نجومية لا يمنحها إلا السجن!
فهد الحوشاني

دأب بعض الكُتّاب العرب على التوقف عند ذكرياتهم عندما كانوا في المعتقلات، وأصبح المعتقل من أهم محطات حياتهم، بل إن بعضهم يعتبره محطة فاصلة في حياته.. فقبل المعتقل شيء وبعده شيء آخر! وأصبحت عبارة (عندما كنت بالمعتقل) اسطوانة يرددها في كتاباته ومقابلاته، وكأنه يلمح إلى بطولة وشرف لم يستطع الآخرون أن ينالوهما! في هذا الوقت أصبح هناك لهفة كبيرة للبعض من الناس للدخول إلى السجن، ويبدو أنه يمنحهم (نجومية) لا يجدونها في حياتهم العادية..! فالسجن الآن لم يعد محققين وعقوبات، بل أصبح أيضا كاميرات ومحطات فضائية يترقب مراسلوها الأخبار ليصنعوا أبطالا وهميين يشغلون بهم الرأي العام!
هناك الكثير من الأشخاص دخلوا حياتنا في هذا العالم لم نكن نعرفهم إلا بعد أن اقترن اسمهم بالسجن، قبل ذلك لم يكن لهم أي جهد ونشاط يذكر.. ولأن السجن أضفى على حياتهم الأهمية التي كانوا يبحثون عنها، لذا فهم يتشبثون به ويستميتون من أجل الدخول إلى زنازنه.. إنهم باختصار بفضل السجن حققوا الأهمية لأنفسهم ونجحوا في أن يكونوا فقرة رئيسية في حديث الناس، أو على الأقل أصبحوا جملة إخبارية في شريط الأخبار الذي يظهر أسفل الشاشة، وهذا ما يبحثون عنه.. لقد حققوا الشهرة والنجومية بالسجن وليس بإنجازاتهم ومدى ما قدموه لمجتمعهم!