Thursday 16th September,200411676العددالخميس 2 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أمير الحب.. فارس الرياض أمير الحب.. فارس الرياض
فيصل بن سليمان الخرشت/ سكرتير مكتب عضو مجلس الشورى

كيف سيكون حديث هو بحجم هذا الكون المتسع، كيف سيكون حديث المحب عمن يحبه، كيف سيجعل الحب والتقدير والإجلال الحديث عن خصال هي لآلئ تنتثر بين أكف الحروف وكل الكلمات عقوداً تنتشي بعبق السؤال والجواب بحضرة السيرة العاطرة بألق المواقف الحسان والخصال التي تتوق كل نفس لمعرفة تفاصيلها وتفاصيل فارسها الذي امتطى صهوة الجواد ليجعل من الرياض عروساً تحتضن الروعة والجمال في جنباتها.
في حديث ليس هو ككل حديث وفي كلمات ليست ككل الكلمات وحب ليس ككل قصة حب تعيش على أرض الواقع لترسم أجمل لوحة تصف ملامحها حياة الأمير الفارس الإنسان. أمير الخير والعطاء أمير الحب والسلام سلمان بن عبد العزيز.
في يوم 5-10-1354هـ، الموافق 31-12- 1935م كان الزمان على موعد مع مولد الفارس الأمير في مدينة الرياض في يوم لا ينساه التاريخ وفي سن التعلم تلقى سموه تعليمه الشرعي على أيدي كبار العلماء والمشايخ وزاد من حصيلته العلمية والثقافية الاطلاع في شتى جوانب العلم والمعرفة، وهذا ما زاد سموه حنكة ودراية جعلته يلم بكافة الأمور أصعبها وأسهلها، وكان الموعد الثاني في يوم الثلاثاء 11-7- 1373هـ الموافق 16-3-1954م يوم تم تعيين سموه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة.
وحان الموعد الثالث مع الزمان بهيجاً يوم الاثنين (25-8-1374ه الموافق 18 أبريل 1955م) حين زفت الرياض إلى سموه كعروس ارتدت أزهى الحلل بمقدمه وكان ذلك حدثاً مهماً عم مدينة الرياض الكبرى والمقيمين بها من مواطنين وغيرهم حيث وضع سموه وقته وجهده وماله خدمة لهذه المدينة ونالت من الخير العميم على يده وشمل التطور كافة مناحي الحياة ولقد كان لأسلوب ومنهج سموه في الحكم والإدارة أكبر الأثر في توفير الأمن والعدل والمساواة لأبناء المنطقة مرتسماً خطى والده الملك المؤسس الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الذي شهد وطننا الغالي على يديه العدل والمساواة بين الجميع (فهذا شبل من ذاك الأسد) فهو المسؤول الذي يحضر في الساعة الثامنة صباحاً معطياً نموذجاً حياً في الانضباط والجدية في العمل ويبدأ يومه بمجلس مفتوح يستقبل فيه الكبير والصغير، الضعيف والقوي، المواطن والمقيم، مجلس لا يمنع منه أحد وكل يتحدث مع سموه مباشرة دون صاحب أو وسيط ويطلع سموه مباشرة على كل شكوى وطلب ويبت فيه أو يوجهه إلى الجهة المعنية وهذا الأسلوب الإداري المباشر مع الحاكم سهل حل مشاكل الناس وجعل كل مسؤول في أي جهة كانت مدركاً لمسؤوليته حريصاً على إنجاز مسؤولياته.
فهو بهذا يلتزم بمقولة والده الشهيرة العادلة بين الناس: (من أصابه ضرر فليأتني لأنصفه).
كما أن إنشاء هيئة تطوير منطقة الرياض كان أسلوباً إدارياً ناجحاً في تنظيم المشاريع والاستفادة القصوى من الاعتمادات المالية والتنسيق الشامل في ذلك.
ومع أن مسؤوليات سموه كبيرة ومتشعبة وتشمل كل أوقاته إلا أنه إلى الآن يحمل نفسه عناء الإشراف على الأعمال الخيرية رغبة في ما عند الله من الأجر والثواب.
بل إن العمل الخيري لدى سموه كان ولا زال من الأولويات الهامة والضرورية لديه والتي يتابعها باهتمام بالغ على الصعيدين المحلي والدولي ومنذ (عام 1956م) وهو يترأس عدداً من اللجان والهيئات الرئيسية والمحلية لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي ودعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان.
وقد كان من أبرز ما رعاه سموه حفظه الله:
أولاً: الجمعيات والهيئات التي يرأسها سموه والتي لها نشاط ومهام خارج المملكة على سبيل العد لا الحصر:
* رئيس لجنة التبرع لمنكوبي السويس (1956م).
* رئيس اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر (عام1956م).
* رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن (عام 1967م)
* رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات لشهداء الأقصى بمنطقة الرياض (2000م-1421هـ).
* الرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر بمنطقة الرياض.
* رئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
* رئيس مجلس إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري.
* رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.
* رئيس جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض.
وما هذا كله إلا غيض من فيض ونقاط من بحر سموه الكريم في مناشط الخير وبذل المعروف في كل ما يحتاج دعماً ورعاية مادية أو معنوية وقد كان له - حفظه الله- اليد الطولى في ذلك، وتحقيق السبق في كل سباق من سباقات الخير.
ومن موانىء أوجه الخير والبذل والعطاء، إلى مرافىء القيادة والريادة في عالم الثقافة والتقدم العلمي والعملي من خلال ترؤس سموه الكريم لعدد من اللجان الهامة التي تضطلع بعدد من المهام التي تسعى لتطوير الرياض فكرياً واقتصادياً وعمرانياً ومن ذلك:
* رئيس الهية العليا لتطوير مدينة الرياض.
* رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية.
* رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز.
* المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.
* الرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي.
* الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض.
* رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
وبعد هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات الخيرة والمعطاءة من لدن سموه الكريم، وهذا المشوار الذي سجل أجمل وأقوى حضور على الصعيدين المحلي والدولي لدى كل متابعيه ومحبيه ومع هذه المنجزات العظيمة والمسؤوليات الجسام إلا أنها لم تؤثر في تواضعه الجم وحبه للخير الذي جعل منه قريباً محباً لكل محتاج.
لقد فتح سموه مجالسه وفتح قبلها صدره العامر بحب الله عز وجل ثم الوطن والمواطنين، يسمع هذا ويلبي حاجة ذاك، لا يرد من يطلبه ولا يخذل من طلب (فزعته) بما تجود به نفسه الكريمة.
لقد أدت هذه العطاءات بطبيعة الحال إلى تقلد سموه للعديد من الأوسمة التي تشرفت به وليس هو من سعى بحثاً عنها، وإنما أتته في خيلاء تتمنى أن تتوجه فارساً من نوع خاص تفرد بصفات لا تجتمع في سواه ومنها:
* وسام مرور ألفي عام على إنشاء باريس وقد قلده عمدتها جاك شيراك عام 1985م.
* وسام الكفاءة الفكرية وقد قلده الملك الحسن الثاني ملك المغرب في الدار البيضاء عام 1989م.
* وسام البوسنة والهرسك الذهبي وقد قلده الرئيس البوسني علي عزت بيغوفتش وذلك لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك وذلك في مدينة الرياض في شهر مارس 1999م.
* الوسام الأكبر وقد قلده الرئيس السنغالي عبدو ضيوف ويعتبر هذا الوسام أعلى وسام في جمهورية السنغال وذلك أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م.
* وسام الوحدة اليمنية من الدرجة الثانية وقد قلده الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أثناء زيارة سموه لليمن مع صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز.
* وسام نجمة القدس وقد قلده الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حفل بقصر الحكم بالرياض وذلك تقديراً لما قام به سموه من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني.
* درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
* جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة العربية السعودية للخدمة الإنسانية عام 1995م.
ويتضح لنا مما سبق ذكره ان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- شخصية لفتت الأنظار بقيادية تمتاز بروح الثقة والطموح المطلق بلا حدود، وبقلب لا يعرف اليأس، ولا الكلل والملل، لقد حولت جهود سموه الرياض من صحراء قاحلة لمدينة تسابق الزمن قدماً نحو التطور، ومواكبة العالم بل ومزاحمته في كل خطى التقدم، ذلكم هو الأمير سلمان بن عبد العزيز المحب للخير، العاشق للأمن والأمان الزارع لنحب الخير في قلوب من حوله ومن يعمل معه، أمير تعجز الكلمات وتجف كل الأقلام قبل أن تصل مرافئه وشواطئه، دمت لنا سلمان أيها القلب النابض بالحب في كل مكان وزمان.
ولعل في كل ما سبق من إشادة وإشارة إلى الصفحات البيضاء في سجل الأمير سلمان- حفظه الله -إنما هو مصداق للحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم:
( ان الناس شهود الله في أرضه فإذا أثنوا على إنسان خيراً كان كذلك إن شاء الله) فهنيئاً للأمير سلمان على هذه المحبة وتلك المكانة التي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقه إلى المزيد من فضله وأن يجعله تاجاً على رأس عاصمتنا الغالية مدينة الرياض معشوقته.

Kharshatf@shura.Gov.sa


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved