|
|
انت في
|
|
لكل مجتمع من المجتمعات ثقافته الخاصة التي تشكل إطاراً عاماً لمعظم الأفكار السائدة في هذا المجتمع وتحدد طبيعة الأهداف وشكلية الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق هذه الأهداف والتطلعات فكلما كان المجتمع مسلحا بثقافة رصينة ذات مكونات علمية وعملية تتمشى مع التطلعات والأهداف السامية للأمة بشكل عام وللمجتمع بشكل خاص، كان هذا المجتمع قادراً على تحقيق قفزات تنموية في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وكلما كانت مكونات ثقافة المجتمع واهية وهابطة، صار هذا المجتمع فوضوياً لا يحتكم إلى معايير ومقاييس حسية ولا يلهث وراء أهداف سامية لها صلة بمستقبل الأمة مما يجعله عبئا على المجتمعات الأخرى في تلبية احتياجاته الاستهلاكية التي أصبحت بالنسبة لهذا المجتمع غاية تسقط دونها كل الغايات. أقول ما تقدم وأنا أسمع وأرى تهافت بعض أبنائنا وراء الفوضى الفنية المغلفة بطعم الفواكه كالبرتقالة والمشمشة والتفاحة والباذجانة والرمانة التي وللأسف احتلت عنوة أفكار وأذهان الأبناء والبنات وألهتهم عن تبني التطلعات والأهداف الوطنية والمجتمعية وقضت للأسف على بعض معايير الحياء الاجتماعي لدى البعض. أقول هذا القول وأنا أتابع نتائج جائزة نوبل للفيزياء التي فاز بها العالم الإسرائيلي تاركا لنا ولشبابنا الساحة كاملة لمطاردة وهم البرتقالة وأخواتها حتى صار المجتمع بفكره وأحاديثه فواكهي الطعم والشكل دون أن يعي خطورة هذا التوجه على مستقبل الوطن ومرتكزاته الشرعية والمجتمعية. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |