* الدمام- طارق الغامدي:
شهد آخر يوم في اكتتاب اتحاد اتصالات إقبالاً كبيراً، ومن المتوقع أن تكون هناك أرباح كبيرة للسهم عقب تداوله في سوق الأسهم، كما أن هناك أسهماً تباع الآن بأسعار تتراوح ما بين 200 - 300 ريال في التداول ما بين المستثمرين، هذا ما أكده خالد العبد الكريم ويتوقع أن يصل إلى 450 ريال للسهم الواحد بعد تداوله في سوق الأسهم، أما بالنسبة لتحديد 20 % للمكتتبين فهذا يرجع إلى شروط كراسة الاكتتاب وليس من ضمن سياسة الشركة.
وأكد العبد الكريم أن هذه الأموال هي في الغالب عبارة عن قروض من بعض البنوك وغيرها تهدف إلى الاستثمار في الاكتتاب وهذا لن يؤثر على السوق، أما التحديد لعدد الأسهم فسيكون لصالح السوق ويخدم المكتتبين بالشكل الإيجابي ويجعل هناك شريحة كبيرة من المستفيدين من الاكتتاب.
وقد بيّن العبد الكريم أن المبلغ المثالي هو عشرة آلاف ريال لكل مكتتب وهي تعد النسبة الجدية من الأسهم وألا يدخل بمبلغ قد لا يستفيد منه سوى بنسبة قليلة وهذا الاكتتاب أكد قوة السوق، فالمملكة ترتيبها الـ23 في الدول المصدرة وهذا يعكس ما تتمتع به السوق من قوة.
كما قال راشد السويكت: إن هذا الاكتتاب يؤكد مدى ما تتمتع به السوق من سيولة مالية قادرة على تمويل العديد من الاستثمارات الكبيرة وذلك من خلال وجود أكثر من 20 مليار ريال تم ضخها من الأفراد في خمسة أيام، فمثل هذه المبالغ يمكن الاستفادة منها في اكتتابات جديدة لبعض الاستثمارات الموجودة في السوق أو استحداث استثمارات جديدة يمكن أن تفيد البلد والمجتمع.
وأضاف السويكت أن مثل هذه الأموال إذا لم يستفد منها فهذا يعتبر أمراً سلبياً في سوق المال السعودية، كما أوضح السويكت أن مثل هذه الاكتتابات يجب توجيهها إلى صغار المستثمرين وليست للكبار والسبب أن الصغار لا يستطيعون مجاراة الكبار في سوق الأسهم، كما أن السيولة المالية لدى الكبار سوف تساعدهم على شراء العدد الذي يرغبونه من خلال سوق الأسهم والعكس صحيح بالنسبة لصغار المستثمرين.
ولم يقلل السويكت من مدى خطورة توجه البنوك في تمويل صغار المستثمرين من أجل شراء أكبر عدد من الأسهم في السوق مما يتسبب في إغراقه بالسيولة المالية غير الحقيقية والتي يرجع أغلبها إلى مديونيات للبنوك وليست أرصدة حقيقية للمستثمرين.
أما عبد الله علي المجدوعي فقال: إن الإقبال لا يحتاج إلى أي متخصص ليحكم عليه فهو فاق التوقعات التي كانت له، كما أيد ما قاله راشد السويكت بأن تكون الاكتتابات التي في مثل هذه المراحل لصغار المستثمرين لكي يستفيد من ذلك جميع الأطراف.
بالإضافة إلى أنه أكد أن هذه السيولة المالية في الحقيقة ليست سوى مديونيات قدمتها البنوك لعملائها في بعض الأحيان مما يعطي صورة غير حقيقية عن حجم السوق المالي في المملكة وهذا يعود سلباً على المستثمرين والسوق. وأوضح المجدوعي أن هذا الاكتتاب جعل بعض الأمور تتضح في السوق المالية وسوق الاكتتاب ولا بد أن يكون هناك آلية منظمة تخدم جميع الأطراف مما يعود على السوق والمستفيدين منه بالمردود الإيجابي.
وقال الدكتور عبيد العبدلي أستاذ التسويق بجامعة الملك فهد ومدير العلاقات العامة أن شركة اتحاد اتصال الإمارات سوف تواجه العديد من المشاكل بعد تقديمها الخدمات وأتوقع انه لن تكون على قدر التوقعات التي يتصورها الجمهور ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك أن بعض التوقعات غير متفقة مع طبيعة المستهلك السعودي بالإضافة إلى أن السوق ليس تنافسياً ويرجع ذلك لعدة أسباب لعل من أهمها أن هناك مستثمراً مشتركاً بين شركة الاتصالات السعودية واتحاد اتصال الإمارات وهي التأمينات الاجتماعية بنسبة 30 بالمائة وهذا يؤثر على اتخاذ القرار للعملية التنافسية في السوق كما أنه يوجد مثال على أرض الواقع وهو ما تقدمه العديد من الجهات للجمهور مثل البنوك.
وأكد الدكتور العبدلي أن التوقع الذي ذكره نائب الرئيس التنفيذي لاتصالات الإمارات بأن يكون هناك مليون مستفيد من خدمات اتحاد اتصالات الإمارات في السوق السعودية هذا أقل مما هو متوقع، فالشركة على حسب ما يتضح من السوق سوف تستقبل ما يقارب من 45 بالمائة من المستخدمين لخدمة الجوال في السوق السعودية وذلك نتيجة إلى الصورة الذهنية المترسبة لدى العملاء. أما المحامي حسام عبد العزيز بخرجي قال: إن هذه البنوك تقدم خدمات تمويل الراغبين في الاكتتاب وهي ليست المرة الأولى، كما أن هذه البنوك تعمل تحت إشراف مؤسسة النقد وهذا يعني أنه لن يكون هناك أي تلاعب بالاكتتاب. أما أتباعها لسياسة عدم النظر للقائمة السوداء فهذا يرجع لسياسة الشركة الجديدة وليس فيه ما يخالف القانون فهي ليست إلزامية للشركة الجديدة ويمكن العمل بدون النظر إلى هذه القائمة وهذا أمر قانوني ولا يخالف الأنظمة المتبعة.
| 
"الاقتصادية"