Friday 24th September,200411684العددالجمعة 10 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

الداء الصامت الداء الصامت

إعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان
* س- ضغط الدم أقلق حياتنا وجعلنا نلازم بعض الحبوب الخافضة للضغط. لي أصدقاء كثيرون موظفون وغير موظفين يُعانون من هذا الداء فهل لضغط الدم صلة بأمراض القلب؟
حسن بن حيدر حسين الخميس.. الدمام
* ج- ضغط الدم مرض ليس معدياً حسب علمي لكن هذا المرض يحسن الوقاية منه قبل وقوعه. وقبل الإجابة أُبين ما يحسن بيانه تجنباً لهذا المرض فمن ذلك:
1- تجنب المشاكل بالبعد عن أسبابها.
2- تجنب الظلم فدعوة المظلوم محيطة.
3- تجنب ما يُثير الحساسية النفسية.
4- تجنب كثرة التفكير السلبي.
5- تجنب المشاحنات خاصة (العائلية).
6- عدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب.
7- عدم التساهل بأي عارض صحي.
8- تجنب المركزية في العمل.
9- تجنب اضمار الحقد والبغضاء.
أما ما تسأل عنه يا أخ حسن بن حيدر بن حسين الخميس فإن بعض الصحف قد عالجته بما لعله يفيدك في هذا.
أورد ذلك الكلام مع ضرورة ضبط هذه الأمور التسعة 9 خاصة رقم 2 .
يعد ضغط الدم من المشاكل الرئيسية المرتبطة بأمراض القلب والتي لم تنل الاهتمام الكافي.. ويسمى ضغط الدم أحياناً بالداء الصامت لأن أعراضه قد لا تظهر على المصابين به، فهناك ملايين من المصابين بارتفاع في ضغط الدم ولا علم لهم به وآخرون مصابون بارتفاع طفيف في ضغط الدم..!! كما أن ارتفاع ضغط الدم المفرط يعتبر عاملاً قوياً في جعل الشخص عرضة لأمراض الشرايين التاجية.
ولا تقتصر الإصابة به على المسنين وإنما يشمل الشباب وحتى الأطفال، حيث تشير الأبحاث العلمية أن هناك العديد من الأطفال مصابون بارتفاع الضغط ولكن قد لا يبين ذلك لهم.
ولضغط الدم قراءتان: الأولى تشير إلى ضغط الدم التقلصي الانقباضي وتسمى (Systolic) أي صغط الدم أثناء تقلص عضلة القلب وضخه إلى أنحاء الجسم.
والثانية تسمى ضغط الدم الانبساطي (Diastolic) وهي قراءة ضغط الدم عندما تكون عضلة القلب مرتخية.
وإذا كان ضغط الدم يمثل قوة ضخ القلب للدم فإنه يمثل أيضاً انعكاساً لحالة الشرايين التي يجري فيها الدم.
فلو كانت الشرايين الصغيرة واقعة تحت ضغوط بسبب توتر العضلات التي تحيط بها فإن ضغط الدم يكون مرتفعاً، وعلى العكس إذا كانت الشرايين مرتخية فإن ضغط الدم يكون منخفضاً.
ويتراوح ضغط الدم من شخص لآخر، وكذلك بين فترة زمنية وأخرى لنفس الشخص. ففي الحالات الطبيعية يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين (60-90) مليمتراً زئبقياً، وكلما تقدم الشخص في السن ارتفع ضغطه. فالاشخاص الذين يصلون إلى العقد السابع أو الثامن من أعمارهم، يكون ضغط الدم لديهم من العوامل الخطيرة جداً في ازدياد أمراض الشرايين التاجية ويسبب الشلل والموت أحياناً.
القراءة المثلى
وتعتبر القراءة المثلى لضغط الدم هي (80- 120)، وفي أي حالة يتجاوز فيها ضغط الدم عند أي شخص عن (90-140) ويبقى هذا الارتفاع مستمراً، يكون هذا الشخص من المصابين بضغط الدم.. كما أن هناك علاقة ايجابية بين ارتفاع ضغط الدم وبين احتمال الأصابة بأمراض القلب، فالشخص الذي يكون ضغطه التقلصي (150) فإنه يحمل كوامن الاصابة بالنوبة القلبية أكثر من الشخص الذي يكون ضغطه (120) بمرتين.
ويتركز الأذى الذي يتركه ضغط الدم على الجدران الداخلية للأوعية الدموية التي تغذي القلب وخاصة في المناطق التي يتفرع فيها الشريان إلى فروع أصغر، ولا يتوقف الأذى على شرايين في اجزاء الجسم وخاصة تلك التي تغذي المخ، حيث أن ضغط الدم قد يسبب حرجاً في هذه الشرايين مما يؤدي إلى الاصابة بالشلل، أو ربما يؤدي إلى اصابات خطيرة في العينين أو الكليتين.
ارتفاعه
* ولكن ما العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم؟
- تتفق معظم الدراسات على أن هناك ثلاث عادات رئيسية يمارسها الكثير من الناس ولها علاقة وثيقة بارتفاع ضغط الدم وهي:
1- تناول كميات كبيرة من الطعام أكبر من حاجة الجسم.
2- التناول المفرط للأملاح.
3- التدخين، وشرب الكحول.
إلا أن أكثر هذه العوامل تأثيراً على الضغط وأوسعها شيوعاً بين الناس هو تناول الملح، وأن مفتاح السيطرة على ضغط الدم هو الإقلال من تناوله.
الرياضة
* وماذا عن التأثير الرياضي على ضغط الدم؟
- إن للتمارين الرياضية أثراً فعالاً وواضحاً في تخفيف ضغط الدم بكلا القياسين التقلصي والانبساطي. وقد أدت التجارب إلى أن التمارين الرياضية تساعد على هبوط الضغط بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أفراط في ارتفاع ضغط الدم. ولا يقتصر تأثير النشاط الرياضي على هبوط ضغط الدم أثناء الحالات الاعتيادية (أثناء الراحة) وإنما أيضاً أثناء ممارسة النشاط البدني، وينطبق هذا على الأصحاء ومرضى القلب الذين يعانون من ضيق في الشرايين التاجية.
ويُنصح بعدم ممارسة تمارين القوة التي تتطلب الضغط المستمر مثل تمارين الاثقال والتدريب العضلي الثابت أو تمارين المصارعة، حيث أنها تؤدي إلى زيادة الضغط على الشرايين ومن ثم تعرقل سريان الدم فيها، مما يخلق عاملاً اضافياً ومرهقاً للقلب، وان اجهاد القلب بهذا الأسلوب يشكل خطورة على الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين.
ولهذا فإن أحسن التمارين وأكثرها أماناً لمرضى القلب هي التمارين المنتظمة البطيئة أو المتوسطة مثل الجري أو المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، حيث تتوسع الشرايين والأوعية الدموية الموجودة في العضلات المتحركة, وهذا الاتساع يؤدي بالطبع إلى سريان كميات من الدم إلى أكبر عدد من الشرايين، كما أن الحركة المنتظمة للعضلات من خلال تقلصها وانبساطها هي الأخرى تساعد على جريان الدم بصورة منتظمة في الشرايين ثم عودته عن طريق الأوردة إلى القلب. كما أن سريان الدم نتيجة الحركة المنتظمة للعضلات يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الدقائق الأولى من التمارين ثم يثبت على مستوى واحد، وفي حالة استمرار التمرين تستمر الشرايين الصغيرة في التوسع وبذلك يبدأ الضغط في الانخفاض.
مضاعفات الضغط
تعتبر مرض ارتفاع الدم من الأمراض الخطيرة، كما ذكرنا حيث قد يكون له تأثير مباشر بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي تؤدي إلى موت الشخص حيث قد يكون سبباً لانفجار الأوعية الدموية بالمخ، كما أن للضغط تأثيراً كبيراً على حجم القلب، حيث يؤثر على ضخامة القلب وله تأثير كذلك على تشنج العروق في شبكة العين وقد يؤثر بشكل كبير على قصور ومشاكل صحية في الكلى، لذلك فإنه يجب على كل شخص أن يتأكد من سلامة ضغطه والعمل على قياسه بشكل مستمر وعدم اهماله في حالة اكتشف أنه مصاب بارتفاع في الضغط.
كما ذكرنا سابقاً فإن للرياضة والنشاط البدني تأثيراً مفيداً للحد من ارتفاع الضغط حيث أن لها تأثيراً ونتائج جيدة في انقاص الوزن وتنشيط الدورة الدموية والتخلص من الشحوم ومن أكثر الرياضات والنشاطات الحركية للحد من ارتفاع الضغط هو رياضة المشي وخصوصاً لكبار السن وللذين يعانون من زيادة في الوزن أو سمنة لأن اللياقة تكون عندهم منخفضة فالمشي من (15-25 دقيقة) يومياً مطلوب وينصح بالاستمرار في ذلك لأن قليلاً مثمراً خير من كثير منقطع ولذلك يمكن أن يتم اجراء هذه التمارين في المنزل والمشي في الحوش أو حتى في الصالة لأن تحريك الجسم ولو بشكل قليل له تأثير في الحد من زيادة الوزن وبذلك يؤدي إلى الحد من ارتفاع الضغط.
الغذاء والضغط
كما أن للغذاء دوراً مهماً جداً في الحد من ارتفاع الضغط، حيث أن التقليل من تناول الملح سواء باضافته على الغذاء عند الطبخ أو بعد الطبخ لذلك فإن التعود على الإقلال من الملح أمر مطلوب ومفيد وقد يكون ذلك بالاعتماد على استخدام بدائل الملح مثل كلوريد البوتاسيوم فهو أحد البدائل التي تساهم في الحد من استهلاك كميات كبيرة من الصوديوم.
كيفية معرفة أنك تستهلك
كمية من الملح في غذائك
* هل تتناول أغذية عالية الملح مثل السمك المملح، الجبن؟
* هل تضيف كمية من الملح بشكل كبير أثناء الطبخ؟
* هل تتناول الصلصات والمكسرات المملحة والمخللات بشكل كبير ومستمر؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved