Monday 8th November,200411729العددالأثنين 25 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شهر الغفران"

حصلت في شهر رمضان الكريم حصلت في شهر رمضان الكريم
غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة

* العلا - طلال حميد البلوي:
يوم السابع عشر من كل رمضان يعود بنا سريعا الى اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك قبل 1423سنة هجرية خلت اي في السنة الثانية للهجرة حيث وقعت غزوة بدر الكبرى التي كانت أول معركة فاصلة من معارك الإسلام سطرت أروع البطولات للمسلمين إنها معركة لا ولن تنسى على مر التاريخ، والآن سنحدثكم عن هذه العزوة بإيجاز:
استعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً 313، او 314، 317 رجلاً، 82 او 83، 86 من المهاجرين و61 من الأوس و170 من الخزرج ولم يحتفلوا لهذا الخروج احتفالاً بليغاً، ولا اتخذوا اهبتهم كاملة، فلم يكن معهم إلا فرسان، وكان معهم سبعون بعيرا ليعتقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ومرثد بن ابي مرثد الغنوي يتعقبون بعيراً واحداً.
أما جيش المشركين فهو نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط وكان قائده العام ابا جهل بن هشام، والقائمون بتموينه تسعة رجال من اشراف قريش، فكانوا ينحرون يوما تسعا ويوما عشرا من الابل. وقد خرجوا من ديارهم، كما قال الله : { بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}، واقبلوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بحدهم وحديدهم، يحادون رسوله، {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}، وعلى حمية وغضب وحنق على رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه، لاجتراء هؤلاء على قوافلها.
تحركوا بسرعة فائقة نحو الشمال في اتجاه بدر، وسلكوا في طريقهم وادي عسفان، ثم قديد، ثم الجحفة، وهناك تلقوا رسالة جديدة من ابي سفيان يقول لهم فيها: إنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله فارجعوا.
ولما تلقى هذه الرسالة جيش مكة هم بالرجوع، ولكن قام طاغية قريش ابو جهل في كبرياء وغطرسة قائلاً: والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا ابداً.
فواصل سيره حتى نزل قريبا من بدر، وراء كثيب يقع بالعدوة القصوى على حدود وادي بدر.
وأنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرا واحدا، فكان على المشركين وابلا شديدا منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلا طهرهم به، واذهب عنهم رجس الشيطان، ووطئ به الارض، وصلب به الرمل، وثبت الاقدام، ومهد به المنزل، وربط به على قلوبهم.
وتحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه، ليسبق المشركين الى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عشاء ادنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الحباب بن المنذر كخبير عسكري وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله، ليس لنا ان نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟: قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من قوم قريش فننزله ونغور أي نخرب ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً، فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش، حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض، وغوروا ما عداها من القلب.
وبعد أن تم نزول المسلمين على الماء اقترح سعد بن معاذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبني المسلمون مقراً لقيادته، استعداداً للطوارئ، وتقديرا للهزيمة قبل النصر، فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له بخير، وبنى المسلمون عريشاً على تلك مرتفع يقع في الشمال الشرقي لميدان القتال، ويشرف على ساحة المعركة.
كما تم انتخاب فرقة من شباب الانصار بقيادة سعد بن معاذ، يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم حول مقر قيادته.
ثم عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه، ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، ثم بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الى جذع شجرة هنالك، وبات المسلمون ليلهم هادئ الأنفاس منير الآفاق، غمرت الثقة قلوبهم، واخذوا من الراحة قسطهم، يأملون ان يروا بشائر ربهم بعيونهم صباحاً: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}.
كانت هذه الليلة ليلة الجمعة، السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة وكان خروجه في 8 او 12 من الشهر نفسه.
ولما طلع المشركون، وتراءى الجمعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها، تحادك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر إن يكن في احد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا.
وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوف المسلمين، وبينما هو يعدلها وقع أمر عجيب، فقد كان في يده قدح يعدل به، وكان سواد بن غزية مستنصلاً من الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال: (استو يا سواد)، فقال سواد: يا رسول الله اوجعتني فأفدني: فكشف عن بطنه، وقال: (استفد) فاعتنقه سواد وقبَّل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد)؟ قال: يا رسول الله قد حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير.
ولما تم تعديل الصفوف أصدر أوامره الى جيشه بألا يبدأوا القتال حتى يتلقوا منه الأوامر الأخيرة، ثم أدلى إليهم بتوجيه خاص في أمر الحرب فقال: (إذا أكثبوكم يعني كثروكم فارموهم، واستبقوا نبلكم، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم)، ثم رجع الى العريش هو وأبو بكر خاصة، وقام سعد بن معاذ بكتيبة الحراسة على باب العريش.
وطلب المشركون المبارزة ولكن كانت نهاية هذه المبارزة بداية سيئة بالنسبة الى المشركين، فقدوا ثلاثة من خيرة فرسانهم وقادتهم دفعة واحدة، فاستناطوا غضباً، وكروا على المسلمين كرة رجل واحد.
وأما المسلمون فبعد ان استنصروا ربهم، واستغاثوه، واخلصوا له وتضرعوا له، وتضرعوا إليه، تلقوا هجمات المشركين المتوالية، وهم مرابطون في مواقعهم، واقفون موقف الدفاع، وقد ألحقوا بالمشركين خسائر فادحة، وهم يقولون: أحد أحد.
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان منذ رجوعه بعد تعديل الصفوف يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم اني انشدك عهدك ووعدك)، حتى إذا حمى الوطيس، واستدارت رحى الحرب بشدة، واحتدم القتال، وبلغت المعركة قمتها، قال: (اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم ان شئت لم تعبد بعد اليوم أبداً)، وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق، وقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك.
وأوحى الله الى ملائكته {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ}، وأوحى الى رسوله {أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} أي أنهم ردف لكم، أو يردف بعضهم بعضا ارسالا، لا يأتون دفعة واحدة.
وأغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم اغفاءة واحدة، ثم رفع رأسه فقال: (أبشر يا ابابكر، هذا جبريل على ثناياه النقع) (اي الغبار)، وفي رواية محمد بن اسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبشر يا ابابكر، اتاك نصر الله، هذا جبريل أخذ بعنان فرسه يقوده، على ثناياه النقع).
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب العريش، وهو يثب في الدرع، ويقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ، ثم أخذ حفنة من الحصباء، فاستقبل بها قريشاً وقال: (شاهت الوجوه)، ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى}.
وحينئذ أصدر الى جيشه أوامره الأخيرة بالهجمة المضادة فقال: (شدوا)، وحرضهم على القتال قائلاً: (والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة) وقال وهو يحضهم على القتال: (قوموا الى جنة عرضها السموات والأرض)، (وحينئذ) قال العمير بن الحمام: بخ، بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يحملك على قولك: بخ، بخ)؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن اكون من أهلها، قال: (فإنك من أهلها)، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل.
وكذلك سأله عوف بن الحارث ابن عرفاء فقال: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده! قال غمسه يده في العدو حاسراً، فنزع درعا كانت عليه، فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل.
وحين أصدر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بالهجوم المضاد كانت حدة هجمات العدو قد ذهبت، وفتر حماسه، فكان لهذه الخطة الحكيمة أثر كبير في تعزيز موقف المسلمين، فإنهم حينما تلقوا أمر الشد والهجوم وقد كان نشاطهم الحربي على شبابه قاموا بهجوم كاسح مرير، فجعلوا يقبلون الصفوف، ويقطعون الأعناق وزادهم نشاطاً وحدة ان رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول في جزم وصراحة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}، فقاتل المسلمون أشد القتال، ونصرتهم الملائكة، ففي رواية ابن سعد عن عكرمة قال: كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من ضربه، وتندر يد الرجل لا يدري من ضربها، وقال ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: اقدم حيزوم، فنظر الى المشرك أمامه، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)، وقال ابو داود المازني: أني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل ان يصل اليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري، وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبدالمطلب أسيراً، فقال العباس: ان هذا والله ما أسرني، لقد اسرني رجل اجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال: (اسكت فقد أيدك الله بملك كريم). ولما رأى ابليس وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي كما ذكرنا، ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت فلما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه، وتشبث به الحارث بن هشام وهو يظنه سراقة فوكز في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هارباً، وقال له المشركون: الى أين يا سراقة؟ ألم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟ فقال: اني ارى ما لا ترون، إني أخاف الله، والله شديد العقاب، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر.
وبدأت امارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين، وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة، واقتربت المعركة من نهايتها، وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب المبدد، وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون حتى تمت عليهم الهزيمة.
وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة بالنسبة الى المشركين، وبفتح مبين بالنسبة للمسلمين، وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة اربعة عشر رجلا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة، قتل منهم سبعون وأسر سبعون، وعامتهم القادة والزعماء والصناديد.
ولما انفضت الحرب أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على القتلى، فقال: (بئس العشيرة كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، واخرجتموني وآواني الناس) ثم أمر بهم، فسحبوا الى قليب من قلب بدر.
القرآن يتحدث حول موضوع المعركة
وحول موضوع هذه المعركة نزلت سورة الأنفال، وهذه السورة تعليق إلهي - إن صح هذا التعبير - على هذه المعركة، يختلف كثيراً عن التعاليق التي ينطق بها الملوك والقواد بعد الفتح.
إن الله تعالى لفت أنظار المسلمين - أولاً - الى التقصيرات والتفاريط الأخلاقية التي كانت قد بقيت فيهم، وصدرت بعضها منهم، ليسعوا في تكميل نفوسهم وتزكيتها عن هذه التفاريط.
ثم أثنى بمن كان في هذا الفتح من تأييد الله وعونه ونصره بالغيب للمسلمين، ذكر لهم ذلك لئلا يغتروا بشجاعتهم وبسالتهم، فتتسور نفوسهم الغطرسة والكبرياء بل ليتوكلوا على الله ويطيعوا رسوله عليه الصلاة والسلام.
ثم بين لهم الأهداف والأغراض النبيلة التي خاض الرسول صلى الله عليه وسلم لأجلها هذه المعركة الدامية، ودلهم على الصفات والأخلاق التي تسببت في الفتوح في المعارك.
وخاطب المشركين والمنافقين واليهود وأسارى المعركة، وعظهم موعظة بليغة، تهديهم إلى الاستسلام للحق والتقيد به.
ثم خاطب المسلمين حول موضوع الغنائم، وقنن لهم مبادئ وأسس هذه المسألة.
وبين وشرع لهم من قوانين الحرب والسلم ما كانت الحاجة تمس إليها بعد دخول الدعوة الإسلامية في هذه المرحلة، حتى تمتاز حروب المسلمين على حروب أهل الجاهلية، ويقوم لهم التفوق في الأخلاق والقيم والمثل، ويتأكد للدنيا ان الإسلام ليس مجرد وجهة نظرية، بل إنه يثقف أهله عملياً على الأسس والمبادئ التي يدعو إليها.
ثم قرر بنوداً من قوانين الدولة الإسلامية التي تقيم الفرق بين المسلمين الذين يسكنون داخل حدودها، والذين يسكنون خارجها.
وفي السنة الثانية من الهجرة فرض صيام رمضان، وفرضت زكاة الفطر، وبينت أنصبة الزكاة الأخرى، وكانت فريضة زكاة الفطر وتفصيل أنصبة الزكاة الأخرى، تخفيفاً لكثير من الأوزار التي يعانيها عدد كبير من المهاجرين اللاجئين الذين كانوا فقراء لا يستطيعون ضرباً في الأرض.
ومن أحسن المواقع وأروع الصدق ان أول عيد تعيد به المسلمون في حياتهم هو العيد الذي وقع في شوال سنة 2هـ إثر الفتح المبين الذي حصلوا عليه في غزوة بدر، فما أروع هذا العيد السعيد الذي جاء به الله بعد أن توج هامتهم بتاج الفتح والعز، وما أروع منظر تلك الصلاة التي صلوها بعد أن خرجوا من بيوتهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتوحيد والتحميد، وقد فاضت قلوبهم رغبة إلى الله، وحنيناً إلى رحمته ورضوانه بعد ما أولاهم من النعم، وأيدهم به من النصر، وذكرهم بذلك قائلاً: {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved