Sunday 26th September,200411686العددالأحد 12 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

وفاة خريطة الطريق! وفاة خريطة الطريق!

كل الإشارات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون على مدى الشهور الماضية كانت تحدد بوضوح السياسة الإسرائيلية الحالية وهي أن خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم خريطة الطريق قد انتهت إلى الفشل كما حدث مع كل خطط السلام السابقة.
ففي مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية قال شارون إنه غير معني بخريطة الطريق التي طرحها الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2003.
كما أعاد تأكيد ما هو مفهوم ضمني بأن إسرائيل ستنسحب من قطاع غزة ومن أربع مستوطنات في الضفة الغربية ولكنها ستبقى في باقي أجزاء الضفة الغربية إلى أجل غير مسمى.
معنى هذا أنه لن تكون هناك مفاوضات مع الفلسطينيين ولن يكون هناك دور رئيسي لواشنطن كوسيط بين طرفي الصراع وأن النتيجة النهائية هي مجرد حكم ذاتي فلسطيني محدود على المدى المنظور.
وهذا التطور بكل أسف يؤكد تخلي واشنطن عن دورها كوسيط نزيه في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
فمنذ بداية حكم الرئيس بوش نأى البيت الأبيض بنفسه عن استراتيجية الرئيس السابق بيل كلينتون التي اعتمدت على التدخل المستمر في الصراع.
يرى بوش أن سلفه كان متورطا بشدة في المفاوضات وراهن برئاسته كثيرا على مشكلة لا يبدو لها حلّ في الافق في ظل سياسات ومواقف طرفي الصراع.
ورغم أن موقف الرئيس بوش مفهوم إلا أنه ليس موقفا سليما.
ففي حين أن الوصول إلى تسوية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدو هدفا مراوغا فإن ترك مفاتيح اللعبة في يد شارون يضر بالأهداف الأمريكية الكبرى في الشرق الأوسط.
فترك شارون يقود الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعني توجيه ضربة جديدة لمصداقية أمريكا في المنطقة العربية.
وكيف يمكن لنا إصلاح الشرق الأوسط من خلال ترويج خطط نشر الديموقراطية التي تدعمها أمريكا بين الشعوب العربية في الوقت الذي تتخلى فيه واشنطن عن الفلسطينيين؟ فرؤية الرئيس بوش لنشر الديموقراطية في الشرق الأوسط نسفت بالانحياز الأمريكي إلى جانب إسرائيل في كل القضايا المهمة لدى العرب.
والمفارقة الأكبر أنه لكي يتم الانسحاب الإسرائيلي الذي قرره شارون من قطاع غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية بهدوء وبدون عنف فإنه يجب إشراك الفلسطينيين في العملية.
فالدور الفلسطيني مطلوب جدا من أجل إقامة حكومة قوية ومستقرة في قطاع غزة تستطيع السيطرة على حدود القطاع.
وهنا تثور أسئلة مهمة.
من الذي سيتولى رسم هذه الخريطة المصغرة للطريق؟ ومن الذي سيواصل الضغط من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟
مصر تكثف جهودها في هذا الاتجاه. والاتحاد الأوروبي يحاول المشاركة بصورة أكبر.
ولكن حتى هذه اللحظة فإن إدارة بوش بعيدة عن التدخل وذلك استجابة لرغبة شارون وهذا أمر مؤسف للغاية.

(كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved