقع على حاله.
كما أن نصحهم بالتوبة إلى الله وأن يلتزموا الطريقة التي سار عليها السلف الصالح بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة والرجوع إلى جادة الصواب والجدال بالتي هي أحسن والالتفاف في هذا الوقت وغيره حول ولاة أمرنا وعلمائنا هو والله واجب كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}.
ولكن ما نراه اليوم قد ميَّز النفيس من الخسيس وبان من هو على الطاعة حريص ممن هو في الصف دسيس والله وحده يعلم أنني ما كتبت ما كتبت لا طلباً للنزال ولا حباً في الجدال ولكن الامانة والواجب والوفاء بالعهد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved