Sunday 17th October,200411707العددالأحد 3 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

حتى.. لا نقول (ليت الذي جرى.. ماكان)! حتى.. لا نقول (ليت الذي جرى.. ماكان)!
عزيزة القعيضب

لا أحد ينكر الدور الفعَّال الذي تقوم به المرأة وخصوصاً فيما يتعلق بالتربية والاعداد وبث روح الحب والألفة والعطاء بكل البطاقات التي تحملها (أماً واختاً وزوجة وبنتاً) بيد أن المؤسف بل المؤلم أن تتحول تلك البطاقات الإنسانية لطاقات سلبية تنساق خلف الأضواء والتباهي والتفاخر وكأن هذا سيزيدها شيئاً!
إن مما يؤلم النفس أن تكون المرأة كما هي يد بناء معول هدم ومدمر نفسي فكم من امرأة كانت السبب في اخفاق حياة من حولها وكم من امرأة بدل أن تكون مربية قدوة كانت علماً بارزا في سقوط الكثير من الأمانات التي بين يديها وكم من امرأة كانت السبب والسبب الرئيسي في دخول زوجها دهاليز السجون وكم وكم...!
ربما هناك ظروف أقوى منها جعلتها تكون ما تكون وتفعل ما تفعل ولن أناقشها أو أتطرق لها هنا لكن هذا لا يمنع من أن تكون المرأة ايجابية أكثر من كونها سلبية وبعيداً عن الحياد الذي ضيع دولاً فكيف لا يزهق دوراً هذا بالطبع لتلك التي تخضع لظروف ما فيكف بمن تحمل اللائمة لكونها اتخذت من البحر طريقاً ومن الليل سكناً و(مقيلاً) تلك جعلت من المال أمراً يسيراً حين وضعت القيود في يدي زوجها أو ابنها وقادته لطريق الديون القاتل حين سلمت نفسها لهوى التقليد الأعمى والغيرة (النسائية) المميتة فلابد ان تقلد صاحبة الأثاث الراقي وتحاكي الزواج الفلاني والله انني لأتعجب من النساء اللاتي يجبرن أزواجهن على الاستدانة والدخول في دوامة المشكلات والديون الثقيلة كي تغير أثاث بيتها أو لشراء سيارة فارهة أو لاقامة احتفالات ما أنزل الله بها من سلطان.
نماذج كثيرة تؤكد صغر العقل الذي تتصف به بعض العقول وحسبي استشهد الان بتلك التي أرغمت زوجها على أن يستخرج سيارة يسددها بالتقسيط حتى تضع في زواج ابنتها (بوفيه) بثمانين ألف ريال!
لا تُبرأ المرأة من تهمة القصور وقلة الوعي والتقدير الإنساني ولكن في المقابل يتحمل الرجل كل اللائمة وإلا اين عقله ووعيه وفهمه أوليس رجل البيت ويعلم مصلحة أفراده؟!
إذا كان لا يعلم مصلحته هو التي ترتب عليها ديون أثقلت كاهله. فكيف سيعلم مصلحة من هو مسؤول عنهم؟!
لا أقول هذا حتى تبتسم أيها الرجل وتقول لزوجتك: (تعالي اقرئ وش كاتبة عنكم واحدة منكن) وتردده فرحاً أو تتناقله مسروراً في عملك بين زملائك أو في استراحاتكم التي هي الأخرى مأساة تريد نظرة انسانية واعية وإنما لأقول لك: اتق الله في رعيتك وقبلها في نفسك اعطهم ما يستحقون ولا تبخل عليهم بما تراه صحيحاً وما ليس في طريقه فابتعد عنه وابعد عائلتك عنه فغداً سيكون لديك ابناء وبنات مسؤولون عن بيوت وأسر ينشئونهم كما نشأوا ولا تلم احداً ان عادت ابنتك إليك شاكية حال زوجها (مادياً) أو رأيت ابنك وقد غرق في محيط الديون لينتهي به المقام في أحد السجون وأنت اختي الكريمة اتقِ الله فيما ولاك ولا تجعلي الهوى والغيرة هما من يقودانك لتتبع ملذات الدنيا ولنحذر من عاقبة الاسراف والتبذير نخشى ان يذيقنا الله عذاباً من عنده او يحرمنا من نعمه فنعود بعدها نقول (ليت الذي جرى ما كان)!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved