Saturday 6th November,200411727العددالسبت 23 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أبو منصور والمحبة الخاصة أبو منصور والمحبة الخاصة
عبدالمحسن بن عبدالرحمن القاضي

نسمع كثيراً من قصص المحبة المتبادلة.. بعضها صادق ينبئ عن محبة خالصة.. وبعضها ينبئ على مصالح دنيوية لا تلبث أن تزول.
ويطمح كثير من الناس لنيل هذه المحبة الخالصة التي لايمكن أن تتحقق لهم إلا بجهود مضنية وتضحيات كبرى.. إنها محبة خالصة هي لاشك نعمة كبرى تكون برأيي أفضل من كنوز الدنيا ومباهجها التي يتعب البعض بتحصيلها لكنه لايستفيد منها بتعامله السيئ فيخسر محبة الناس له.
فيا ترى هل يمكن أن نرى معاني هذه المحبة الخالصة في واقعنا المادي اليوم؟!
قد يكون جواب سؤالي هذا عسيراً وإيجاد المثال صعباً.. لكنني حقاً رأيت الجواب يسيراً والمثل متحققاً وغير مستغرباً عندما رأيت ولمست محبة الناس لأبي منصور العم عبدالرحمن المنصور الزامل رحمه الله الذي توفي ليلة الأربعاء الموافق 20 - 9 - 1425هـ.
عرفته وخالطته فرأيت عجباً.. كرماً ووصلاً.. بشاشة وحسن استقبال.. احتراماً للكبير ورحمة للصغير.. وتقديراً للجميع.. هكذا جبل وربي في بيت علم وصدق هو وإخوته وإخواته جميعاً.. كل من خالطه عرف فيه هذه الصفات التي لا تصنع فيها.. كفاحه في بداية حياته لأجل لقمة العيش مدرسة لأجيالنا.. صلته لأرحامه مثلاً يحتذي منذ صغره.. كرمه وبابه المفتوح وموائده العامرة أعجوبة لا يرضى أن يتكل في متابعتها على غيره لأن ذلك يخص سمعته أمام ضيوفه.. حديثه أنس لا ينقطع.. قصيده عاطفة أخاذة.. حبه المخلص لبلده عنيزة جعل له في كل زاوية أو شارع شاهداً يشهد عليه فهذه مساجد عامرة وتلكم جمعيات خيرية يدعمها بماله.. وذلك مشروع تجاري ينهض باقتصاده أو مشروع زراعي تعب في إنشائه لجعله نموذجاً فريداً.. أو وصلاً وخدمة لأهل بلده منذ القدم سواء في البحرين أو في الكويت أو غيرها.. متواصلاً مع ولاة الأمر والعلماء والدعاة في كل زمان ومكان يدعمهم بماله ويأخذ منهم النصيحة والفتوى والمشورة من ابن سعدي وابن باز وابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله رحمة واسعة.. قصة شراكته مع رفيق دربه صالح العبدلي عجيبة في استمرارها وبركتها والأعجب منها حقاً كيف قسموا الشراكة بسماحة الإسلام أواخر عمرهما رحمهما الله كان مع أصحابه يتنافسون في تقديم المثل الرائعة للمعاملة الحقة فهذا أبو سليمان الشبيلي الذي رأى حسن خلقه القريب والبعيد مع إخوته صالح العبدلي والشيخان محمد وعبدالله المنصور الزامل محمد وابراهيم السليمان القاضي وغيرهم كثير نماذج رائعة تفخر بهم بلادهم وأعيانها فكرموهم وهم الذين لم يبحثوا عن هذا التكريم أصلاً بأفعالهم التي طابقت سجاياهم الكريمة رحمهم الله جميعاً.. وينبغي أن يكونوا قدوة لغيرهم بامتثال ما اتصفوا به من كرم ووصل وحسن تعامل..
رحمك الله أبا منصور.. وأسكنك الفردوس الأعلى فلا نستطيع مجازاتك ورد فضائلك إلا بالدعاء فأرجو الله سبحانه كما أحبك الناس أن تكون من أحباب الله فإن الله كما في الحديث إذا أحب عبداً أوحى إلى ملائكته أن أحبوه ثم يوضع له القبول عند أهل الأرض.. ولا غرو فقد كنت بحق قدوة لنا جميعاً بكفاحك ووصلك وعقلك وكرمك وغيرها من معاني الإسلام المتحققة فيك تتذكر بسمتك التي لا تنقطع وودك الذي لا يختبئ ووصلك الذي دام حتى لما كبرت سنك.. أمد الله في عمرك سنين حتى رأيت أولادك وأولاد إخوتك وإخواتك رجالاً ونساء أصبحوا أمثلة تفاخر بها في بيوتهم ومجتمعاتهم وأنت من ساهم بتوجيههم ورعايتهم.
نتذكر استقبالك وتشجيعك لكل صغير وكبير منا.. فنسأل الله جل وعلا أن يجعل كل ما قدمته من خير تجده في ميزان حسناتك مذخوراً وفي أعلى الدرجات من الجنان ساكناً ونسأله ربنا أن يعوضنا خيراً فيمن بقي من رجالاتنا وهم كثر بحمد الله والخير في أمتنا الولادة دائم لا ينقطع بإذن الله.

القصيم - عنيزة /21 - 9 - 1425هـ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved