عزل مدن القناة عن باقي أنحاء مصر بأوامر بريطانية

في مثل هذا اليوم من عام 1951 أمر الجنرال الإنجليزي أرسكيني قائد القوات البريطانية في منطقة قناة السويس بمصر بعزل مدن القناة عن باقي أنحاء المملكة المصرية في ذلك الوقت. كان الجنرال الإنجليزي يسعى إلى احتواء المقاومة المصرية المسلحة ضد الوجود العسكري البريطاني في منطقة القناة. وقد اشتعل الكفاح المصري المسلح ضد القوات البريطانية في أعقاب قرار رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت مصطفى النحاس إلغاء معاهدة التحالف والصداقة بين مصر وبريطانيا المعروفة باسم معاهدة 1936 التي كانت توفر الغطاء الشرعي للوجود العسكري البريطاني في مصر في أكتوبر 1951. وكانت مصر وبريطانيا قد وقعتا معاهدة 1936 في أغسطس من ذلك العام. وفشل قرار الجنرال البريطاني في الحد من هجمات المقاومة المصرية التي شاركت فيها أغلب الأحزاب المصرية من الوفد إلى مصر الفتاة. وفي الخامس والعشرين من يناير عام 1952 صعدت القوات البريطانية اعتداءاتها ضد المصريين في مدن القناة واتهمت الشرطة المصرية في مدينة الإسماعيلية بالتستر على المقاومة. ووجه قائد القوة البريطانية إنذارا إلى مأمور قسم الشرطة بتسليم نفسه ورجاله وأسلحته للقوات البريطانية.
وكان وزير الداخلية في ذلك الوقت هو فؤاد سراج الدين الذي أصدر أوامره لمأمور القسم برفض الإنذار ومقاومة القوة البريطانية حتى آخر طلقة وآخر رجل. وبالفعل ارتكبت القوات البريطانية مذبحة في قسم الشرطة. وفي اليوم التالي شب حريق كبير في القاهرة عرف باسم حريق القاهرة يوم 26 يناير عام 1952 تمكن على إثره الملك فاروق من إعلان الأحكام العرفية والإطاحة بحكومه حزب الوفد برئاسة مصطفى النحاس. وتوالى عدد من الحكومات قصيرة العمر على حكم مصر حتى الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 .