Wednesday 27th October,200411717العددالاربعاء 13 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

بلا تردد بلا تردد
مساحةٌ مهملةٌ ولا شك
هدى بنت فهد المعجل

كل فرد في المجتمع يحلم بامتلاك منزل العمر..
ويعيش على أمل التحقق..
ويبذل في سبيل تحققه كل ما يستطيع من جهد مادي، ومعنوي، ولا يألو جهداً أبداً..
قد يكون الفرد عضواً فعالاً، ونشطاً في المجتمع... وقد لا يكون كذلك بالدقّة، إلا أنه يجد الحلم ذاته، ويعيش أمل تحققه.
وحركة سوق العقار النشطة تؤكد ما ذهبتُ إليه، فما بين أرض فضاء مطروحة للبيع، أو أسهم آخذة في الارتفاع والانخفاض، إلى فلل ومساكن ميسرة تم الانتهاء من تجهيزها وعرضها للبيع.
فالعرض مستمر، والطلب في ازدياد، وكلما كانت مساحة المسكن مناسبة، والتصميم متكاملا يرضي الرغبات ويحقق المطلوب، وكان السعر معقولاً، كان الإقبال على الشراء أشد، وسقط عن كاهل الفرد هم شراء الأرض، وتخطيطها لدى مكتب هندسي معتمد، وهم بنائها وتأثيثها، فالمسكن مهيأ وليس أمام المشتري سوى الدفع.
بديهي قبل الشراء معاينة الفيلا.. غرفها.. مطبخها الداخلي والخارجي.. دورات مياهها.. الصالون.. الحديقة ومساحة الارتداد.. السور.. الأبواب.. الأدوات الصحية.. الشبابيك.. الإنارة.. المسبح.. غرف الخدم والسائقين.. غرفة الغسيل والكي.. المستودعات.. الكراج.. سوى مساحة مهملة لم أسمع بمن اهتم بمعاينتها، أو أولاها الاهتمام الذي تستحقه لدرجة أن اقترح البعض إلغاء تلك المساحة اختصاراً للوقت عند البناء وللجهد.. ولتقليل تكاليف البناء.
مساحة إن وجدت اتخذت كمحرقة لمخلفات البناء، والدراجات الهوائية المعطوبة.. وقد كانت تتخذ سابقاً لنشر الغسيل ليس إلا.. تلك هي السطح.. سطح المنزل.
عند بناء المنزل.. أو عند الشراء لا نبالي بالسطح.. مساحته.. أركانه.. وكأنما أجدادنا لم يتخذوه يوماً للنوم قبل وجود أجهزة التكييف، وبوجودها حين تحسن الطقس وميله للبرودة المنعشة.. ومارس أبناؤهم مهمة عدّ النجوم حينما ينتابهم الأرق فيرون من عد النجوم عاملاً مساعداً للتراخي والكسل حتى خلودهم المفاجئ للنوم.
سطح المنزل مساحة مهملة.. مهملة.. إن لم تكن مأوى لتربية الدجاج والحمام فتساهم في اتساخه، ولأن الخادمة أيضاً لا تولي تلك المساحة جزءاً من اهتمامها فإن الاتساخ يمتد ويتفاقم.
بل حتى المجلات المتخصصة بديكور المنزل وتصميماته قلما تتطرق لسطح المنزل.. ولم تقع بين يدي مجلة مختصة بالبيوتات أو غير مختصة منحت السطح حيزا متواضعا في صفحاتها !!وبلغت درجة إهمال الاسر للسطوح أن قام البعض منهم بتغطيتها بهناجر وسواتر فحجبوا عنها الشمس والضوء إلا قليلاً.
ورغم الإهمال للسطوح إلا أننا لا ننفي الاستفادة، فكل استفاد من سطح منزله بطريقته الخاصة (كما أسلفت) فهي إما لنشر الغسيل، أو لتربية الدواجن، أو محرقة للتالف من الأثاث والأشياء.. فأين الأفكار والتصميمات الخاصة بالسطح.. لما يخلو من أشجار الزينة، ومن الجلسات المنسقة، ومن، ومن!!.
إهمال السطوح، واللامبالاة بها وبوسائل مبتكرة، وأفكار جيدة عند البناء أسوة بكافة أركان المنزل، وغرفه، وديكوراته، وأثاثه،.. ذلك الإهمال وتلك اللامبالاة هيأت السبل للخدمات بأن يضعن لهن مرتفعاً يساعدهن على اعتلاء الجدر (والحملقة) ومراقبة حركة الشارع الطريق في غياب ربة البيت، أو عند انتهائهن من أعمالهن وإحساسهن بالفراغ القاتل، فوجدن في السطح المنقذ لهن من الطفش والملل والضيق.. ويا سطح لا تحزن.
* رشّة عطر :
تفجرني ينابيع الوله وألمها بسكات
لأني ذقت بعد البوح، نصل سهام مسمومه
(نجدية سدير)

فاكس : 8435344-03 ص.ب 10919 - الدمام 31443


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved