|
|
انت في
|
|
لقد قرأت على صفحات ملحق مجلة الجزيرة الصادر بتاريخ 8 رجب 1425هـ تحت عنوان (كاميرا الجوال تقنية تنتهك الخصوصية) الذي أدلى رواد منتدى الهاتف من الاخوة القراء بآرائهم القيمة محاولين استنتاج الآثار السلبية لهذه الآلة وكيفية التوقي والعلاج من آثارها المدمرة وما هو موقف المجتمع من هذه التقنية التي تقتحم خصوصيات الناس؟! وحقيقة ان القضية ليست قضية جوالات مزودة بكاميرات تلتقط بها الصور أين كانت ما هيتها لأن هذا إفراز طبيعي من إفرازات التكنولوجيا المتطورة ونتاج لما وصل إليه العقل البشري المخترع ووسيلة من وسائل الاتصالات الحديثة المتطورة ولكن القضية في كيفية استخدام هذه الوسيلة التي هي سلاح ذو حدين وكم سمعنا وقرأنا وشاهدنا من القصص المحزنة والنهايات المؤلمة التي كان سببها هذا الجهاز الذي غزا أسواقنا بطريقة أو بأخرى رغم المنع المفروض عليه لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة على الفرد والمجتمع! ولأن كل ممنوع مرغوب فقد تهافت الكثيرون على شراء هذا الجهاز وخاصة النساء فدخل قصور الأفراح والمناسبات وقاعات الدراسة والفصول المدرسية والأماكن العامة والخاصة فوقع الشر من بعض ضعفاء النفوس من الرجال والنساء الذين جعلوا من هذه الآلة أداة مكر وخداع بتتبع عورات المسلمين والتقاط صور النساء فنتج عن ذلك من المفاسد الأخلاقية والاجتماعية ما ينذر بشر مستطير وبلاء عظيم فكم طلقت من عروس وكم هدم من بيت وكم تشردت من أسرة وكم هتك من عرض؟! ولذلك فإن المجتمع بكافة طوائفه ومستوياته لابد أن يقف صفاً واحداً للحد من أخطار هذا الجهاز لأن هذه الأفعال التي يقوم بها هؤلاء السفهاء لا يقرها عقل ولا دين فكيف يرضى من عنده مثقال ذرةٍ من غيره أن تُلتقط صور لأمه أو زوجته أو إحدى قريباتها عندما تقوم بحضور مناسبة اجتماعية كالأعراس والولائم وهي لا تعلم أن هنالك من يقوم بتصويرها وهي آمنة مطمئنة سافرة عن وجهها ويديها وشعرها ثم تستغل صورتها اسوأ استغلال من هؤلاء المفسدات اللائي تجردن من كل صفات الحياء والخلق وربما تعدى الأمر مجرد الصورة حتى يصل إلى استغلالها وفبركتها بوسائل شيطانية وطرق إبليسية للتشهير بها وخلق المشاكل لها!! وحقيقة أن جوالات الباندا قد اخترقت خصوصيات النساء في التجمعات النسائية كمناسبات الأعراس والحفلات التي يكون بها النساء في الغالب بكامل زينتهن! ولذلك كان ولابد من وجود حلول لهذه الظاهرة التي تهدد أخلاق مجتمعنا المحافظ الذي يقيم للشرف والحياء قدراً كبيراً من منطلق ديني واجتماعي، وكم أتمنى من ملاك قصور الأفراح أن يتقوا الله ولا يكون الربح المادي هو هاجسهم الوحيد دون النظر أن هذا الفعل معصية لله وتجرؤ على محارمه وانتهاك لحرمات المسلمين واقترح أن يقوموا باتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة وتشديد الرقابة على الداخلات إلى القصر وتخصيص عاملات للتفتيش والإبلاغ للجهات المختصة عمن تقوم بالتصوير داخل القصر حتى يسلم المجتمع والدين من هذا الشر وحتى لا يتمادى بعض ناقصات العقل والدين بهذا الفعل المشين! قال صلى الله عليه وسلم (لتأمرّن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحاضن على الخير أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم) |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |