Saturday 21st August,200411650العددالسبت 5 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

افتتاحيات الصحف افتتاحيات الصحف

واشنطن وبناء الجسور مع الحلفاء
يقدم المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية جون كيري نفسه باعتباره باني الجسور بين الولايات المتحدة وحلفائها، ففي كل حديث له يتعهد الرجل بإصلاح علاقات امريكا مع حلفائها بحيث لا تجد الولايات المتحدة نفسها تمضي وحيدة في العالم، ويضيف أن رئيساً جديداً هو الوحيد القادر على استعادة احترام العالم للولايات المتحدة.لقد أثار الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال سنوات حكمه التي تقترب من الأربع غضب أقرب حلفاء أمريكا وأضعف موقفها في العالم بسبب نزعته الانفرادية في التعامل مع المجتمع الدولي منذ انسحابه من معاهدة حماية كيوتو إلى الانسحاب من معاهدة حظر الاسلحة البالستية إلى غزو العراق دون تفويض من الأمم المتحدة، ولذلك فإن رئيساً أمريكياً جديداً يأتي بعد انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل قد يكون بالفعل أقدر على تغيير هذا الوضع مقارنة برئيس حالي له سجله في إغضاب الحلفاء.
ولكن كيري يتجاوز حدود الممكن عندما يتحدث عن قدرته من خلال شخصيته القيادية على إقناع حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بنشر (قوات كبيرة) في العراق لتحقيق السلام على حد قوله لصحيفة يو إس أيه توداي، فقضية زيادة المشاركة الدولية في القوات العسكرية بالعراق لا تتوقف على القيادة الأمريكية بقدر ما تتوقف على الحقائق الموجودة على أرض العراق.
فالرأي العام في دول الناتو ضد حرب العراق وقادة هذه الدول كأي قادة منتخبين ديموقراطيا يتعاملون بحساسية شديدة مع مواقف ناخبيهم، في الوقت نفسه فإن حلف الناتو يعاني بالفعل من تزايد أعبائه العسكرية خارج حدوده من أفغانستان إلى البلقان.
والحقيقة أن تحسين علاقات واشنطن بحلفائها لن يؤدي إلى تغيير جوهري في السياسة الخارجية الأمريكية رغم أنه قد يحسن مستوى التعاون بين أمريكا وحلفائها في مجالات مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعامل مع الملف العراقي وزيادة مساهمة الحلفاء في تحمل أعباء إعادة بناء العراق وتقديم المساعدات المالية للعراق وتدريب قوات الأمن والجيش العراقيين.إذن وماذا عن نشر قوات دولية (كبيرة) في العراق؟ أعتقد أن هذا حلم بعيد المنال حتى بالنسبة لكيري الذي يرى أنه باني الجسور مع الحلفاء.

(كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية
***
المأزق الأمريكي في العراق
الأمريكيون كانوا يعرفون قبل غزوهم للعراق أن الخسائر المحتملة ستكون كبيرة، وهم حسبوها من الجانب الأمريكي فقط، بحيث إن الخسائر من الجانب العراقي كانت بالنسبة إليهم تحصيل حاصل! لهذا كانت الحملة العسكرية لأجل حشد أكبر عدد من قوات التحالف لدخول التاريخ من البوابة العراقية.
اليوم عدد الراغبين قد انخفض ليس لأن الحملة الانتخابية تسير على وتيرة الضرب تحت الحزام سياسيا، وليس لأن الحرب الإعلامية داخل الولايات الأمريكية صارت تطرح نفس السؤال عن جدوى ما يجري في العراق، بمعنى هل بقي ثمة أسباب يموت لأجلها الجنود الأمريكيون يوميا؟ من منظور سياسي فإن تحرير العراق من براثن الطاغية الأسبق قد تحققت، فلماذا يظل الاحتلال؟ الجواب الذي قاله المرشح الأمريكي (جون كيري) هو أن الاحتلال جاء لسرقة خيرات دولة بعيدة جدا عن أمريكا، دولة من الصعب أن تشكل خطراً على أمريكا كما أشارت إليه تقارير (بليكس) وغيره.
مأزق الحرب اليوم ليس في ما يجري في مدينة النجف، وليس الصراع المحتمل بين الأمريكيين والعراقيين، بل في احتمال أن تقرر أكثر من دولة الانسحاب من العراق، فمشروع تعمير العراق لا يبدو مفهوما اليوم في وسط هذه العاصفة من الدم ومن النار، ولهذا فان الدول التي جاءت الى العراق تهدد - تحت الطاولة - بالانسحاب ، ربما كورقة ضغط ضد الإدارة الأمريكية، لأن انسحاب قوات حليفة مهما كان حجمها يعني أن الجنود الأمريكيين سيكونون في وجه المدفع، ويعني ان مشروع (الحرب) كما بناه صقور البيت الأبيض قد فشل بنسبة خمسين بالمئة، ناهيك عن أن الانفجار الشعبي قد يعني فشله مائة بالمائة.فلماذا دخلت أمريكا الى العراق؟ لأجل أن تفسح الطريق لحروب مقبلة ولغارات أكيدة على دول تتهمها بالمارقة أيضا، ولعل التهديد الراهن لإيران ولسورية هو الوجه الحقيقي من الحرب كلها، والذي يتلخص الآن بالذات في عبارة : يجب تصحيح خارطة الشرق الأوسط لأجل أن تتأسس ديمقراطية الاحتلال وفق السياسة الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة.
(اللموند) الفرنسية
***
العراق ومصير كوسوفو المظلم!
كما هو الحال في العراق فإن القوات الدولية تحاول تحقيق السلام في إقليم كوسوفو الذي كان تابعا لجمهورية يوغوسلافيا التي تعرضت لحرب قادتها أمريكا ودول حلف شمال الأطلنطي.
وعندما ننظر إلى ما يجري في كوسوفو الآن نشعر بالفزع بشأن مستقبل العراق خوفا من أن تذهب هذه الدولة في غياهب النسيان كما حدث لكوسوفو الذي تركه العالم يعاني مشكلات خطيرة عديدة.
فالأوضاع الراهنة في كوسوفو تكشف بوضوح مدى حماقة اللجوء إلى القوة في السيطرة على أي أزمة.
القصف الجوي الذي قامت به طائرات حلف الناتو لإقليم كوسوفو وصربيا عام 1999 لم يؤد إلى حدوث أي تقارب بين الأغلبية الألبانية المسلمة والأقلية الصربية في كوسوفو. وهذا التقارب هو الشرط الرئيسي والوحيد لإيجاد حل نهائي لأزمة كوسوفو. فبعد مرور أكثر من خمس سنوات على تلك الحملة مازالت الأوضاع في إقليم كوسوفو مشتعلة أو قابلة للاشتعال. يكفي حدوث أي خلاف عارض بين ألباني وصربي من سكان الإقليم حتى تتفجر أعمال العنف والتخريب في مدن بأكملها.في الوقت نفسه سقط هذا الإقليم من ذاكرة المجتمع الدولي حيث تراجع حجم المساعدات الدولية التي تصل إليه إلى أقل من عشرين في المائة من تلك التي كانت تتدفق عليه قبل أربع سنوات. وقفز معدل البطالة إلى 57 في المائة مقابل 30 في المائة قبل اشتعال الحرب الأهلية في ختام تسعينيات القرن العشرين.وانتعشت تجارة المخدرات والرقيق الأبيض وتهريب البشر في كوسوفو بصورة تجعله مركزا أوروبيا رئيسيا لهذه الأنشطة غير القانونية.وإذا كان العراق قد تعرض لغزو مئات الآلاف من الجنود وتعرض لقصف مئات الطائرات بدون موافقة المجتمع الدولي فإن كوسوفو وأفغانستان تعرضتا لنفس المأساة.
وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يملأون الدنيا بشعارات إعادة إعمار وتحديث العراق بعد أن دمرته الحرب فقد سبق لهم ترديد نفس الشعارات بشأن كوسوفو. ومرت السنوات ولم يتحقق أي شيء لهذا الإقليم البائس. والخوف أن يسقط العراق في فخ النسيان ليواجه هذا المصير المظلم.
(آساهي شيمبيون) اليابانية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved