Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
إضراب الكرام عن الطعام
د. عبدالرحمن صالح العشماوي

حينما نشاهد بأعيننا تلك الوجوه التي ترسم لنا بملامحها جانبي التصميم، والأمل، والحزن والألم، وحينما نستمع إلى كلمات أولئك الرجال الذين يعانون من ظلم العدوِّ الصهيوني الغاشم، تعبر عن الصمود والصبر والثبات برغم صعوبة الأوضاع، وقسوة الأوجاع، وحينما نرى وسائل الإعلام المختلفة تتبارى في نقل صورة ذلك الإضراب عن الطعام نقلاً مباشراً، لا يترك لأحدٍ في العالم مجالاً لادعاء الجهل به، فإننا نزداد شعوراً بالأسى على حال الدول الإسلامية جميعها، حيث لا تستطيع أن تقدِّم عوناً، ولا أن تفرض رأياً، ولا أن تشكل قوةً واحدة ذات ضغط سياسي واحد مؤثر بوقف التعنُّت االيهودي الصهيوني، والتجاهل الغربي عند حدهما.
نعم نشعر يوما بعد يوم أن شتات عالمنا الإسلامي ما يزال سمة بارزةً فيه، وأنَّ ضعف الموقف والرأي والمكانة السياسية والعسكرية والعلمية هو الواقع المؤلم الذي تعيشه الدول الإسلامية ذات العدد الكثير، والمساحة الجغرافية الكبيرة.
نحن نؤمن أن النفس البشرية ليست ملكا لصاحبها، وأنه لا يجوز للإنسان أن يصنع بنفسه ما يشاء دون مراعاة لحق نفسه عليه، ولا يجوز أن يزهق الإنسان روحه، وينهي حياته بالطريقة التي يراها هو، لأن هذه الحياة وتلك الروح ملك لخالقها.
ولكن وسيلة (الإضراب عن الطعام) التي قام بها الأسرى الفلسطينيون ومن تضامن معهم من أهلهم وذويهم إحدى وسائل التعبير القوية عن الرأي، ولفت أنظار العالم إلى أصحاب أهم قضية على وجه الأرض.
إنها رسالة إلى المؤتمرات الدولية، والاجتماعات السياسية العالمية التي تعقد على موائد الطعام والشراب بحلالها وحرامها، وبكل ما فيها من البذخ الخارج عن حدود المعقول والمقبول.
(إضراب عن الطعام) يراه العالم ساعة بساعة، لن يصل بأصحابه إلى درجة الموت - كما صرحوا بذلك - ولكنه يصور الحجم الكبير للمعاناة الدامية التي يعيشها الشعب الفلسطيني المقهور في أرض الإسراء والمعراج.
الإضراب عن الطعام في فلسطين رسالة قوية إلى العالم أجمع، وإلى عالمنا الإسلامي بصفة خاصة، رسالة تكشف عن الضمير العالمي الذي مات فيه الإحساس بالمظلومين والضعفاء، ومات فيه الشعور بوجوب ردع الظالم عن ظلمه، وإعادة الحقِّ إلى صاحبه، وإقامة العدل بمعناه الشامل الصحيح.
يا أبناء فلسطين الحبيبة.. لكم الله عز وجل الذي لا تخفى عليه خافية، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولكم عزائم المؤمنين الصابرين المحتسبين الذين يترفع بهم إيمانهم عن أو حال اليأس والقنوط، ولنا ولكم العزاء في حالة عالمنا الإسلامي المؤسفة، إلى أن يأتي اليوم الذي تتخلص فيه أمتنا الإسلامية من غثائية السيل، وما ذلك عنا ببعيد، ولكم منا الدعاء الصادق الذي لا ينقطع بالنصر والتأييد.
إشارة:


أين منا المسلمون؟
يا سؤالاً لم أزل أدفن بالصمت جوابَه


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved