Wednesday 27th October,200411717العددالاربعاء 13 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

11 - 11 - 1391هـ الموافق 28 - 12 - 1971م العدد 373 11 - 11 - 1391هـ الموافق 28 - 12 - 1971م العدد 373
كل أسبوع
بقلم: عبدالله اليحيى

يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الغنى
كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تقدر ان وعظت ويقتدى
بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم

هناك بعض الناس يحرص أن يصف الدواء لغيره ولا يصفه لنفسه بل ويحاول بشتى الوسائل والمغريات ان يركز همه واهتمامه لمتابعة تصرفات غيره من التي يراها في نفسه لا تحقق غايته ولا ذوقه (الرفيع)!!
من الأجدر لهذا الرجل الذي يعلم غيره ان يرجع لنفسه اولا وقد تكون هي صاحبة الداء انها بحاجة إلى دواء تجلى عنها ما هي منغمسة فيه بل من يقومها ويغنيها عن مراقبة الغير وانتقاده والتدخل بشؤونه الخاصة والعامة كأنما هو وصياً عليه.
إن الإنسان لو راقب الله في حياته وحاسب نفسه وضميره أولا وقبل كل شيء للتأكد من خلوها من الأمراض والآفات الاجتماعية وسأل نفسه وضميره هل هما من السلامة بمكان في المقصد وفي المخبر وفي المغزى فإن كانت نقية صافية لا تشوبها شائبة تضمر الخير كل الخير بدافع الإيمان والعزيمة الصادقة لا تندفع نتيجة التيارات الأهواء فقط وجب عليه ان يباركها وأن يعمل المستحيل من أجل الابقاء على هذه المواصفات الطيبة الخيرة المحببة إلى كل نفس طموح حينئذ يصح له ان يصف الدواء لذي السقام بنفس راضية نابعة من قلب مؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه وان كانت على النقيض من ذلك والعياذ بالله فإن عليه المبادرة بإصلاح ما فسد وترقيع ما فتق والرجوع إلى تفقد نفسه ومحاسبتها وان يسدي لها الوعظ والإرشاد لأن نفسه أصبحت عليلة وتحتاج إلى علاج ناجع يعيد لها ثقة النفس لأن العار كل العار على شخص يتفقد زلات غيره ويتابعها بجده وجهده في الوقت الذي هو منغمس في ظلماتها اعمت نفسه الأنانية المملوءة بالحقد والكراهية والمتمثلة في انتقادات الغير والاستهزاء بهم إذا لم تستهوه تصرفاتهم ولم توافق مزاجه ولا واكبت طريقة أسلوبه في الحياة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved