Friday 24th September,200411684العددالجمعة 10 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

5-3-1392هـ الموافق 18-4-1972م العدد (387) 5-3-1392هـ الموافق 18-4-1972م العدد (387)
طريق الشباب في الإسلام

تأليف - ناصف سليم
عرض - رشيد القحص
الشباب هم العنصر الفعَّال في الأمة، هم بناة نهضتها ومستقبلها وعلى أكتافهم وبسواعدهم تبني بنيانها الشامخ، وإذا أحسن الإنسان توجيههم واستغلال مكامن الطاقة في نفوسهم الاستغلال النافع كان ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز واستطعنا عند ذلك أن نشيد وطناً قوياً متماسك البنيان.
في الشباب قوى هائلة وهذه القوة بحاجة إلى الضبط والتوجيه الخير وما أحوج الأوطان إلى الاستفادة من تلك القوى ففي الذرى طاقة هائلة ولكنها قد تكون تدميرية ذات عواقب سيئة إذا أفلت زمامها من يد المشرفين عليها وكذلك الشباب.
ونحن المسلمين لنا في تراثنا الخالد ما يجعل نفوسنا في غنى عن استيراد أي مبدأ عقيم في مصدره، ففي الإسلام وتعاليمه تراث رائع ما أحوجنا للاقتداء به في كل وقت.
وكتابنا لهذا الأسبوع يعالج هذا الموضوع ويلم بشتى جوانبه أما عنوانه فهو (طريق الشباب في الإسلام) للأستاذ ناصف سليم.
يتضمن هذا الكتاب أكثر من موضوع ولكنها في معظمها تدور حول الشباب وتوجيهه التوجيه السليم وإرشاده للطريق القويم الذي يوصله للفوز في دنياه وأخراه.
فمن: دين القوة إلى كلهم شباب، إلى إن لبدنك عليك حقا، إلى واجبات الأسرة، فالعلم قوة وسلاح إلى كل ما هناك من المواضيع التي تمس توجيه قوى الشباب التوجيه المناسب وتثير في نفوسهم حب هذا الدين والتمسك بمبادئه والسير عليها.
كل ذلك في أسلوب مشرق ولغة سهلة، وبيان ناصع مقرونا بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الغرض وتعنى بالمطلوب، ولا غرو في ذلك فالمؤلف أحد خريجي الأزهر، وقد نهل من مناهله حتى تشربت نفسه بتلك المبادئ فوقف داعياً إليها ما استطاع.
وسنحاول أن نستعرض في هذه العجالة أهم المواضيع التي تطرق إليها المؤلف في هذا الكتاب القيّم.. يقع الكتاب في نحو من مائتين وسبعين صفحة من القطع المتوسط ورغم ذلك تجد النفس منساقة بين محتوياته دون كلل.
تبدأ الصفحة الأولى من الكتاب مما يلي: الغلاف بهذه الآية الكريمة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}.
تليها مقدمة للمهندس الأستاذ أحمد عبده الشرباصي يتحدث فيها عن الشباب كمصدر قوة وعن الإسلام كمهذب وموجه لها مقارناً مقارنة يسيرة بين شباب الجاهلية وشباب الإسلام متمثلة في بيت شعر لجاهلي يروي فيه ما يهمه من دنياه، وآيات بيّنات تدعو إلى الفضيلة والأخلاق الرفيعة.
ثم يبدأ أول موضوع للمؤلف بعنوان ماذا نريد، يتحدث فيه عن الرعاية المطلوبة منذ الصغر لأبناء المسلمين حتى يشبوا وقد ملئت نفوسهم إيماناً، وتحصنت بذلك ضد التيارات المختلفة المنتشرة في العالم انتشار النار في الهشيم.
ويرى أن هناك ثروة روحية تكرم في الإنسان معاني الإنسانية، وتلك الثروة هي في هذا الدين الخالد أبد الدهر.
ثم يتناول ما يقال عن الإسلام أنه دين عزلة وابتعاد عن الحياة فيفند ذلك القول ضارباً مثلاً للتربية الإسلامية التي تريد من المؤمن أن يكون قوياً في جسده كما هو قوي في إيمانه كطريقة عمر بن عبد العزيز في تنشئة أبنائه.
يليه بالآية الكريمة التي تصوِّر الإسلام على حقيقته، أنه دين الدنيا والآخرة معاً، العبادة مطلوبة وواجبة كما أن العمل والسعي من أجل مطالب الحياة مطلوب، يقول جلَّ من قائل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا..} وفي هذه الآية وحدها أكبر الرد على المغرضين وأرباب الشهوات الذين يصورون الدين على غير حقيقته.
وبعد ذلك يستعرض موضوع التدين والتمسك بالدين وكيف يكبح جماح النفس ويعصمها من التحلل والإباحية ويجعلها قوية لا تلين أمام المغريات.
ويستعرض من ثم بعض المبادئ التي يحرص الإسلام على غرسها في النفوس كموضوع الاستئذان من قبل الأطفال الصغار والخدم على ذويهم قبل دخولهم الأماكن التي يقضي فيها هؤلاء أوقات فراغهم وراحتهم كما بيَّن ذلك القرآن الكريم وما في ذلك من تعويد لهم على النظام في حياتهم.
أما موضوع دين القوة فيتحدث عن التربية الروحية والجسدية للمؤمن حتى يستطيع أن يؤدي واجبه إذا دعا الداعي ويصون بذلك حرمات الإسلام من عبث العابثين وكيف يجب أن تكون تلك القوة الروحية والجسدية، على أنه لا غرور وراء ذلك ضارباً بجعفر بن أبي طالب مثلاً للشاب المؤمن القوي الذي لا يلين حتى في أحرج الساعات وأثقلها وطأة على المرء، مرة وهو في الحبشة ومرة أخرى في ميدان القتال يوم مؤتة حين استشهد رضوان الله عليه.
ومن مظاهر حرص الإسلام على القوة والاستعداد للطوارئ ما روي عن الاهتمام بالرماية والحض عليها وهي في ذلك الوقت سلاح ما بعده سلاح، وقياساً على ذلك نستطيع القول إنه يجب التعلم في هذا الوقت على كل سلاح يمكن أن يرهب عدواً ويردعه عن الإتيان بما من شأنه إضرار المسلمين والنيل من كيانهم والذي نستطيع به أن نظل أعزة ترفرف راياتنا في كل مكان.
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وفي (كلهم شباب) يتحدث المؤلف عن الشباب ومنافستهم بعضهم بعضا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يفوزوا بشرف الالتحاق بالجيش المتجه لقتل الأعداء ولهم القدوة في ذلك بالقائد العظيم الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن الشباب الذين كان لهم شأن في الإسلام على سبيل المثال لا الحصر أسامة بن زيد الذي ولاَّه الرسول الكريم على الجيش المتجه لمشارف الشام، وفي الجيش رجال كعمر والصديق أكبر سناً وأسبق إسلاماً ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أن يرحل الجيش فأصر الصديق رضي الله عنه على إنفاذه واستأذن ذلك القائد أن يسمح له بعمر.
ثم ينتقل بنا إلى حق الجسد في موضوع آخر مستشهداً ببعض كلمات للرسول يقول فيما معناه (إن لبدنك عليك حقا).
وإذا استهلك الإنسان كل طاقاته فيما لا طائل تحته كان ذلك مدعاة لانهاك الجسد، مشيراً لقوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة}.
ثم يشير إلى بعض أقوال المفسدين مما يدعون إلى الانحلال الخلقي ويرد عليهم ردا قويا مفحما، آتيا لنا بمثلين لشابين أحدهما أنهك جسده في المباذل والآخر اعتصم بالله ودينه فمن سيكون الأقوى؟ والجواب واضح لا شك فيه فالأول هزيل ضعيف لا يقوى على شيء والآخر قوي الجسد والروح معاً.
ومن الأمور التي عالجها المؤلف أمر الصحة والاعتناء بها وكيف أننا إذا أردنا لشبابنا أن يكون في مأمن من غائلة المرض فعليه اتباع إرشادات رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع)، و(ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، وان كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه). (البطنة رأس الداء والحمية رأس كل دواء).
وفي هذا تكمن القوة ونستطيع أن نحافظ على أنفسنا من الوقوع فريسة سهلة لداء التخمة.
ومن المواضيع التي تعرض إليها المؤلف واجبات الأسرة والشباب والمجتمع الحديث وأخيراً وليس آخرا موضوع العلم قوة وسلاح الذي تحدث فيه عن العلم وحض الإسلام عليه واهتمامه به اهتماما كبيرا مدعما رأيه بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تبيِّن فضل العلم وحرص هذا الدين عليه ومنها قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
بهذه الآية الكريمة نختتم استعراضنا السريع لهذا الكتاب ونرجو أن نلتقي مرة أخرى مع كتاب جديد إن شاء الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved