Saturday 9th October,200411699العددالسبت 25 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

لا.. لهذا الفكر العقيم لا.. لهذا الفكر العقيم
عزيزة القعيضب

ثلاثة موضوعات عن المرأة تزور نفسي الرغبة كي أكتب عنها أعترف ليست جديدة لذاتها ولكن حتماً ستحمل توجهاً آخر لكون من طرحتها من أهلها، وهذا ما سيجعل هناك من سيقول:( من سمح لها أن تكتب عنا هذا؟!) ولكن تمهلوا وتأملوا ثم يا أهل العقول النيرة احكموا..
من العجب العجاب أن نرى بيننا من لا يزال يعيش بفكرعقيم في الوقت الذي يفكر فيه غيرنا في بناء فنادق على سطح القمر!!
هؤلاء هم الذين يرون أن خروج اسم المرأة سواء على الصحف أو معرفته من قِبل معارفهم عيباً بل جرماً يقترف بينما لو أتينا لحقيقة شخصياتهم نجدهم أناساً ينقصهم الوعي والإدراك وإلا كيف يتحفظون على أسماء أمهاتهم أو أخواتهم أو زوجاتهم أو بناتهم ويغضبون حين يخرج أو يُعرف وهم في المقابل يخلون بأبسط حقوق التوجيه!
هؤلاء الأشخاص المتحفظون على الأسماء ليتهم حين تحفظوا حافظوا على محارمهم في الأماكن العامة أو التجمعات التي نستغرب حين نرى أن فلانة هي ابنة أو أخت أو زوجة فلان ذلك الشخص الذي لم تسعه الدنيا غضباً وحنقاً بعد أن عُرف اسمها!
في إحدى السنوات القريبة الماضية - وكعادة الصحف كل عام على مستوى المملكة - نُشرت أسماء الناجحات في الثانوية، وكان من بين تلك الأسماء (الهائلة) اسم فتاة قدر الله أن يكون شقيقها من هؤلاء فانتشرت الأسماء وعُرف اسم شقيقته من قِبل زملائه الذين كانوا يسألونه ويتقصون عن الاسم إلا أن عادتهم أن يقال يا (أخو فلانة) فإما أن يكون من باب الفخر - وهذا نادر - أو السخرية لكونها امرأة!
المهم.. حمل هذا الإنسان المتجرد من الإنسانية كل غضب وانتقام وذهب للبيت لا ليهنأ وإنما ليذيق شقيقته (الكلمات والضرب وشد الشعر) تخيلوا!!!
أناس يحملون مثل هذا الفكر العقيم بالله عليكم كيف ستنتج فيه الفتاة وتقدم ما لديها من إبداع؟!
كم هائل من الفتيات لديهن مواهب خيالية لا أستطيع وصفها تُقدم لمشرفات النشاط أو للصحافة أو لمحيطهن وحين يصل الأمر للنشر يتصلن متوسلات طالبات عدم النشر أو النشر بالرموز مختارات من حروف العربية ما لا يناسب حتى لأسمائهن والسبب الخوف من (محاكمة) أصحاب هذا الفكر المتحجر!
كثيرات يطلبن عمل تحقيق أو استطلاع لأمر يعينهن بالدرجة الأولى، وحين يأتي النشر يكون رأيهن كالسابقات وأشد كما حصل قبل وقت قريب، فقد طلبت مجموعة من الموظفات عمل تحقيق حول أمر لهن الحق في إظهاره والمطالبة بحقوقهن وبعد أن انتهى الأمر اتصلت واحدة تتوسل في أن يحذف اسمها لأن زوجها هددها إن خرج اسمها.. إلى آخر القصة العجيبة!
إلى هؤلاء!!
أعزائي.. ان هذا الفكر فكر قد سقط وأُلغي وقبل أن يسقط ليس له في الإسلام صلة لا من قريب أو بعيد.
انظروا إلى الصحابيات وكيف حفلت كتب السيرة بهن وكيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدث عنهن ويذكر مناقبهن.
انظروا إلى من يفتخر بأن ينادي ب (أخو نورة) الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - انظروا للشيخ ابن باز رحمه الله رحمة واسعة فقد تحدث عن أمه وفضلها عليه - بعد الله - في تعليمه ومن قبله الإمام الشافعي رحمه الله.
انظروا للنساء بنظرة عادلة فهن إما أم فحقها السبر وإما زوجة وحقها الإكرام وإما أخت وحقها الإحسان وإما ابنة وحقها العطف واللين و (الرحمة) يرحمكم الرحمن الرحيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved