Friday 24th September,200411684العددالجمعة 10 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(الخطباء) ليسوا على مستوى واحد (الخطباء) ليسوا على مستوى واحد

سعادة رئيس تحرير الجزيرة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فقد اطلعت على مقال الكاتب محمد المشوح في العدد 11677 بتاريخ 3-8-1425ه والذي عنونه ب(المتآمرون) ولي تعليق غير متكلف فقد وقعت ابصاري على ثلة من المقاطع في ثنايا المقال للكاتب وبداية فالكاتب يعلم قبلي ومن بعدي أن الخطباء ليسوا على مستوى واحد من التعليم والتلقين والدراية الى آخره من متطلبات الخطابة وما يحصل من قليل لا يتحمله الكثير أما تعليقي على القول بأن (الخطاب والوعاظ يجلدون الناس بسوط الخطايا والذنوب) هنا أتوقع أن يكون الهدوء في ردة الفعل هو السمة التي سوف تنطبع في الأخذ والرد فإن كثرة الحديث عن الذنوب والمعاصي واردة من هول السيل العرم من الأخطاء اليومية للبشر ممن هم من المسلمين على وجه التحديد والتي بدأ الناس يتعودون عليها ولا يرون فيها بأسا مع الوقت ومروره الأمر الذي أحدث تساقطا نحو العمق في البحث عن معول لانتشال الناس منها ولما كان الوقت تثقل ساحته بكل جديد وثقيل من التجاوزات الدينية كانت نظرة الخطباء أن الترهيب - وهو منهج ديني معترف به - هو ما يمكن أن يحرك في الناس حس المعرفة بالواقع الخطأ والترفع عنه ولربما كان الاسهاب في ذكر الخطايا مزعجا لمن يعتقد نفسه في بعد عنها ومن جانب آخر ذي صلة أنه في الفترة التي تلت الأحداث على الساحة العالمية الأخيرة توجه الخطاب المنبري مربوطاً بتحميل المستمع للخطبة أو الخطاب مسببات الأحداث بشكل شبه مطلق وهذا الأمر مقبول من جهة وغير منطقي من جهة أخرى فهو مقبول عندما ينظر الى الوضع الحالي للمسلمين أنه جاء بسبب البعد عن تطبيقات الشريعة والدين في المعاملات اليومية وتعطيل الواجبات وأن ما يحصل في العالم الخارجي ليس ببعيد وقوعه على المسلمين إذا تركوا المنهج الذي عليه أهل السنة والسلف الصالح وهذا مقبول وقد ورد في القرآن الكريم {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} (112) سورة النحل.
أما صيغة الخطاب التي قد لا تكون منطقية فهي تحميل المسلمين نتاج الأحداث في العالم في كل خطبة تلي حدثا سياسيا وهذا في رأيي تحميل أهداف الخطبة مالا يطيق فالناس أو عامة الناس لا ترى في الأحداث السياسية ما يعنيها وما يعترض تطبيقها ما له علاقة وطيدة بواقعهم مما قد يفقد الخطبة الهدف منها والاتجاه بدور المسجد من خلال الخطبة الى أدوار يكفي أداؤها في ندوات أو محاضرات ذات صلة وفق تقنين معين ولكن أخذ العبرة من الأحداث أمر واجب لابد منه كما أن المساجد لها أدوار أكبر بكثير من ذكر الترهيب فقط فهناك التذكير بملزمات الأمور وواجباتها ومستحبها ومندوبها أما الاغراق في ذكر التأنيب فمن المعلوم أن الجميع لا يتفقون في جرم أو خطأ واحد.كما ورد في المقال ما مفاده (النظر الى الآخرين في الغرب على أنهم قطيع أغنام) الحضارة الإسلامية امتداد للحضارات السابقة ولكنها بطبيعتها ومكوناتها تتخذ من تكريم الانسان وتفضيله على سائر المخلوقات وتقديس العلم والعلماء منهجاً لا حياد عنه ولا يقلل هذا من الحضارات الغربية التي بنيت في جزء ليس باليسير منها من ابداعات أولية لعلماء المسلمين ومن هنا فإن هذا الوصف للأمم لا يتفق ومسار محاولات نشر وتثبيت حضارة المسلمين السابقة أو الحاضرة هذا الوصف على أي حال ليس صفة لازمة لكل الخطب ولو صح من بعض الخطباء فهو نتيجة الى ميل الميزان اللفظي الحاد في صياغة الخطبة الذي أفرزه تزايد التجاوزات على أبناء المسلمين في شرق الأرض وغربها التي لا ينكرها عاقل وإن أوخذ على اللفظ الحدة.وغاية الحديث أن هذه البلاد تتبنى الدين منهجاً وشرعاً يحكم به ويحتكم إليه وقادة هذه البلاد لطالما دعوا الى الفضيلة ودافعوا عنها في مجالسهم وأحاديثهم فالكل يسعى بما يستطيع ويقدر ليكون له هدف فيما يفيد النفس والآخرين.ودمتم..

محمد بن سعود الزويد/الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved