Friday 20th August,200411649العددالجمعة 4 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}

دعوة للتأمل، وذكرى للتبصير، فأيها الإنسان ألا توقفت لحظة في خضم حياتك وسبحت في بحار زاخرة من الآيات المبهرات، والدلائل المعجزات، وتساءلت في أي شيء هذا التأمل.. لا تذهب بعيداً إنه فيك أنت.. في عجيب خلقك منذ ان كنت نطفة من ماء مهين في بطن أمك حتى خرجت للدنيا، ثم نسيت كيف كنت فبطرت وتكبرت.
دعوة الى التفكير والاعتبار... فتوقف معي لحظة، وتأمل في هذه الآية، وفي تفسيرها.. جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية قال: (من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق، ولينت مفاصله للعبادة).
وجاء في تفسير الطبري قال: (وفي أنفسكم أيضاً أيها الناس آيات، وعبر تدلكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم).
{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم.
وجاء في تفسير القاسمي لهذه الآية قال: (أي حال ابتدائها، وتنقلها من حال الى حال واختلاف ألسنتها، وألوانها، وما جبلت عليه من القوى والإرادات، وما بينها من التفاوت والأفهام).
وجاء في تفسير الجلالين قال: (اي آيات من مبدأ الخلق الى منتهاه، وما في تركيب الخلق من عجائب).
{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}: (أي أفلا تستدلون به على الصانع سبحانه وتعالى).
وجاء في تفسير الألوسي قال: (اي في ذواتكم آيات إذ ليس في العالم شيء إلا وفي ذات الإنسان له نظير يدل مثل دلالته على ما انفرد به من الهيئات النافعة والمناظر البهية والتركيبات العجيبة والتمكن من الأفعال البديعة واستنباط الصنائع المختلفة واستجماع الكلمات المتنوعة.. وآيات الأنفس أكثر من أن تحصى).
{أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}: (أي ألا تنظرون أفلا تبصرون بعين البصيرة، وهو تعنيف على ترك النظر في الآيات الأرضية، والنفسية).
ومن هنا نجد أنه حدد الهدف من خلق النفس، وفرق بين السلوك الداخلي، والخارجي للإنسان من حيث التوافق الشخصي والاجتماعي.
التفكر في خلق الإنسان منذ أن كان تراباً ثم نطفة ثم علقة ثم يخرج الى هذه الدنيا طفلاً ثم يبلغ الأشد من قوة العقل والبدن، ثم يكون شيخاً كبيراً في السن تنتهي عنده الأعمار.
التأمل في النفس البشرية وما حباها الخالق العظيم من الأسرار الكامنة والظاهرة، يدل على ان الله واحد، وأنه لم يخلق الخلق سدى، فتبارك الله أحسن الخالقين.

عبدالله سعد القحطاني - المدينة المنورة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved