Thursday 16th September,200411676العددالخميس 2 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

نوافذ نوافذ
فيلم إرهابي
أميمة الخميس

عندما خرجت من صالة السينما بعد مشاهدتي لفيلم (11- فهرنهيت) كنت أشعر برعب حقيقي، رعب يفوق جميع ما يبثه في أوصالنا مخرجو أفلام الرعب الكبار في هوليود، فالذي قادني إلى هذا الفيلم هو الصيت الإعلامي الوافر الذي استطاع أن يحققه، فمخرجه الأمريكي مايكل مور استطاع أن ينال السعفة الذهبية في احد مهرجانات السينما في فرنسا (قد تتدخل السياسة هنا)، إضافة إلى كونه يعرض في ألف صالة سينما في الولايات المتحدة هذا الصيف، انتهاء بالأصداء التي حققها الكتاب والفيلم معاً في الأوساط الأمريكية خلال حمى الانتخابات. (وزع الكتاب مليون نسخة).
وهذه الأمور مجتمعة هي التي خلقت هذا الرعب بداخلي فالفيلم بحد ذاته يحتوي على مجموعة لا بأس بها من الأكاذيب، مع اعتماد وافر على التعميم والشمول والنظرة المسبقة التي تحاصر شعوبا بكاملها وفق اطار مسبق، فمايكل مور كان يحاول طوال الفيلم أن يثبت سوء الرئيس الأمريكي، وتاريخه المحاصر بلعبة رؤوس الأموال والشركات الكبرى في الولايات المتحدة ومن خلال بلورة صورة تآمرية بين الرئيس الحالي والسعودية حول أحداث (11-9)..!! الكارثة في هذا بأنه كان طوال الوقت يعتمد على (الستريو تايب) الذي يحاول صهاينة أمريكية بثه عن العالم العربي عموماً وعن المملكة تحديداً كمحدثي نعمة يعانون من فساد كبير في الأنظمة، وعلى علاقات مريبة بين الشركات النفطية حيث سيطرت المصالح الشخصية واستغلال النفوذ.
هذا الفيلم إضافة إلى صورة الخمسة عشر مختطفا سعوديا في (11-9) والذي أجزم بأنها وشمت في ذاكرة كل أمريكي إلى الأبد وستحاصرنا بغمامة سوداء من الريبة والشك والسمعة السيئة أينما حللنا في أصقاع العالم ولأجيال طويلة.
المشكلة بأن هذا الفيلم نفسه لاقى الكثير من الترحيب من مثقفي اليسار في العالم العربي، أو من ينعتون أنفسهم بالطليعيين، فقط لأنه ضد الرئيس (بوش) تأسيساً على قاعدة (عدو عدوي صديقي) على الرغم من أن الفيلم متورط بوضوح بمعركة الانتخابات، ومتورط بمجموعة من المعلومة التي تفتقد الربط والتبرير، ومتورط بصورة أكبر بالتعميمات التي تدور حول العالم العربي في أوساط هوليود.انه بالحقيقة (فيلم إرهابي) كلما تذكرنا بأننا سنحمل هذه الحقيبة المثقلة في مطارات العالم وفي نقاط الجوازات والتفتيش وفي الجامعات والمتاحف والحدائق فوق هذه البسيطة وإلى أبد الآبدين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved