Wednesday 27th October,200411717العددالاربعاء 13 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حتى متى يا قومي تهجرونني!! حتى متى يا قومي تهجرونني!!

تعقيباً على ما نشر في صفحة عزيزتي الجزيرة من مناقشات حول لغتنا العربية أقول:
اجعلوا اللغة العربية الفصحى لغة تخاطبكم وتحاوركم ومدارسكم لتستقيم الألسن ويقضى على فشو العامية والعجمة وانتشارهما بين النشء، وحمايتهم من الثقافات الوافدة واللهجات المحيطة بهم من كل جانب بواسطة أجهزة الاعلام المختلفة والمتعددة، وكذلك كثرة العمالة الوافدة من كل جهة.
اللغة العربية لا يضاهيها جمال وقوة بدقة مفرداتها وجودة ألفاظها ووفرة معانيها. وأساليبها البيانية والبلاغية، فإن أردت الشرح والاسهاب وجدت فيها ما يكفيك، وإن أردت عكس ذلك فأنت في سعة من أمرك (خير الكلام ما قل ودل) وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا)، ويكفيها فخرا (اللغة العربية) ومزية عن غيرها أنها لغة القرآن الكريم فهي بذلك تعتبر أم اللغات في العالم وأصل اللغات كلها.
فمن أهم خصائصها مثلا الاعتدال والاتزان في كلماتها بمعنى أنها وسط بين الكلمات الثنائية والرباعية والخماسية فغالبا ما تتركب من ثلاث كلمات.. ومنها أيضا (اتساع معجمها) وهو ما يعرف بظاهرة الترادف وهذا نلاحظه كثيرا في معاجم اللغة العربية الشهيرة (كلسان العرب) لابن منظور (وتاج العروس) للزبيدي وغيرها من المعاجم.
ومنها احتفاظ الكلمة بدلالاتها المجازية والواقعية دون التباس بين المعنيين، ومنها أن اللغة العربية استوعبت جميع لغات العالم بمعنى أنها احتوت على جميع العلوم والمعارف الانسانية من طب وهندسة وكيمياء ورياضيات وأدب ونحوها، وتشهد المكتبات الأوروبية على ذلك حيث تزخر بالعديد من المخطوطات العربية في شتى العلوم الانسانية.
والخصائص والسمات للغة العربية عديدة وجمة لا تعد ولا تحصى فهناك مثلا الاعراب والتعريب والاشتقاق والنحت والتوليد وغيرها وكلها تعتبر من أهم خصائص ومميزات اللغة العربية.
أما عن حال لغتنا العربية في وقتنا الحاضر فينطبق عليها قول حافظ ابراهيم:


أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
فيا ويحكم تبلى وتبلى محاسني
ومنكم وإن عزّ الدواء أساتي
أرى لرجال الغرب غراً ومنعة
وكم عز أقوام بعز ولغات
أيطربكم من جانب الغرب ناعب
ينادي بوأدي في ربيع حياتي
أيهجرني في قومي عفا الله عنهم
إلى لغة لم تتصل برواة

ما نود الاشارة اليه من خلال هذه الأبيات ان لغتنا الفصحى حاليا مجهولة الطريقة والهداية فالى أين ستنتهي.. فنحن نرى ونسمع يوميا مخاطبات بالعامية ومراسلات بالعامية وأشعار وحكم بالعامية بل حتى في مدارسنا التعليمية نجد استخدام العامية بشكل طبيعي فحتى متى يا قومي تهجرونني..؟! ويبقى القراء في مدارسنا وجامعاتنا فهي أولى الجهات بوضع الحد الفاصل من انتشار هذه الظاهرة. والالتزام بجعل اللغة الفصحى لغة التخاطب والتعامل في جميع الشؤون التعليمية. ولن نقول الحياتية لأنه


لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي

إبراهيم سليمان إبراهيم العنزي
جامعة القصيم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved