رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري في لقاء مع المثقفين:
مفهومنا للوطنية مفهوم إسلامي إنساني

* الرياض - فهد الغريري :
أكد معالي الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري ، أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني واعٍ بدور الإعلام وأن هناك نية وعزما لاطلاع الجمهور على ما يدور في الحوارات ، مشيراً إلى أن ذلك أمر بُت فيه وان المركز يسعى إلى تحقيقه ، وفق ضوابط وشروط تسمح بجو من الحرية ، بعيداً عن الضغوطات بالنسبة للمشاركين حتى يتاح لهم ان يقولوا آراءهم بكل صراحة.
جاء ذلك في لقاء معاليه يوم أمس مع نخبة مع المثقفين والمثقفات في مركز الأمير سلمان الاجتماعي ، وأدار اللقاء سعادة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر أمين عام اللقاء الوطني للحوار الفكري.
بدأ اللقاء بآيات من القرآن الكريم ثم عرض فيلم وثائقي عن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، وما مر به من مراحل وما حدده من أهداف له.
بعد ذلك استعرض الشيخ صالح الحصين مسيرة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، مؤكداً أن هذا المركز أنشئ ليكون لبنة في بناء المجتمع من خلال ترسيخ مفهوم الحوار وثقافة الحوار ، وجعلها قيمة مثلى في نفوس أفراد المجتمع وتكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية ، وصياغة خطاب إسلامي صحيح مبني على الوسطية والاعتدال ومعالجة جميع القضايا الوطنية المختلفة من خلال الحوار وآلياته.
وتحدث عن مفهوم الحوار الوطني في المملكة ، لافتا النظر إلى انه يختلف عن المفاهيم الاخرى وقال لاننا نختلف عن الآخرين ولنا مفهومنا الخاص في الوطنية ، حيث اننا في هذا الوطن كلنا مسلمون وكلهم ارتضوا ان يكون الإسلام منهج حياة لهم .. وهذه الدولة وهذا الوطن الذي توحد بعد شتات استمر قرونا ، توحد على أساس الإسلام وعلى أساس ان تكون الشريعة الإسلامية هي الحاكم الأعلى وان من البديهي ان تكون هويتنا إسلامية.
وأضاف يقول : إن الوحدة الوطنية هي جزء من الهوية والتي هي هوية الإسلام ، وذلك يعني ان مفهومنا للوطنية هو إسلامي وانساني وان العلاقة بين وطننا والآخرين بالنسبة للمسلمين علاقة اخوة وعلاقة ولاء ، وعلاقتنا بغير المسلمين لا تبني على المصلحة القومية ولا على القوة وانما على حد أدنى وهو العدل إذاً مفهوما للوطنية مفهوم إسلامي وانساني.
كما استمع الشيخ صالح الحصين خلال اللقاء إلى مجموعة من المداخلات واجاب عن أسئلة الحضور .. تجدر الإشارة إلى ان هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة اللقاءات الفكرية التي عقدها المسؤولون بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في جميع مناطق المملكة على هامش الورش الشبابية التي انطلقت في 12 شعبان الماضي ، وذلك استعدادا للقاء الفكري الرابع الذي سوف يعقد - بمشيئة الله - بالمنطقة الشرقية في شهر شوال القادم تحت عنوان (الشباب.. الواقع والتطلعات).
المصدر والمجتمع
ثم بعد ذلك فتح المجال للمداخلات حيث بدأ المخرج المسرحي الأستاذ رجاء العتيبي بالإشارة إلى عدم تحديد المصدر في الكثير من توصيات المركز ، مستنكراً أن تأتي الإشارة غير واضحة بشكل يوحي ان تنفيذ التوصية هي مهمة المجتمع فيما يفترض ان المجمع غير قادر على ذلك.
وقد عقب الحصين بأن الحوار هو جزء من مهام المركز وليس توصية السلطة لتنفيذ توصية معينة ، مؤكداً ان المهم هو توضيح الرأي الغالب وتوعية المجتمع بهذه الآراء التي جاءت نتيجة النقاش وجمع الأفكار.
الصبغة السياسية والإعلام
وجاءت مداخلة د. نورة العدوان حول الآليات والنتائج السابقة ، مطالبة بإعادة النظر فيها واصفة ما يحدث بأنه آلية للاستماع إلى وجهات النظر وليس للحوار ، وفي محور آخر أشارت إلى ان الحوار صبغ بصبغة سياسية ، حيث ترفع التوصيات إلى ولي الأمر وكل فريق يصارع لتشكل التوصيات وفقا لتوجهه ، وأكدت على ان من واجبات المركز دعم ثقة المثقفين فيه ، هم يرون ان الحوار بهذا الشكل هو وسيلة للتنفيس تحت مظلة الدولة ، وافترضت ان يتزامن اللقاء في مناطق عديدة وفي نفس الموضوع ، وختمت مداخلتها بالحديث عن علاقة الإعلام بالحوار الوطني متسائلة : هل ساعد الإعلام في تحقيق أهداف الحوار ، والى أي مدى احترم المشاركين ولم يتسبب بالإساءة إليهم ؟ مطالبة بوضع ضوابط يلتزم بها الإعلام ، كما طالبت بأن يكون هناك حوار مع الغرب.
المرجعية القانونية
ثم تحدث د. محمد آل زلفة قائلاً : ما زال الحوار يدور في ضبابية ، وأشار إلى الاختلاف في الكثير من القضايا وعدم الوضوح ووضوح المرجعية ، وأكد انه لابد من وجود مرجعية قانونية تضمن للجميع حرية إبداء الرأي ، مشيراً إلى أهمية وجود ميثاق وطني نحتكم إليه.
وقد عقب الحصين على المداخلتين بقوله ان نشر ثقافة الحوار وظيفة أساسية للمركز ، وأنه يسعى إلى وضع النتائج تحت نظر صانع القرار الذي هو محتاج إلى التعرف على الرأي العام ، وحول الآلية أشار إلى تغير آلية الحوار في اللقاء الرابع باعتماده على ورش العمل.وحول المرجعية أكد ان مرجعية الحوار هي الإسلام كمنهج للحياة وباعتباره مفسراً بالقرآن والسنة الصحيحة ، وأن اللقاء الثالث جاء في توصياته ان المركز يسعى لإيجاد وثيقة وطنية لحقوق المرأة وقضاياها ، مؤكداً ان المركز يتقدم لإيجاد وثيقة في كل المواضيع التي طرحت وستطرح.
دور التعليم
وتحدثت د. عزيزة المانع عن أهمية إضافة دور نفعي للحوار بمعنى ان يهدف إلى التوفيق بين الاتجاهات المتنافرة وإيجاد الحلول ، كما لاحظت ان التوصيات غالباً تمثل ما اتفق عليه المتحاورون ، مع إهمال ما اختلفوا عليه مقترحة ان ترصد الأفكار المخالفة وترفع لدراستها .. ثم تحدث د. صالح العلي عن أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية في ظل الهجمات على الوطن.
بعد ذلك تحدث د. أحمد الفيصل مقترحاً ان يقوم المركز بإنشاء مراكز ومكاتب في الجامعات يتحاور فيها الشباب ، كما اقترح ان يخاطب المركز المثقفين الذين لم يدعوا بهدف أخذ توصياتهم لإضافتها.
وتحدثت د. فوزية البكر مشيرة إلى أهمية دور وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ، بحيث تكون هناك سياسة لإنشاء تنظيمات ليكون الحوار ممارسة يومية يتم تبينها وتعلمها ، كما تساءلت عن سبب منع الإعلام من تغطية الحوار ونقله للمجتمع حتى يتعلم كيف يتقبل الآراء الأخرى.
وقد عقب الحصين على المداخلات بقوله : ان الاتفاق ليس هدف الحوار لان الاختلاف باقٍ واستهداف الاتفاق مستحيل ، مؤكداً ان هدف الحوار هو تعويد الشخص على الاستماع للرأي الآخر.
وحول مسألة الإعلام ذكر معاليه ان من الأشياء التي اهتم بها منظمو اللقاء إتاحة جو من الحرية المطلقة ، وكان من المهم الابتعاد عن الضغوط الإعلامية وهذا بطلب من المشاركين أنفسهم ، وأكد ان المركز واع بأن الناس لابد ان يعرفوا بما دار في اللقاء .. وأضاف ان النية والعزم على اطلاع الجمهور على ما دار في الحوار الوطني هو أمر مبتوت فيه ، والمركز يسعى إلى تحقيقه وتنفيذه بشكل لا يؤثر على الحرية في اللقاء.
الانتقاء والخطوط الفاصلة
وتحدثت د. رقية العلولا متسائلة : ما هي الخطوط الفاصلة بين الانتقاد المخلص للعوامل المؤثرة ، وبين الانتقاد الذي يراد به زعزعة الوحدة الوطنية ؟ مؤكدة على أهمية أن تكون هذه الخطوط واضحة ، حتى لا يتحدث المشارك بنية صافية ثم يفاجأ بتفسيرات خاطئة لكلامه.
ثم تحدث الأستاذ محمد الأسمري متسائلاً : هل إشاعة الحوار هو دور المركز أم التربية والتعليم والإعلام ؟ كما تساءل عن انتقاء المشاركين في اللقاء الرابع.وتحدثت د. هند الخثيلة مؤكدة على أهمية فتح المجال للشباب لحضور اللقاءات ، وان يطرح محور خاص يناقش هموم الشباب متسائلة : إلى متى مثلاً يمنع شبابنا من دخول المراكز التجارية ويفترض فيهم سوء النية ؟ ثم تحدث د. عبد الرحمن القحطاني ، مشيراً إلى ان الفكر لا ينمو إلا في جو من الحرية ، وان عدم وجود الحرية هو معوق أيدلوجي ، واشار إلى المعوق التربوي المتمثل في تجهيز الناشئة وقولبتهم منذ الصغر قوالب جاهزة.
الوصول إلى الحقائق
ثم تحدث د. مرزوق بن تنباك مؤكداً على أهمية الاتفاق على موضوع للحوار عن الوطن نفسه وليس عن الفكر والمذهب ، وشدد على أهمية المساواة والعدل والصراحة في التعامل .. وتحدث د. عبد الله الفيفي مؤكداً على أهمية ان يتجاوز اللقاء الرابع ما ساد في اللقاءات السابقة ، بحيث تكون هناك آليات لتنفيذ التوصيات وألا يكون هناك تحفظ وعدم شفافية ، لان ذلك لا يتماشى مع فكرة الحوار.
وتحدث بعد ذلك د. إبراهيم العيسى متمنياً من الحوارات الوطنية أن يكون هناك وصول إلى الحقائق عن واقع المجتمع وحاجته وتطلعاته ، بطرح موضوعي صريح شفاف بعيد عن التملق والمداهنة ، حتى يكون صادقاً ومخلصاً وأميناً لتحقيق أهداف الوطنية الحقة.
اقتراحات
ثم تحدث د. عبد العزيز العتيبي مقترحاً عدة اقتراحات لتفعيل دور المركز : مثل ان يتم تغيير اسمه ليكون (مركز الملك عبد العزيز للحوار) ، حتى يشمل الحوار مع الآخر أيضا .. واقترح ان يبدأ نشر الحوار من المدرسة والأسرة ، كما اقترح ان يستفاد من الإنترنت ، وان تكون هناك صفحة لنشر الحوارات واللقاءات .. واقترح ان يفتح المجال للأكاديميين المتخصصين في العلوم الطبيعية للمشاركة.وتحدث د. محمد الطريف مشيراً إلى عدم وضوح المنهجية الإعلامية للمركز ، مما يجعل الأخبار تعتمد على الحس الصحفي الذي قد يختلف وينتج عنه قصور ، وأكد على أهمية التدريب على الحوار الوطني متسائلاً : لماذا لا يكون الموضوع في أحد اللقاءات هو الحوار نفسه ؟
وتحدثت د. نوال بخش متسائلة عن سبب إقصاء الإعلاميين وعزلهم عن تلقي الخبر بطريقة مباشرة ؟