|
|
انت في
|
|
لم تتفق الثقافات عبر التاريخ على طريقة موحدة في النظر للمرأة أو في طريقة التعامل معها، ولهذا فلن تتفق اليوم ولن تتفق غداً على هذا الموضوع، فكل يعتقد أن طريقته هي الأفضل، ونموذجه هو النموذج المثالي الذي يجب على الآخرين أن يحذو حذوه، وربما ظن من يملكون القوة والنفوذ في عالم اليوم أن على الآخرين أن يتبعوهم حذو القذة بالقذة، فما داموا يملكون القوة الاقتصادية والعلمية والعسكرية، فإن هذا مؤشر على قوة قيمهم ونظرتهم للإنسان وللكون والحياة، وهذا وهم قادهم إليه صلف القوة، وغرور النجاح في الجانب المادي الذي يفتقد الروح ويفتقد الإنسان في كثير من جوانبه، ولهذا دعونا نستعرض بعض صور المرأة وأوضاعها في المجتمعات القديمة، لنرى التناقض والتباعد والاختلاف، ففي مصر الفرعونية عرف نظام وحدانية الزوج والزوجة، مع تساوي كل منهما في الحقوق والواجبات، وكان النظام الأمي هو السائد، أي أن الأم هي محور الأسرة ورئيسها والأطفال ينسبون لها، واستمر ذلك حتى ظهر عهد الإقطاع فعرفت الأسرة المصرية النظام الأبوي، وما تبعه من إقرار حق الرجل في أن تكون له أكثر من زوجة، وكان ذلك في الغالب مقصوراً على الأمراء والأغنياء الذين تعددت زوجاتهم ومحظياتهم ونتج عن ذلك أن صارت المرأة غير مساوية للرجل في الحقوق والواجبات مع انتشار ظاهرة الأبناء غير الشرعيين الذين كانوا ينتسبون إلى أمهاتهم. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |