Friday 24th September,200411684العددالجمعة 10 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "اليوم الوطنـ74ـي"

الأول من الميزان.. شموخ ومسيرة الأول من الميزان.. شموخ ومسيرة
د. عبد الرحمن بن سليمان الدايل(*)

لقد أراد التاريخ أن يسجل ويكتب عن الأول من الميزان، فاحتجز له صفحة ناصعة البياض؛ ليكتب عليها بمداد المجد والفخار مسيرة الإعجاز التي بدأها البطل عبد العزيز، يرحمه الله. نعم بدأها بعد أن اختتم مشوار التوحيد؛ ليبني صرحاً، ويرفع عليه راية خفاقة مشرقة تحيط بها قلوب وعقول أبنائه البررة وأبناء هذا الوطن وجهودهم المخلصة الدؤوبة.
سجَّل التاريخ في هذا اليوم أن دولة فتية وصرحاً عالياً قد أُقيم في هذه البقعة الطيبة من العالم؛ لتنشر الأمن في ربوعه، والتنمية في جنباته، ولتمد يدها بالخير إلى كل أخ وصديق، ولتساهم في التعاون الدولي بفاعلية، ولتضرب نموذجاً ومثلاً في الحضارة والبناء والتعاون والنجدة والإغاثة على المستوى العالمي. وشهد التاريخ أن ما سجَّله بمداد المجد والفخار سيظل عنواناً لمَن يريد أن يقرأ عن هذا الوطن، أو يتعرَّف على جانب من جوانب الحياة فيه؛ فقد ارتسمت مظاهر النهضة في كافة مدنه وقراه، وشادت الدولة صروحاً تنموية في مختلف الميادين، وصار التعليم للجميع، والأمن للجميع، والرعاية للجميع من مظاهر الحياة فوق أرض المملكة.
وأصبح وجه المملكة العربية السعودية مشرقاً وضَّاءً في مسيرات الرخاء والتنمية والتقدم، وصار لها حضورها الفاعل والمؤثر في الساحة العربية والدولية وأضفت مكانتها الروحية في النفوس أبعاداً مهمة على مكانتها الاقتصادية والسياسية، وأصبح اسم السعودية مصدر فخر واعتزاز لأبنائها ولكافة المسلمين ولكل مَنْ يلتمس الحياة الكريمة عن طريق الإسلام القويم.
وأصبحت المملكة هي النموذج والمثال الحي لمَن يبحث عن سبل نهضة مشرقة أو تقدم حقيقي يرعى مصلحة الوطن والمواطن، فقد أضحى الوطن هو القضية الأساسية التي يكرِّس لها ولاة الأمر جهودهم وفكرهم، فلا هوادة من أجل العقيدة، ولا مساومة في حق الوطن والمواطن، وأصبح أمن الوطن واستقراره وصالح المواطن ورخاؤه الشغل الشاغل لأبناء الملك الموحِّد عبد العزيز، طيب الله ثراه، فكانت خطط التنمية بثمارها مصدر اعتزاز لأبناء الوطن، وموضع تقدير لمَنْ يتابع تقدُّم الأمم ونموها.
وازدادت كافة مظاهر التلاحم بين الراعي والرعية، وعمقت سياسة الباب المفتوح من هذا التلاحم والتكاتف، وضرب أبناء المملكة أروع الأمثلة في التعاون من أجل مصلحة الوطن وصالح أبنائه، وانحسرت الفتنة، وردَّ الله كيد الكائدين وحقد الحاقدين إلى نحورهم، وازدادت الألفة، وقوي التلاحم، وأغدق الله الخير على الوطن، وتدفقت المليارات من الدخل، فإذا بالمستقبل أكثر إشراقاً، وبالتنمية أكثر تطلعاً إلى المزيد من المشروعات الطموحة التي توفِّر للمواطن مزيداً من السعادة والرخاء والرفاهية.
وكل ذلك يُلقي بواجبات ومسؤوليات على أبناء هذا الوطن في هذه الذكرى الخالدة الباقية، وأول تلك الواجبات المزيد والمزيد من شكر المولى العلي القدير على هذه النعم، فبالشكر تدوم وتستمر، وبحمد الله تنمو وتزدهر، والمزيد من التلاحم بين أبناء الوطن وقيادتهم التي لا تألو جهداً في سبيل إسعادهم وتحقيق الرخاء لهم، فكم كان التلاحم سداً منيعاً وحصناً قوياً تحطَّمت عنده محاولات أعداء الوطن للنيل منه، وكم صنع التلاحم بين الراعي والرعية من ملاحم البطولة، وكم حقَّق من نجاحات في مسيرة البناء.
والتلاحم لا يكون بالأقوال أو بإبداء عبارات المدح والثناء، بل لا بدَّ أن يتحول إلى سلوك عملي، وفعل قويم محمود يُعبِّر عن المواطنة الحقة التي يتطلع إليها الوطن في أبنائه سلوكاً وعملاً وتعاوناً وتكاتفاً، فالوطن في حاجة إلى جهود أبنائه، كلٌّ بقدر طاقته وإمكاناته، في مختلف مواقع العمل والإنتاج، وفي حاجة إلى الوعي بمجريات الأمور من حولنا، وفي حاجة إلى السواعد الفتية والعقول النيرة، وفي حاجة إلى الفكر المنتج البنَّاء، وفي حاجة إلى الطالب المجتهد، والمعلِّم المبدع، والمهندس الماهر، والطبيب المخلص، ورجل الأمن الساهر، وإلى الأسرة المتعاونة التي تؤدي واجبها، وإلى الصانع الذي يُتقن صنعته، والمزارع الحريص على تنمية نفسه ووطنه. كلُّ ذلك حتى تستمر المسيرة قوية شامخة وحتى يستمر هذا الصرح عالياً، والراية خفاقة، وليستمر استحقاقنا بما سجَّله الأول من الميزان راسخاً عبر التاريخ.حفظ الله لنا وطننا وولاة أمرنا، وأدام علينا نعمه، وردَّ عنا كيد الحاسدين.

(*)وزارة الثقافة والإعلام


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved