|
|
انت في
|
|
بين يديَّ مجموعة من الكتب تجمَّعت من مصادر مختلفة (فرح) أصحابها بتأليفها، فذهبوا ينشرونها لمن يتوسَّمون أن يقرأوها ويكتبوا عنها، فتزيد شهرتهم، ومن جهة أخرى يثبت لهم حقَّ إضافتهم إلى زمرة (المؤلِّفين) هذه الزَّمرة التي تمنح الضَّوء الأخضر للعبور من بوابات (الإبداع)، (الفكر)، (الأدب)، (الشُّهرة) حتى إذا ما تحقَّق لهم ذلك انتفخت أوداجهم، وتطاولت أعناقهم، وزهت نفوسهم، ولمعت جباههم، وأصبح لأسمائهم حقَّ التَّجاوز، والعبور، والتَّصدُّر،.. فإن عبَرت بهم مناسبة لم يُدعوا إليها سخطوا لتجاوزهم، وغضبوا ممَّن تجاهلهم..، يحسبون أنَّ لهم الحقَّ في كلِّ (خدمة)، واستثناء، وحضور، وظهور، وهم أقرب إلى زمر الطَّبَّالين، ومن أثرى مع الطَّفرة من محدثي النِّعم، وهم على حدِّ سواء مع ذلك الذي وقف في ساحة تغطيها الشَّمس، وينيرها القمر، ويؤمُّها من الأطفال من يقهقه، ويصرخ، ويتشبَّث، ويتسلَّق، ويصفِّق، ويطلق الأسماء عليه والصِّفات، ويلبسه من الأزياء الصَّقيلة واللاَّمعة حتى إذا فرغت السَّاحة من ضجيج الصِّغار، وعبثهم، ونظِّفت من بقاياهم وصخبهم، أصرَّ على أنَّه فيها السَّيد الذي نصَّبه الأطفال ثغر السَّاحة ورفعوه فوق أكتافهم فلا يرغب في النِّزول، ويتشبَّث بالثَّغر.. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |