|
|
انت في
|
|
الكاتب القدير، أستاذ الحرف عبد الرحمن السماري دائماً ما يتحفنا بنبض حرفه مضامين من شهد وقوالب شهية حلوة الطعم، حينما أبحر في سفينتي، عبر أنهار كلماته.. أجد الصدق الكتابي، المتمثل بوفرة الشعور الديني.. وعمق التجربة الحياتية، لكنّ هذا - بحق - لا يجعلني أسلِّم بكل شيء.. ولا أكبح جماح قلمي أن أعترض عن بوادر تعن في نفسي.. وتهيمن في وجداني.. فكاتبنا - رعاه الله - لا يفتأ متحدثاً بالكلمات العامية، التي أتكدر حينما تمر أمام ناظري.. وتعروني هِزَّة الغيرة على لغتنا العربية، لغة القرآن الخالدة.. باعتقادي أن الكاتب الناجح هو من يجعل القراء يصعدون إليه عبر كلماتٍ فصيحة بديعة السبك - لا أن يجعل المتابعين يعيشون أجواء الكتابة، كما يعيشونها فيما بينهم من حيث الكلمات العامية التي أصبحت ندباً مشوهة في وجه عربيتنا الخالدة.. إننا حينما نمقت الكتابة العامية لا نرفضها من منطلق نفسي بل إننا نحاول بأوج قوتنا أن ندرأ عنّا مثل هذا لمنطلقات عدة تسوقها الجبهات المتلونة بكل أطيافها.. إننا نرفض العامية في كتاباتنا خشية أن يمر علينا اليوم الذي ندعو فيه للكتابة العامية؛ لتكون لغة للعصر، ولن ينفعنا بعدها إن خرج علينا (حافظ إبراهيم) آخر، ليتأوه على لغتنا التي تنحر ونحن ننظر!؟ |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |