Sunday 29th August,200411658العددالأحد 13 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

د. عامر عثمان لـ( الجزيرة ): د. عامر عثمان لـ( الجزيرة ):
تقنية (اليزاروف) ذات فاعلية عالية وعملية في علاج إصابات العظام الخلقية والمكتسبة في مختلف المراحل العمرية

تعتبر تقنية (اليزاروف) إحدى التقنيات الحديثة ذات التأثير العلاجي المناسب والأمثل، وأحرزت تقدما طبياً عالياً في علاج كسور العظام على مستوى العالم، وأثبتت نجاحها في علاج الكثير من الحالات الخلقية والمكتسبة بفعالية عالية، إضافة إلى مناسبتها لمختلف المراحل العمرية.
لاسيما وأن هذه التقنية تدخل في علاج أحد أكثر الأمراض والإصابات شيوعاً في العالم وهي إصابات العظام، وللتعرف على المزيد من مزايا هذه التقنية أجرينا هذا الحوار مع الدكتور عامر عثمان بيك استشاري العظام بالمركز ليطلعنا على الحلول العلاجية التي تقدمها تقنية اليزاروف في مجال تشوهات وإصابات العظام:
علاج الملايين من الحالات
* دكتور عامر.. في البداية حدثنا في نبذة تاريخية موجزة حول تقنية تقويم العظام (اليزاروف)؟
- تعتبر تقنية اليزاروف لترميم وبناء العظام إحدى فروع التخصص المهمة في جراحة العظام، وقد قدمت هذه التقنية أفكاراً مهمة وحديثة في خيارات علاج العظام، حيث تم اختراعها من قبل الطبيب جيفرل إيه اليزاروف عام 1951م واهتم بها جراحو العظام بأمريكا، الذين قاموا بتطويرها على نحو أفضل، ثم انتشرت هذه التقنية من خلالهم إلى جميع أنحاء العالم، وتم من خلالها علاج الملايين من الحالات التي تحتاج إلى هذه التقنية بنجاح، ورغم انتشارها إلا أن تواجدها والاهتمام بها في المراكز الطبية لدول العالم الثالث وبخاصة الدول العربية يعتبر قليلاً جداً.
فشل الطرق التقليدية
*ما هي الاستخدامات الفعلية لهذه التقنية؟
يتم استخدام تقنية (اليزاروف) بشكل واسع لعلاج كافة حالات كسور العظام، وخصوصاً المعقدة والمستعصية، والتي فشلت الطرق التقليدية في علاجها، وتعد هذه التقنية فرعاً تخصصياً في علاج وتقويم العظام، لذلك فهي تتطلب جراحاً متمكناً ومتمرساً في استخدام هذه التقنية، ولهذا السبب فهي موجودة في مراكز طبية محددة، وتقوم هذه التقنية على استخدام المثبت الدائري الخارجي (Circular External Fixator) لترميم وتقويم العظام وتصحيح التشوهات، وتقدم هذه التقنية الطبية حلولاً علاجية لأكثر مشاكل العظام صعوبة والتي تكمن في الحالات التالية: تطويل الذراع أوالساق القصيرة، علاج كسور العظام، علاج انحناءات العظام، علاج الأطراف المشوهة خلقية كانت أو مكتسبة، علاج مرض الالتهاب الجرثومي بالعظام، علاج كسور العظام الخطيرة، علاج أمراض العظام الناتجة عن التهاب أو أورام عملية دمج أو التصاق المفاصل.
العلاج للكبار والصغار
* تحدث التشوهات العظمية والإصابات المكتسبة لدى الكثير من الحالات، فكيف يتم التعامل معها بالتحديد من خلال هذه التقنية؟
- تتوفر خيارات العلاج للكبار والصغار، سواء كان ذلك تشوهاً خلقياً أوإصابة مكتسبة، ويتم من خلال هذه التقنية القيام بتطويل الأطراف في حال إذا ما كانت الساق قصيرة بسبب إصابة أثناء فترة النمو، أو أسباب خلقية وغيرها من الأسباب التي تصيب الأطراف، مثل الأسباب الخلقية أو الهرمونية أو أسباب بنيوية أو جينية، فكل هذه الاضطرابات يمكن علاجها بواسطة تقنية اليزاروف.
وبطبيعة الحال يتم تطبيق هذه التقنية على منطقة العظام المصابة، والمهم في هذا ألا نغفل تشجيع المريض على المشي بعد العملية الجراحية.
علاج كسور العظام المعقدة
* هل هذه التقنية مفيدة للكسور بالغة التشوه والتعقيد؟
- إن الكسور التي لايمكن التئامها مشكلة شائعة في البلدان المتطورة، وتعد تقنية اليزاروف منهجاً فعالاً في علاجها، حيث يمكن علاج كافة أنواع الكسور العظمية ولكافة الأعمار، حيث يتم علاج كسور العظام المعقدة، خاصة الكسور المفتوحة، والكسور المضاعفة (أي يكون هناك أكثر من كسر في نفس العظمة)، أو وجود كسور مع فقدان بعض العظام، وهذا ينطبق على التشوهات سواء كانت خلقية أومكتسبة، أو أن تكون عبارة عن تشوه عظمي أو تشوه بالأنسجة اللينة، بحيث يمكن علاج تشوهات الأقدام والساق والأطراف لأي عمر من الأعمار.
استطالة العظام المزدوجة
* ما هي الأسباب المؤدية إلى عدم تساوي الطول في الأطراف؟ وما مدى إمكانية علاجها؟
- أسبابها إما أن تكون مكتسبة أو خلقية، فمن العيوب الخلقية طول العظام، ومن الممكن أن يكون عدم تساوي الطول ناتج عن أسباب مكتسبة، مثل الإصابة، أو التهاب العظام، أو عوامل باثولوجية، أو أن تكون ناتجة عن عمليات جراحية أثرت على مناطق نمو العظام أثناء النمو والتطور، كما يمكن من خلال هذه التقنية القيام باستطالة العظام المفردة، إضافة إلى ذلك تقوم أيضاً باستطالة العظام المزدوجة في نفس الطرف المصاب بنفس الوقت، كما يتم استطالة عظمتين مختلفتين من الطرفين مثل عظمة الفخذ في طرف وعظمة ساق في الطرف الآخر.
علاج الالتئام الخاطئ للعظام
* وهل هذه التقنية مفيدة لحالات عدم الالتئام التي فشل التئامها بطرق العلاج المغلق مثل الجبس أو باستخدام جراحات العظام المتبعة العادية؟
- نعم، بالإضافة إلى إمكانية الإستفادة من هذه التقنية في حالة التئام الكسر في العظام بموضع خاطئ، بمعنى أن تكون العظمة في موقع غير موقعها الطبيعي وحدث لها التئام، ولكن مع انحراف في اتجاه العظمة في أي من الاتجاهات الثلاثة، ولسوء الحظ تعتبر هذه المشكلة شائعة جداً في دول العالم الثالث وكذلك بالدول العربية، وإذا لم يتم علاج الكسر بشكل صحيح وفي الوقت المناسب فسوف تحدث مشكلة الالتئام الخاطئ، ولكن يتم تصحيحها بفعالية عن طريق هذه التقنية حتى ولو كان التشوه الناتج عن الالتئام الخاطئ والذي يحدث بسبب تثبيت العظمة بشكل خاطئ في أكثر من اتجاه، ويكون العلاج عن طريق وضع الاطارات وتحريكها بمفصلات صناعية في الطرف المشوه، ويتم كسر العظمة باستخدام تقنية خاصة، ويتم تصحيح التشوه في اتجاه العظمة بالتدريج، ومن بعدها تصحح العظمة مثل أي عظمة مفرودة بشكل سليم، ويستطيع المريض تحميل وزنه على الأرض وعمل علاجات طبيعية أثناء عملية الالتئام بشكل صحيح.

الدكتور عامر عثمان بيك
استشاري جراحة العظام وتقنية اليزاروف بالمركز


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved